withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


بيعة العقبة الأولى من كتاب خاتم النبيّين صلى الله عليه وسلم

بيعة العقبة الأولى من كتاب خاتم النبيّين صلى الله عليه وسلم

اسم الكتاب:
خاتم النبيّين صلى الله عليه وسلم

العقبة الأولى أو البيعة الأولى

311- تجاوبت أصداء الدعوة المحمدية فى ربوع يثرب وتذاكروها مذاكرة من لا يتنازعون فى شرف تمسه أو عصبية جاهلية ينصرونها، ولكن تجاوب من يطلبون الحق، ومن صغت أفئدتهم إليه، ومن يرجون من الاستجابة زوال الفرقة التى تقسمهم، وتجعلهم فى حرب مستمرة، وفوق كل ذلك يريدون أن يستعلوا بها على اليهود الذى كانوا يستفتحون عليهم بأن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم سيكون مع أهل الكتاب عليهم، فهم يسارعون إليه، لأنهم يسارعون فى الحق، ولا يبغون سواه.

فلما كان موسم الحج الذى أعقب موسم اللقاء الأول، وكان التفاهم الذى رجوا فيه الخير والأمن والسلام فى حضرة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، فى هذا الموسم جاء اثنا عشر نقيبا من الأوس والخزرج، لا لأداء الحج فقط بل لهذا، وللقاء محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، مستجيبين له، لما قد عاقدوا العهد على لقائه، وإعطائه به المواثيق عن أنفسهم ومن وراءهم ممن بعثوهم نقباء، يتحدثون باسمهم، ويقدمون العهود والمواثيق عنهم.

وقد روى عن عبادة بن الصامت أنه قال: «كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا اثنى عشر رجلا ليبايعنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم» وكانت هذه البيعة بيانا للشرع الإسلامى فى العلاقات الاجتماعية، والأسرية، وأخذ العهد عليهم أن يقوموا بحقها، وهى جزء من الإسلام على عقيدة التوحيد، والعبادات، على أساس هذه العقيدة.

وقد ذكر عبادة بن الصامت نص هذه المبايعة، فقال: «بايعنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليلة العقبة الأولى على ألا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق ولا نزنى، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتى ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه فى معروف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن وفيتم فلكم الجنة،

وإن غشيتم شيئا فأخذتم بحده فى الدنيا فهو كفارة له، وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة، فأمركم إلى الله تعالى، إن شاء عذب وإن شاء غفر. ولقد قال الحافظ ابن كثير، إن هذا الحديث مخرج فى الصحيحين وغيرهما من طرق عن ابن شهاب الزهرى. ونرى أن هذه المبايعة كانت لبيان بعض التكليفات الإسلامية التى لا اختلاف فيها، وما كانت للإيواء والنصرة، لأن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لم يكن قد قرر الهجرة إليهم، ولم يكن قد جاءه الأمر بذلك، أو الإيحاء به، ولأنه لا يأخذ بعهد النصرة، قبل عهد الإيمان، فما كان عهداهم عهد جوار، ولكن عهد تأييد، ومحاربة دون الإسلام، ولا تكون إلا بعد توثيق كلمة الإيمان، وحقها.

وقد سمى كثيرون من كتاب السيرة هذه البيعة بيعة النساء، وما كانت هذه التسمية فيما نحسب فى وقت البيعة، إنما كانت بعد ذلك لمشابهتها لما ذكره القران الكريم من مبايعة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم للنساء فى أحكامها، وإن اختلف وقتها، واختلف موضوعها، فتلك كانت مع النساء، أما هذه فكانت مع الرجال، وهى للرجال وللنساء على سواء. وهذا نص بيعة النساء كما جاء بها القران الكريم، فقد قال الله تعالى فى سورة الممتحنة: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً، وَلا يَسْرِقْنَ، وَلا يَزْنِينَ، وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ، وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ، فَبايِعْهُنَّ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «1» بيعة النساء بعد الهجرة.



كلمات دليلية: