withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


تواضع الحبيب صلى الله عليه وسلم من كتاب إمتاع الأسماع بما للنبي من أحوال ومتاع

تواضع الحبيب صلى الله عليه وسلم  من كتاب إمتاع الأسماع بما للنبي من أحوال ومتاع

اسم الكتاب:
إمتاع الأسماع بما للنبي من أحوال ومتاع

وأما تواضعه وقربه

فخرج سعيد بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة من حديث أبي الأحوص عن مسلم الأعور عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يعود المريض ويشهد الجنازة ويجيب دعوة الملوك ويركب الحمار، وكان يوم خيبر على حمار، ويوم قريظة على حمار مخطوم [ (3) ] من ليف تحته إكاف [ (4) ] ليف.

وخرّجه الترمذي من حديث علي بن مسهر [ (5) ] عن مسلم الأعور عن أنس بنحو هذا، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسلم عن أنس، ومسلم الأعور يضعّف، وهو مسلم بن كيسان الملائي، ذكره الترمذي في الجنائز [ (6) ] .

وخرّج البخاري في الأدب المفرد من حديث ابن المبارك، أخبرنا سلمى أبو قتيبة، أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: رمدت عيني فعادني النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ثم قال: يا زيد، لو أن عينك لما بها، كيف كنت تصنع؟ قال: كنت أصبر وأحتسب، قال: لو أن عينك لما بها ثم صبرت واحتسبت كان ثوابك الجنة.

وخرّج أيضا من حديث حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: ذهبت بعبد اللَّه بن أبي طلحة آتي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم ولد، والنبي صلّى اللَّه عليه وسلّم

__________

[ (1) ] زيادة من المرجع السابق.

[ (2) ] في (خ) «له» .

[ (3) ] مخطوم وهو الزمام الحبل من الليف.

[ (4) ] الإكاف: هو كالسرج للفرس.

[ (5) ] في (خ) «ميهر» .

[ (6) ] (الشمائل المحمدية للترمذي) ص 173 حديث رقم 325، (سنن الترمذي) ج 2 ص 241 حديث رقم 1022، (سنن ابن ماجة) ج 2 ص 1398 حديث رقم 188، بنحو ذلك، ومسلم بن كيسان هذا قال عنه أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره فكان لا يدري ما يحدث به.. انظر (تهذيب التهذيب) ج 1 ص 135 ترجمة رقم 247.

في عباءة يهنو بعيرا له فقال: أمعك تمرات؟ قلت: نعم، فناولته تمرات فلاكهن ثم فغر فا الصبي، فأوجدهن إياه، فتلمظ الصّبي فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم حب الأنصار، وسماه عبد اللَّه.

وخرج البخاري في الصحيح من حديث إبراهيم عن الأسود قال: سألت عائشة رضي اللَّه عنها [ (1) ] ما كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله- (تعني خدمة أهله) - فإذا حضرت الصلاة. خرج النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، ذكره في كتاب الصلاة، وترجم عليه باب من كان في حاجة أهله، وأقيمت الصلاة فخرج، وذكره في كتاب النفقات ولفظه: سألت عائشة: ما كان النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يصنع في البيت؟ قالت: في مهنة أهله فإذا سمع الأذان خرج. وترجم عليه باب خدمة الرجل في أهله وذكره، وذكره في كتاب الأدب ولفظه: ما كان النبي يصنع في أهله؟ قالت: كان في مهنة أهله؟ فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة، ترجم عليه كيف يكون الرجل في أهله [ (2) ] ؟.

وخرج عبد الرزاق من [ (3) ] حديث الزهري، وهشام بن عروة عن أبيه، قال سأل رجل عائشة: أكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يعمل في بيته؟ قالت: نعم كان يخصف نعله، ويخيط ثوبه؟ ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته.

وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن عمرة قالت: قيل لعائشة ما كان يعمل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في بيته؟ قالت: كان بشرا من البشر، يفلّي ثوبه ويحلب شاته [ (4) ] ويخدم نفسه.

وخرج البخاري في كتاب الأدب من حديث هيثم، أخبرنا حميد الطويل، أخبرنا أنس قال: إن كانت الأمة من إماء لأهل المدينة لتأخذ بيد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فتنطلق به حيث شاءت [ (5) ] .

__________

[ (1) ] في (خ) «عنه» .

[ (2) ] (صحيح البخاري بشرج الكرماني) ج 21 ص 186 حديث رقم 5668.

[ (3) ] في (خ) «بن حديث» .

[ (4) ] في (خ) بعد قوله: «يحلب شاته» عبارة «ويفلّي ثوبه» وهو تكرار من الناسخ.

[ (5) ] والمقصود من الأخذ بيده الأمة وهو الرّفق والانقياد، يعني كان خلق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بهذه المرتبة وهو أنه لو كان لأمة حاجة إلى بعض مواضع المدينة وتلتمس منه مساعدته في تلك الحاجة واحتاج.

وخرج مسلم من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم، قال: أخبرنا سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إذا صلّى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتي بإناء إلا غمس يده فيها، فربما جاءوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها [ (1) ] .

وخرج من حديث يزيد بن هارون عن عماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن امرأة كان في عقلها شيء فقالت: يا رسول اللَّه، إن لي إليك حاجة، فقال:

يا أم فلان، انظري أي السكك شئت حتى أقضي إليك حاجتك، فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها [ (2) ] .

وقال علي بن الحسين بن واقد عن أبيه قال: سمعت يحيى بن عقيل يقول:

سمعت عبد اللَّه بن أبي أوفى يقول: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة، ولا يستنكف أن يمشي مع العبد والأرملة حتى يفرغ لهم من حاجاتهم [ (3) ] .

وخرج الإمام أحمد عن أيوب عن عمرو بن سعيد عن أنس قال: ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وذكر الحديث.

__________

[ () ] أن يمشي معها لقضائها لما تخلف عن ذلك حتى قضى حاجتها. وفيه أنواع من المبالغة من جهة أنه ذكر المرأة لا الرجل، والأمة لا الحرة، وعمم بلفظ الإماء: أي أيّ أمة كانت، وبقوله: «حيث شاءت» من المكانات، وعبر عنه بلفظ الأخذ باليد الّذي هو غاية التصرف. (صحيح البخاري بشرح الكرماني) ج 21 ص 206 كتاب الأدب حديث رقم 5700.

[ (1) ] في (خ) «فيه» وما أثبتناه من (صحيح مسلم) .

[ (2) ] (مسلم بشرح النووي) ج 15 ص 82 «وفي هذه الأحاديث بيان بروزه صلّى اللَّه عليه وسلّم للناس وقربه منهم ليصل أهل الحقوق إلى حقوقهم ويرشد مسترشدهم ليشاهدوا أفعاله وحركاته فيقتدي بها، وهكذا ينبغي لولاة الأمور، وفيها صبره صلّى اللَّه عليه وسلّم على المشقة في نفسه لمصلحة المسلمين وإجابته من سأل حاجته أو تبريكا بمس يده وإدخالها في الماء كما ذكروا، وفيه التبرك بآثار الصالحين وبيان ما كانت الصحابة عليه من التبرك بآثاره صلّى اللَّه عليه وسلّم، وتبركهم بإدخال يده الكريمة في الآنية ... وبيان تواضعه بوقوفه مع المرأة الضعيفة، وقوله: «خلا معها في بعض الطرق» أي وقف معها في طريق مسلوك ليقضي حاجتها ويفتيها في الخلوة ولم يكن ذلك الخلوة بالأجنبية فإن هذا كان في ممر الناس ومشاهدتهم إياه وإياها لكن لا يسمعون كلامها لأن مسألتها مما لا يظهره واللَّه أعلم، (مسلم بشرح النووي) ج 15 ص 83، 83.

[ (3) ] (سنن الدارميّ) ج 1 ص 35 ونصه: « ... ولا يأنف ولا يستنكف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لهما حاجتهما» .

وخرجه عن إسماعيل بن علبة عن أيوب عن عمرو بن سعيد عن أنس، ورواه حماد بن زيد عن أيوب عن أنس (لم يذكر عمرو بن سعيد) .

وخرّج البخاري من حديث علي بن الجعد قال: حدثنا شعبة عن شيبان بن أبي الحكم عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أنه مرّ على صبيان فسلم عليهم [ (1) ] ، وأخرجه مسلم أيضا وقال ابن لهيعة: حدثني عمارة بن غزية عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال: كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم من أفكه الناس مع صبي.

وخرّج البخاري في الأدب المفرد عن طريق وكيع عن معاوية بن أبي برد عن أبيه عن أبي هريرة قال: أخذ النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بيد الحسن أو الحسين ثم وضع قدميه فوق قدميه ثم قال شهق.

ومن طريق عبد اللَّه بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن راشد عن يعلي بن مرّة أنه قال: خرجنا مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم ودعينا إلى طعام، فإذا بحسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم أمام القوم ثم بسط يديه، فجعل يمر مرة ها هنا، ومرة هاهنا يضاحكه، حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه ثم اعتنقه فقبّله، ثم [قال] : حسين مني وأنا منه، أحبّ اللَّه من أحب الحسن والحسين، سبطان من الأسباط.

ومن طريق ابن أبي فديك قال: حدثني هشام بن سعد عن نعيم المجمر عن أبي هريرة قال: ما رأيت حسنا إلا فاضت عيناي دموعا، وذلك أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم خرج يوما فوجدني في المسجد فأخذ بيدي، فانطلقت معه، فما كلمني حتى جئنا سوق بني قينقاع، فطاف به ونظر ثم انصرف وأنا معه حتى جئنا المسجد، فاحتبى ثم قال: أين لكاع؟ أدع لكاعا، فجاء حسن يشتد فوقع في حجره، ثم أدخل يده في لحيته، ثم جعل النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم يفتح فاه في فيه ثم قال: اللَّهمّ إني أحبه فأحببه، وأحب من يحبه.

__________

[ (1) ] (صحيح البخاري) ج 4 ص 89 باب التسليم على الصبيان، وأخرجه (مسلم) في باب السلام على الصبيان، والترمذي في الاستئذان باب ما جاء في التسليم على الصبيان وقال: هذا حديث صحيح، والنسائي، أخرج ابن ماجة نحوه- عن حميد بن أنيس- في الأدب باب السلام على الصبيان، وأبو داود في كتاب الأدب في باب السلام على الصبيان ج 5 ص 382 حديث 5202، 5203 بنحو.

وخرج الإمام أحمد من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال: يا محمد- يا سيدنا وابن سيدنا- وخيرنا وابن خيرنا! فقال: رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: يا أيها الناس قولوا بقولكم، لا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد اللَّه، عبد اللَّه ورسوله، واللَّه ما أحب أن تعرفوني فوق منزلتي التي أنزلني اللَّه. وخرجه النسائي بنحوه.

وروي النّضر بن شميل عن شعبة عن قتادة قال: سمعت مطرف بن عبد اللَّه ابن الشخير عن أبيه قال: جاء رجل إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: أنت سيد قريش، فقال السيد اللَّه، فقال: أنت أعظمها فيها طولا، وأعلاها فيها قولا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان- وخرجه أبو داود والنسائي بنحوه أو قريبا منه.

وخرجه البخاري في الأدب المفرد من حديث مسدد، أخبرنا بشر بن المفضل، أخبرنا أبو مسلمة عن أبي نضرة عن مطرف، قال: إني انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: فقالوا: أنت سيدنا، فقال: السيد اللَّه، قالوا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا، فقال: قولوا بقولكم، ولا يستجرينكم الشيطان [ (1) ] .

وللبخاريّ من حديث شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يوم الأحزاب ينقل التراب وقد وارى التراب بطنه [ (2) ] .

__________

[ (1) ]

قوله: «السيد اللَّه» ،

يريد السؤدد حقيقة للَّه عزّ وجلّ، وأن الخلق كلهم عبيده، وإنما منعهم أن يدعوه سيدا، مع

قوله صلّى اللَّه عليه وسلّم: «أن سيد ولد آدم»

وقوله لبني الخزرج- قبيلة سعد-: قوموا إلى سيدكم»

- يريد سعد بن معاذ- من أجل أنهم قوم حديثو عهد بالإسلام، وكانوا يحسبون أن السيادة بالنّبوّة كهي أسباب الدنيا، وكان لهم رؤساء يعظمونهم وينقادون لأمرهم، ويسمونهم: «السادات» فعلمهم الثناء عليه وأرشدهم إلى الأدب في ذلك

فقال: «قولوا بقولكم»

يريد قولوا بقول أهل دينكم وملتكم وادعوني نبيا ورسولا، كما سماني اللَّه عز وجل في كتابه فقال: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ، يا أَيُّهَا الرَّسُولُ ولا تسموني سيدا كما تسمون رؤساءكم وعظماءكم، ولا تجعلوني مثلهم فإنّي لست كأحدهم، إذ كانوا يسودونكم بأسباب الدنيا، وأنا أسودكم بالنّبوّة والرسالة، فسموني نبيا رسولا،

وقوله: «بعض قولكم»

فيه حذف واختصار، ومعناه. دعوا بعض قولكم واتركوه، يريد بذلك الاقتصار في المقال

وقوله: «لا يستجرينكم الشيطان»

معناه لا يتخذنكم جريا، والجري: الوكيل، ويقال: الأجير أيضا: (معالم السنن للخطابي) ج 5 ص 154- 155.

[ (2) ] (صحيح البخاري بحاشية السندي) ج 3 ص 23 ولفظه: «لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه، وكان كثير الشعر فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة ... » .

وخرج الإمام أحمد من حديث ابن سلمة عن حميد عن أنس قال: ما كان شخص أحب إليهم من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وكانوا [إذا] رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك [ (1) ] .

وخرجه الترمذي ولفظه: لم يكن شخص ... ، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وخرجه البخاري في الأدب المفرد.

وخرج الإمام أحمد من حديث ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن على بن رباح أن رجلا سمع عبادة بن الصامت يقول: خرج علينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال أبو بكر رضي اللَّه عنه: قوموا نستغيث إلى رسول اللَّه من هذا المنافق، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم لا يقام إليّ، إنما يقام للَّه تبارك وتعالى.

وخرج من حديث معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن أنه ذكر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فقال: لا واللَّه ما كانت تغلق دونه الأبواب، ولا يقوم دونه الحجاب ولا يغدى عليه بالجفان [ (2) ] ، ولا يراح عليه بها، ولكنه كان بارزا، من أراد أن يلقي نبي اللَّه لقيه، كان يجلس بالأرض، ويوضع طعامه بالأرض، ويلبس الغليظ، ويركب ويردف معه، ويلعق واللَّه يده [ (3) ] .

وقال جعفر بن عون: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي مسعود، أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم كلم رجلا فأرعد فقال: هوّن عليك، فإنّي لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد. قال ابن الجوزي: وكذا رواه هاشم ابن عمرو الحمصي عن يونس عن إسماعيل عن قيس بن جرير، كلاها وهم! والصواب: عن إسماعيل، عن قيس مرسلا عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم. وذكر حديث حميد ابن الربيع قال: حدثنا هشيم، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم

__________

[ (1) ]

وفي (الترغيب والترهيب) ج 3 ص 431: «وعن معاوية رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: من أحب أن يتمثل «له الرجال قياما فليتبوَّأ مقعده من النار» رواه أبو داود بإسناد صحيح والترمذي»

وقال حديث حسن.

وقوله: «يتمثل» أي يقابل بتعظيم الوقوف، قوله: «فليتبوَّأ» أي فليأخذ مكانه في جهنم استكبارا وجزاء غطرسته، فالكبرياء والتعظيم للَّه وحده سبحانه.

[ (2) ] الجفان: مفردها جفنة، وهي القصمة الكبيرة يؤكل فيها.

[ (3) ] (صفة الصفوة) ج 1 ص 169 وفيه: «ويركب الحمار ويردف عبده، ويعلف دابته بيده صلّى اللَّه عليه وسلّم» .

أن رجلا أتى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم فلما قام بين يديه استقبلته رعدة! فقال له النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم:

هوّن عليك، فإنّي لست ملكا، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد [ (1) ] .

قال: وكذلك رواه يحيى بن سعيد القطان، وزهير بن أبي معاوية عن أبي خالد.

وخرّج الحاكم من حديث عباد بن العوام عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم عن جرير بن عبد اللَّه قال: أوتي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم برجل ترعد فرائصه، قال: فقال له: هوّن عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء.

ثم تلا جرير بن عبد اللَّه البجلي، وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

وخرج ابن حيان من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبيد بن سعيد ابن العاص الأموي عن علي بن زيد قال: قال أنس بن مالك. أن كانت الوليدة من ولائد المدينة تجيء فتأخذ بيد رسول اللَّه فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت. وله من حديث شعبة عن علي بن زيد عن أنس: أن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول اللَّه، فيدور بها في حوائجها حتى تفرغ، ثم يرجع.

وله من حديث المحاربي عن عبيد اللَّه بن الوليد الصافي عن عبد اللَّه بن عبيد ابن عمير عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: قلت يا رسول اللَّه: كل- جعلني اللَّه فداك- متكئا، فإنه أهون عليك، قال: لا، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد [ (2) ] .

وله من حديث أبي معشر عن سعيد المقبري، عن عائشة قالت: قال رسول

__________

[ (1) ]

(سنن ابن ماجة) ج 2 ص 1101 كتاب الأطعمة باب القديد حديث رقم 3312 ولفظه: «هون عليك فإنّي لست بملك، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد» .

قال أبو عبد اللَّه: إسماعيل وحده وصله، وفي الزوائد: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات.

(ترعد) أرعد الرجل أخذته الرعدة، والرعدة: الاضطراب. وأرعدت أيضا فرائصه عند الفزع.

(الفرائص) واحدتها فريصة، لحمة بين الجنب والكتف ترعد عند الفزع.

(القديد) هو اللحم الملح المجفف في الشمس: فعيل بمعني مفعول.

[ (2) ] ونحوه (صحيح البخاري) ج 3 ص 294 باب الأكل متكئا، (سنن ابن ماجة) ج 2 ص 1086 حديث رقم 3262.

اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: جاءني ملك فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شئت نبيا عبدا، وإن شئت نبيا ملكا، فنظرت إلى جبريل عليه السلام، فأشار إليّ أن ضع نفسك، فقلت نبيا عبدا [ (1) ] .

وخرّج الحافظ أبو نعيم الأصبهاني من حديث أيوب بن نهيك قال: سمعت أبا حازم قال: سمعت ابن عمر رضي اللَّه عنه يقول: لقد هبط عليّ ملك من السماء ما هبط علي بني قبلي، ولا يهبط على أحد بعدي- وهو إسرافيل- فقال: السلام عليك يا محمد، وقال: أنا رسول ربك إليك، أمرني أن أخيّرك إن شئت نبيا عبدا، وإن شئت نبيا ملكا، فنظر إليّ جبريل فأومأ إلي أن تواضع، فقال النبي عند ذلك:

نبيا عبدا، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم: لو أني قلت نبيا ملكا ثم أمرت لصارت معي الجبال ذهبا.

قال أبو نعيم: حديث غريب من حديث أبي حازم وابن عمر، تفرد به أيوب بن نهيك، وأبو حازم مختلف فيه، فقيل سلمة بن دينار، وقيل محمد بن قيس المزني واللَّه أعلم [ (1) ] .

وله من حديث أيمن بن نايل قال: سمعت قدامة بن عبد الملك قال: رأيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يرمي الجمرة على ناقة صهباء، لا ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك [ (2) ] .

وخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق الأعمش عن سلام بن شرحبيل

__________

[ (1) ]

وفي (البداية والنهاية) ج 6 ص 48 عن يعقوب بن سفيان: حدثني أبو العباس حيوة بن شريح، أخبرنا بقية عن الزبيدي عن الزهري عن محمد بن عبد اللَّه بن عباس قال: كان ابن عباس يحدث أن اللَّه أرسل إلى نبيه ملكا من الملائكة معه جبريل، فقال الملك لرسوله: «إن اللَّه يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا وبين أن تكون ملكا نبيا» فالتفت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى جبريل كالمستشير له، فأشار جبريل إلى رسول اللَّه أن تواضع، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: بل أكون عبدا نبيا، قال: فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتى لقي اللَّه عزّ وجلّ.

وهكذا رواه البخاري في التاريخ عن حيوة بن شريح، وأخرجه النسائي عن عمرو بن عثمان كلاهما عن بقية بن الوليد به، وأصل هذا الحديث في الصحيح بنحو من هذا اللفظ.

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة- ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة- قال: جلس جبريل إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل، فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد أرسلني إليك ربك: أفملكا نبيا يجعلك أو عبدا رسولا؟.

[ (2) ] هو كما يقال: الطريق الطريق، ويفعل بين يدي الأمراء، ومعناه نحّ وأبعد وتكريره للتأكيد. (النهاية) ج 1 ص 64.

عن حبه بن خالد وسواء بن خالد [ (1) ] أنهما أتيا النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهو يعالج حائطا أو يناله، فأعاناه.

وخرّج الحاكم من حديث عبد اللَّه بن أبي بكر المقدمي، حدثنا ابن سليم عن ثابت عن أنس أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم دخل مكة ودنا منه على رحله متخشنا. قال هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

وله من حديث الحسن بن واقد، حدثني عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه أن رجلا أتي النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بحمار وهو يمشي، فقال: اركب يا رسول اللَّه، فقالا: إن صاحب الدابة أحق بصدرها [ (2) ] [إلا أن تجعله لي، قال: قد فعلت] [ (3) ] .



كلمات دليلية: