withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


حلف الفضول من كتاب السيرة النبوية في ضوء القران والسنة

حلف الفضول من كتاب السيرة النبوية في ضوء القران والسنة

اسم الكتاب:
السيرة النبوية في ضوء القران والسنة

حلف الفضول

وكان حلف الفضول بعد حرب الفجار بأربعة أشهر، وكان أكرم حلف وأفضله في العرب في الجاهلية، وسببه أن رجلا من قبيلة (زبيد) باليمن قدم مكة ببضاعة، فاشتراها منه العاص بن وائل السهمي وأبى أن يعطيه حقه، فاستعدى عليه الزّبيدي الأحلاف: عبد الدار، ومخزوما، وجمحا، وسهما، وعديّ بن كعب، فأبوا أن يعينوه على العاص بن وائل وانتهروه، فلما رأى الزبيدي الشر صعد على جبل أبي قبيس عند طلوع الشمس، وقريش في أنديتهم حول الكعبة، فاستصرخهم لرد ظلامته قائلا:

يا ال فهر لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي الدار والنفر

إنّ الحرام لمن تمت كرامته ... ولا حرام لثوب الفاجر الغدر

فقام الزبير بن عبد المطلب فقال: ما لهذا مترك. فاجتمعت بنو هاشم، وزهرة، وبنو تيم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان، فصنع لهم طعاما، وتحالفوا في شهر حرام، وهو ذو القعدة، فتعاقدوا وتحالفوا بالله ليكوننّ يدا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يرد إليه حقه ما بلّ بحر صوفة، وما بقي جبلا ثبير وحراء مكانهما «3» .

فسمّت قريش هذا الحلف «حلف الفضول» وقالوا: لقد دخل هؤلاء في

__________

(1) يجمع السهام التي ترمى بها هوازن ويناولها لأعمامه.

(2) الطبقات الكبرى، ج 1 ص 128.

(3) الكلمتان كنايتان عن التأبيد.

فضل من الأمر، ثم مشوا إلى العاص بن وائل، فانتزعوا منه سلعة الزبيدي، فدفعوها إليه. وقيل: إنما سمي حلف الفضول لأنه أشبه حلفا تحالفته جرهم على هذا: من نصر المظلوم وردع الظالم، وكان دعي إليه ثلاثة من أشرافهم اسم كل واحد منهم (فضل) وهم: الفضل بن فضالة، والفضل بن وداعة، والفضل بن الحارث فيما قال ابن قتيبة، وقال غيره: الفضل بن شراعة والفضل بن بضاعة، والفضل بن قضاعة، وفي هذا الحلف قال الزبير بن عبد المطلب:

إن الفضول تعاقدوا، وتحالفوا ... ألّا يقيم ببطن مكة ظالم

أمر عليه تعاقدوا وتواثقوا ... فالجار والمعتر «1» فيهم سالم

وقد حضر النبي صلّى الله عليه وسلّم هذا الحلف الذي رفعوا به منار الحق، وهدموا صرح الظلم، وهو يعتبر من مفاخر العرب وعرفانهم لحقوق الإنسان، وقد روي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لقد شهدت بدار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحبّ أن لي به حمر النّعم، ولو دعيت لمثله في الإسلام لأجبت» .



كلمات دليلية: