withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


وفاة أبي طالب من كتاب حدائق الانوار في السيرة

وفاة أبي طالب من كتاب حدائق الانوار في السيرة

اسم الكتاب:
حدائق الانوار في السيرة

تخفيف العذاب عن أبي طالب

]

وفي «صحيح البخاريّ» أيضا، أنّ العبّاس قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم:

ما أغنيت عن عمّك؟ فإنّه كان يحوطك ويغضب لك، فقال: «هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدّرك الأسفل من النّار» «2» . أي: لأنّ كفره كفر إيثار للباطل على الحقّ، مع علمه بذلك وتيقّنه بذلك، وما شاء الله تعالى كان، وما لم يشأ لم يكن.

[,

وفاة أبي طالب

]

وفي السّنة العاشرة: مات أبو طالب، فاشتدّ حزن النّبيّ صلى الله عليه وسلم.

[حرص النّبيّ صلى الله عليه وسلم على إسلام عمّه]

وفي «صحيح البخاريّ» ، أنّ أبا طالب لمّا حضرته الوفاة، دخل عليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فوجد عنده أبا جهل، فقال: «أي عمّ، قل لا إله إلّا الله، كلمة أحاجّ لك بها عند الله» ، فقال أبو جهل [وعبد الله بن أبي أميّة] : أترغب عن ملّة عبد المطّلب؟ [فلم يزالا يكلّمانه] ، حتّى قال آخر شيء [كلّمهم] به هو: على ملّة

__________

(1) قلت: قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» ، ج 6/ 632: كان- أي: انشقاق القمر- بمكّة قبل الهجرة بنحو خمس سنين.

(2) أخرجه البخاريّ، برقم (3437) . ومسلم برقم (2800/ 43) . عن ابن مسعود رضي الله عنه.

(3) أخرجه البخاريّ، برقم (3655) . عن أنس رضي الله عنه.

عبد المطّلب. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنه» ، فنزلت: ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ «1» [سورة التّوبة 9/ 113]- أي: فلم يزل يستغفر له حتّى نزلت-/.

[,

وفاة خديجة رضي الله عنها

]

ثمّ ماتت خديجة رضي الله عنها، بعد موت أبي طالب بثلاثة أيّام. فتضاعف حزنه صلى الله عليه وسلم، ولكن كان الله له خلفا عن كلّ فائت.

[اشتداد إيذاء قريش للنّبيّ صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أبي طالب]

ولمّا مات أبو طالب نالت قريش من النّبيّ صلى الله عليه وسلم من الأذى بعد وفاته ما لم تنله به في حياته.

وفي «صحيح البخاريّ» ، عن عروة بن الزّبير، قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن أشدّ شيء صنعه المشركون بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: بينما النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلّي في (الحجر) ،

__________

(1) أخرجه البخاريّ، برقم (3671) .

(2) أخرجه البخاريّ، برقم (3670) . يحوطه: يحفظه، ويتعهّد بجلب ما ينفعه وبدفع ما يضرّه، الضّحضاح: الموضع القريب القعر، والمعنى: أنّه خفّف عنه شيء من العذاب. قال أهل العلم: إسلام أبي طالب مختلف فيه، كما ذكر الحافظ ابن حجر في «انفتح» ، وأما إيمانه فلا خلاف فيه؛ إذا عرّفنا الإيمان بأنّه التّصديق بالقلب فقط. والأدلّة متواترة على إيمانه المجرّد عن ربطه بالإسلام.

إذ أقبل عقبة بن أبي معيط- أي: مصغّرا بمهملتين- فوضع ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقا شديدا، فأقبل أبوبكر- رضي الله عنه- فأخذ بمنكبيه، ودفعه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ الآية، [سورة غافر 40/ 28] «1» .

وفي «صحيحي البخاريّ ومسلم» عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: بينما النّبيّ صلى الله عليه وسلم يصلّي عند (الكعبة) ، وقريش في مجالسهم في المسجد، إذ قال قائل منهم: ألا تنظرون إلى هذا المرائي، أيّكم يقوم إلى جزور بني فلان، فيجيء بسلاها فيضعه بين كتفيه إذا سجد؟ فانبعث أشقاهم- وفي رواية: أنّه عقبة بن أبي معيط أيضا- ففعل ذلك، فضحكوا حتّى مال بعضهم على بعض من الضّحك، وثبت النّبيّ صلى الله عليه وسلم ساجدا، فانطلق منطلق إلى فاطمة رضي الله عنها- وهي يومئذ جويرية- فأقبلت تسعى حتّى ألقته عنه، / ثمّ أقبلت عليهم تسبّهم، فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصّلاة، قال: «اللهمّ عليك بقريش» ثلاثا، ثمّ سمّى رجالا «2» . قال عبد الله: فو الله لقد رأيتهم صرعى يوم (بدر) ، ثمّ سحبوا إلى (القليب) - قليب بدر- «3» .

[



كلمات دليلية: