withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كتاب ما شاع و لم يثبت في السيرة النبوية

هجرة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه من كتاب ما شاع و لم يثبت في السيرة النبوية

اسم الكتاب:
ما شاع و لم يثبت في السيرة النبوية

هجرة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه

ومما اشتهر أن الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لما أراد أن يهاجر من مكة إلى طيبة الطيبة، تقلّد سيفه ومضى قِبَل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت، ثم أتى المقام فصلى، ثم وقف فقال: "شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن يُثكل أُمّه، أو يؤتم ولده، أو ترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي (1) ".

قال الألباني -رحمه الله- في رده على البوطي الذي نقل هذه القصة عن ابن الأثير "جزمه بأن عمر - رضي الله عنه - هاجر علانية اعتمادًا منه على رواية عليّ - رضي الله عنه - المذكورة، وجزمه بأن عليًا رواها ليس صوابًا؛ لأن السند بها إليه لا يصح، وصاحب (أسد الغابة) لم يجزم أولًا بنسبتها إليه - رضي الله عنه - وهو ثانيًا قد ساق إسناده بذلك إليه لتبرأ ذمته، ولينظر فيه من كان من أهل العلم، وقد وجدتُ مداره على الزبير بن محمَّد بن خالد العثماني: حدثنا عبد الله بن القاسم الأملي (كذا الأصل ولعله الأيلي) عن أبيه بإسناده إلى علي. وهؤلاء الثلاثة في عداد المجهولين، فإن أحدًا من أهل الجرح والتعديل لم يذكرهم مطلقًا .. (2) " ا. هـ كلام الألباني.

وذكرها الصالحي (3) معزوة إلى ابن السّمان في (الموافقة). وعزاها أبو تراب الظاهري (4) إلى ابن عساكر وابن السمان.

وقال الدكتور أكرم العمري: "وأما ما روي من إعلان عمر الهجرة وتهديده من يلحق به فلم يصح (5) ".

__________

(1) أُسد الغابة في معرفة الصحابة (4/ 58).

(2) دفاع عن الحديث النبوي والسيرة. ص 43.

(3) سُبل الهدى والرشاد (5/ 225).

(4) الأثر المقتفى لهجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ص 106.

(5) السيرة النبوية الصحيحة (1/ 206).

وشجاعة الفاروق - رضي الله عنه - لا تُجهل. لكن الكلام هنا على سند القصة. ثم إن الرسول - صلى الله عليه وسلم -وهو أشجع الناس- هاجر وصاحبه الصديق - رضي الله عنه - متخفّيَيْن عن أعين المشركين، فليس في هذا ما يعيب، بل هو من بذل الأسباب، ومن تمام التوكل على الله.

وقد روي البخاري -رحمه الله- عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: "أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وكانوا يُقرئون الناس، فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر - رضي الله عنهم -. ثم قدم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في عشرين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ... (6) ".

بل قد أخرج ابن إسحاق ما يدل على أن هجرة عمر - رضي الله عنه - كانت سرًا فقال: "حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: "اتّعدتُ لما أردنا الهجرة إلى المدينة أنا وعيّاش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاصي بن وائل السهمي التّناضب من أضاة بني غِفَار (*) فوق سَرِف، وقلنا: أيُّنا لم يُصبح عندها فقد حُبس، فليمض صاحباه. قال: فأصبحتُ أنا وعيّاش بن أبي ربيعة عند التناضب، وحُبس عنا هشام، وفُتن فافتتن .. (7) " الحديث. وصحّحه ابن حجر (8) وحسّن إسنادها: الوادعي (9)، وسلمان العودة (10).

والجمع بين رواية ابن إسحاق هذه، ورواية البخاري أن عمر قدم في عشرين من الصحابة: أن هؤلاء الصحابة - رضي الله عنهم - التقي بعضهم ببعض في الطريق دون ترتيب مسبق، فيما يظهر. والله أعلم.

__________

(6) البخاري: كتاب مناقب الأنصار، باب مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المدينة (7/ 259 فتح)

(*) قال السُّهيلي: أضاة بن غفار على عشرة أميال من مكة، والأضاة الغدير. (الروض الأنف 4/ 190).

(7) الروض الأنف (4/ 170).

(8) الإصابة (3/ 572)، وحسنه في مختصر زوائد البزّار (2/ 14 - 13).

(9) الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (2/ 108)

(10) الغرباء الأولون (1/ 117).



كلمات دليلية: