withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


ماشاع ولم بثبت في غزوة مؤتة من كتاب ما شاع و لم يثبت في السيرة النبوية

ماشاع ولم بثبت في غزوة مؤتة من كتاب ما شاع و لم يثبت في السيرة النبوية

اسم الكتاب:
ما شاع و لم يثبت في السيرة النبوية

سبب الغزوة

:

"ينفرد الواقدي بذكر السبب المباشر لهذه الغزوة، وهو أن شرحبيل بن عمرو الغساني، قَتل صبرًا الحارث بن عمير الأزدي، الذي أرسله الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى ملك بُصرى بكتابه، وكانت الرسل لا تُقتل، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأرسل الجيش إلى مؤتة. والواقدي ضعيف لايُعتمد عليه خاصة إذا انفرد بالخبر (1) "

والقول بأن الواقدي ضعيف فيه تساهل، فقد نصَّ أكثر علماء الجرح والتعديل على أنه متروك، منهم: ابن المبارك، وأحمد، والبخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهم (2). ولهذا قال الحافظ في (التقريب): "متروك مع سعة علمه (3) " وقال عنه في الفتح: "لا يُحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف (4) "

يا فُرَّار:

قال ابن إسحاق: "فحدثنى محمَّد بن الزبير، عن عروة بن الزبير، قال: لما دنوا من حول المدينة تلقاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون، قال. ولقيهم الصبيان يشتدون، ورسول الله مقبل مع القوم على دابة ... قال: وجعل الناس يَحْثُون على الجيش التراب ويقولون: يا فُرّار، فررتم في سبيل الله؟ قال: فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليسو بالفرار، ولكنهم الكُرّار إن شاء الله تعالى (5) " قال الإِمام ابن كثير لما أورده في (البداية): "وهذا مرسل

__________

(1) السيرة النبوية الصحيحة - د. العمري (2/ 467).

(2) تهذيب التهذيب (9/ 363 - 367)

(3) تقريب التهذيب (2/ 194)

(4) فتح الباري (7/ 472) وكذا في (8/ 157، 48) وانظر (9/ 113).

(5) الروض الأنف (7/ 19)

من هذا الوجه، وفيه غرابة، وعندي أن ابن إسحاق قد وهم في هذا السياق، فظن أن هذا الجمهور الجيش، وإنما كان للذين فروا حين التقى الجمعان، وأما بقيتهم فلم يفروا بل نصروا، كما أخبر بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين وهو على المنبر في قوله: "ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله على يديه" فما كان المسلمون ليسمونهم فرارًا بعد ذلك، وإنما تلقوهم إكرامًا وإعظامًا (6) " ثم أورد خبر ابن إسحاق في موضع آخر وقال: "هذا مرسل (7) ".

وقال الشيخ الألباني في تعقبه على البوطي: "فهذا منكر، بل باطل، ظاهر البطلان، إذ كيف يُعقل أن يقابَل الجيش المنتصر مع قلة عدده وعُدده، على جيش الروم المتفوق عليهم في العدد والعُدد أضعافًا مضاعفة، كيف يعقل أن يقابَل هؤلاء من الناس المؤمنين بحثوا التراب ... (8) ".

ازْوِرار سرير ابن رواحة عن صاحبيه:

قال ابن إسحاق: "ولما أصيب القوم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني: أخذ الراية زيد بن حارثة، فقاتل بها حتى قتل شهيدًا، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قُتل شهيدًا، قال: ثم صمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تغيرتْ وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهون، ثم قال: ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قُتل شهيدًا، ثم قال لقد رُفعوا إليّ في الجنة، فيما يرى النائم، على سُرر من ذهب، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازورارًا عن سريري صاحبيه. فقلت: عمَّ هذا؟ فقيل لي: مضيا، وتردّد

__________

(6) البداية والنهاية (4/ 248)

(7) البداية والنهاية (4/ 253)

(8) دفاع عن الحديث النبوي والسيرة. ص 31.

عبد الله بعض التردد، ثم مضى (9) ". قال ابن كثير -رحمه الله- لما أروده في (البداية): "هكذا ذكر ابن إسحاق هذا منقطعًا (10) ".

وذكره الهيثمي -رحمه الله- في (المجمع) وقال: "رواه الطبراني ورجاله ثقات (11) " ولا يخفى أن هذه العبارة لا تعني صحة الحديث، بل ثقة رجاله فحسب.

وقال الألباني -رحمه الله-: "رواه ابن إسحاق بلاغًا، فهو ضعيف الإسناد (12) ".

وأشار إلى ضعف القصة أيضًا الشيخ سلمان العودة -حفظه الله- في شرحه لبلوغ المرام (13).

وذكرها ابن القيم في (الزاد) وقال المحققان: "أخرجه ابن هشام عن ابن إسحاق بلاغًا (14) ".

وإخباره - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بنتيجة المعركة، واستشهاد قادتها الثلاثة ثابت في الصحيح، فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس - رضي الله عنه - " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب -وعيناه تذرفان- حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم (15) ".

,

ماشاع ولم بثبت في غزوة مؤتة



كلمات دليلية: