withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


وفاة خديجة الكبرى

وفاة خديجة الكبرى


وصية أبى طالب

وفى المواهب اللدنية* حكى عن هشام بن السائب الكلبى او ابنه انه قال لما حضر ابا طالب الوفاة جمع اليه وجوه قريش فأوصاهم فقال يا معشر قريش انتم صفوة الله من خلقه الى أن قال وانى اوصيكم بمحمد خيرا فانه الامين فى قريش والصدّيق فى العرب وهو الجامع لكل ما اوصيكم به وقد جاء بأمر قبله الجنان وانكره اللسان مخافة الشنآن وايم الله كأنى انظر الى صعاليك العرب واهل الوبر والاطراف والمستضعفين من الناس قد اجابوا دعوته وصدّقوا كلمته واعظموا امره فخاض بهم غمرات الموت وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ودورها خرابا وضعفاؤها أربابا وانّ أعظمهم عليه أحوجهم اليه وأبعدهم منه أحظاهم عنده قد محضته العرب ودادها وأصفت له فؤادها وأعطته قيادها يا معشر قريش كونوا له ولاة ولحزبه حماة والله لا يسلك أحد سبيله الارشد

ولا يأخذ أحد بهديه الاسعد ولو كان لنفسى مدّة ولا جلى تاخر لكففت عنه الهزاهز ولدفعت عنه الدواهى ثم هلك* وروى عن علىّ انه قال لما مات أبو طالب أخبرت رسول الله صلّى الله عليه وسلم بموته فبكى ثم قال اذهب فاغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه ففعلت وجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم يستغفر له أياما ولا يخرج من بيته حتى نزل جبريل بهذه الآية ما كان للنبىّ والذين آمنوا الآية وقال علىّ فأمرنى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فاغتسلت وكان علىّ اذا غسل الميت اغتسل* قال ابن عباس عارض رسول الله صلّى الله عليه وسلم جنازة أبى طالب وقال وصلتك رحم وجزاك الله خيرا يا عمّ* وفى معالم التنزيل الكفر على أربعة أنواع كفر الانكار وكفر الجحود وكفر النفاق وكفر العناد أمّا كفر الانكار فهو أن لا يعرف الله بالقلب ولا يعترف باللسان وأمّا كفر الجحود فهو أن يعرف الله بقلبه ولكن لا يقرّ بلسانه ككفر ابليس وكفر اليهود بمحمد صلّى الله عليه وسلم من هذا القبيل قال الله تعالى فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به أى جحودا وأمّا كفر النفاق فهو أن يقرّ باللسان ولم يعتقد بالقلب وأمّا كفر العناد فهو أن يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه ولكن لا يدين به ولا يكون منقادا ومطيعا له ككفر أبى طالب فانه قال

ولقد علمت بأنّ دين محمد ... من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذار مسبة ... لوجدتنى سمحا بذاك مبينا

ودعوتنى وعرفت أنك ناصحى ... ولقد صدقت وكنت فيه أمينا

وجميع الانواع الاربعة المذكورة سواء فى انّ الله تبارك وتعالى لا يغفر لاصحابها اذا ماتوا عليها نعوذ بالله منها*

,

وفاة أبى طالب

وفى السنة العاشرة من النبوّة أوّل ذى القعدة وقيل للنصف من شوّال السنة الثامنة كذا فى الاستيعاب مات أبو طالب بعد ما خرج من الحصار بالشعب بثمانية أشهر وأحد وعشرين يوما كذا فى سيرة اليعمرى* وفى حياة الحيوان مات أبو طالب وكان النبىّ صلّى الله عليه وسلم ابن تسع وأربعين سنة وثمانية أشهر وأحد عشر يوما وأبو طالب ابن بضع وثمانين سنة* وفى المواهب اللدنية ابن سبع وثمانين سنة وقيل مات فى نصف شوّال من السنة العاشرة* وقال ابن الجوزى قبل هجرته عليه السلام بثلاث سنين انتهى* وروى عن سعيد بن المسيب عن أبيه أنه قال لما حضر أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوحد عنده عبد الله بن أمية وأبا جهل بن هشام فقال يا عم قل لا اله الا الله كلمة أشهد لك بها عند الله فقال له أبو جهل يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلّى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويقول يا عم قل لا اله الا الله أشهد لك بها عند الله ويقولان له يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب حتى كان آخر

كلمة تكلم بها أبو طالب أنا أموت على ملة عبد المطلب ثم مات* وفى المواهب اللدنية روى انه عليه السلام كان يقول له عند موته يا عم قل لا اله الا الله كلمة أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة فلما رأى أبو طالب حرص رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال له يا ابن أخى والله لولا مخافة قريش يقولون انى انما قلتها جزعا من الموت لقلتها لا أقولها الا لأسرّك بها فلما تقارب من أبى طالب الموت نظر العباس اليه يحرّك شفتيه فأصغى اليه باذنه فقال يا ابن أخى والله لقد قال أخى الكلمة التى أمرته بها فقال صلى الله عليه وسلم انى لم أسمعه قال ولم يكن العباس حينئذ مسلما كذا فى رواية ابن اسحاق انه أسلم عند الموت ورواه البيهقى فى الدلائل من طريق يونس بن بكير عن ابن اسحاق وقال البيهقى انه منقطع والصحيح من الحديث قد أثبت لأبى طالب الوفاة على الكفر والشرك كما رويناه فى صحيح البخارى من حديث سعيد بن المسيب حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا اله الا الله قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنه فأنزل الله تعالى ما كان للنبىّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى وأنزل الله فى أبى طالب فقال لرسول الله صلّى الله عليه وسلم انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء* وأجيب أيضا بأنّ أبا طالب لو قال كلمة التوحيد لما نهى الله نبيه عن الاستغفار له* وفى أنوار التنزيل الجمهور على انّ قوله تعالى انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء نزلت فى أبى طالب فانه لما احتضر جاءه رسول الله صلّى الله عليه وسلم وقال يا عم قل لا اله الا الله كلمة أحجاج لك بها عند الله قال يا ابن أخى لقد علمت انك لصادق ولكن أكره أن يقال جزع عند الموت فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لاستغفرنّ لك ما لم أنه عنه فاستغفر له بعد موته حتى نزلت ما كان للنبىّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم اصحاب الجحيم وقيل اراد أن يستغفر لامّه فنهى عن ذلك كذا فى العمدة* وفى المواهب اللدنية وفى الصحيح عن ابن عباس انه قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلم ان ابا طالب كان يحوطك وينصرك فهل نفعه ذلك قال نعم وجدته فى غمرات من النار فأخرجته الى ضحضاح وفى رواية يونس عن ابن اسحاق زيادة قال يغلى منها دماغه حتى يسيل على قدميه انتهى* وعن ابى سعيد الخدرى ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه ابو طالب فقال لعله تنفعه شفاعتى يوم القيامة فيجعل فى ضحضاح يبلغ كعبه ويغلى منه دماغه* وعن ابن عباس ان رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال اهون اهل النار عذابا ابو طالب وهو منتعل بنعلين يغلى منهما دماغه* روى الاحاديث الثلاثة مسلم وروى البخارى ايضا حديث الضحضاح ولفظه ما اغنيت عن عمك فانه كان يحوطك ويغضب لك قال نعم هو فى ضحضاح من النار ولولا انا لكان فى الدرك الاسفل من النار قيل انّ النبىّ صلّى الله عليه وسلم مسح ابا طالب بعد موته وأنسى تحت قدميه ولذا ينتعل بنعلين من النار

,

وفاة خديجة الكبرى

وفى هذه السنة العاشرة من النبوّة كانت وفاة خديجة الكبرى رضى الله عنها* روى أنّ خديجة لما مرضت مرض الموت دخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال لها يا خديجة أما علمت انّ الله قد زوّجنى معك فى الجنة مريم بنت عمران وكلثوم أخت موسى وآسية امرأة فرعون قالت فعل ذلك يا رسول الله قال نعم قالت بالرفاء والبنين* قال أبو حاتم وأبو عمرو والدولابى ماتت خديجة بمكة قبل هجرة المصطفى الى المدينة بثلاث سنين* وفى سيرة مغلطاى بخمس سنين وقيل بأربع وقيل بعد الاسراء فكان عليه السلام يسمى ذلك العام عام الحزن انتهى وحكى أبو عمرو أنّ خديجة توفيت فى شهر رمضان ودفنت بالحجون وهى ابنة خمس وستين سنة وستة أشهر كذا فى الصفوة* وقال الطبرى فى السمط الثمين وهى ابنة أربع وستين سنة وستة أشهر وللنبىّ صلّى الله عليه وسلم عند وفاتها تسع وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة عشر يوما* وقال صاحب الصفوة ونزل صلّى الله عليه وسلم فى حفرتها ولم يكن يومئذ سنة الجنازة الصلاة عليها* قال ابن اسحاق هلكت خديجة وأبو طالب فى عام واحد وكان هلاكهما بعد عشر سنين مضت من مبعث النبىّ صلّى الله عليه وسلم* وعن عروة ابن الزبير قال توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة وذكر الملا فى سيرته أنّ موت خديجة بعد موت أبى طالب بثلاثة أيام وكذا فى سيرة اليعمرى وحياة الحيوان والسمط الثمين وأسد الغابة وزاد فيه وقيل بعده بشهر وقيل كان بينهما شهر وخمسة أيام وقيل خمسون يوما وقيل انها ماتت قبل أبى طالب انتهى ما فى أسد الغابة وقيل بخمسة أشهر فى رمضان بعد المبعث بعشر سنين على الصحيح ماتت خديجة وكانت مدّة اقامتها معه صلّى الله عليه وسلم بعد ما تزوّجها خمسا وعشرين سنة على الصحيح كذا فى المواهب اللدنية أو قيل أربعا وعشرين سنة وستة أشهر وكان موتها قبل الهجرة بثلاث سنين وثلاثة أشهر ونصف وقيل قبل الهجرة بسنة والله أعلم* وقال عروة ما ماتت خديجة الا بعد الاسراء وبعد أن صلت الفريصة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم كذا فى أسد الغابة* وفى كتاب الغزى توفيت خديجة فى دارها التى

تسمى دار خزيمة وكانت مسكن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وفيها ولدت خديجة أولادها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يزل النبىّ صلّى الله عليه وسلم مقيما فيها حتى هاجر فأخذها عقيل ثم اشتراها معاوية وهو خليفة فجعلها مسجدا يصلى فيه ويعرف اليوم بمولد فاطمة وهو أفضل موضع بمكة بعد المسجد الحرام* ثم بعد أيام من موت خديجة تزوّجه عليه السلام بسودة كذا فى المواهب اللدنية روى عن عبد الله بن ثعلبة قال لما توفى أبو طالب وخديجة وكان بينهما ثلاثة أيام كما مرّ وهو المشهور وقيل شهر وخمسة أيام اجتمعت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم مصيبتان فلزم بيته وقلّ الخروج ونالت قريش منه ما لم تسكن تنال فبلغ ذلك أبا لهب فجاءه فقال يا محمد امض لما أردت واصنع ما كنت صانعا حين كان أبو طالب حيا فقام أبو لهب بحمايته ومعونته ولم يتعرّض له أحد من خوف أبى لهب حتى جاء عقبة بن أبى معيط وأبو جهل الى أبى لهب فقالا له أخبرك ابن أخيك أين مدخل أبيك فقال له أبو لهب يا محمد أين مدخل عبد المطلب قال مع قومه فخرج أبو لهب اليهما فقال سألته فقال مع قومه فقالا يزعم أنه فى النار فقال أبو لهب يا محمد أيدخل عبد المطلب النار فقال نعم ومن مات على مثل ما مات عليه عبد المطلب دخل النار فقال أبو لهب يا محمد والله لا برحت لك عدوّا أبدا وأنت تزعم أنّ عبد المطلب فى النار فاشتدّ عليه أبو لهب وسائر قريش لما عرفوا وظاهر قوله فقام أبو لهب بحمايته ومعاونته يخالف ما مرّ فى السنة الرابعة من النبوّة من قوله تبالك ألهذا دعوتنا الى آخره*



كلمات دليلية: