withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


نزول جبريل بالوحي أول مرة_9038

نزول جبريل بالوحي أول مرة


ذكر الخبر عن مهلك أبي لهب

قال ابن إسحق: وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْتُ غُلامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ الإِسْلامُ قَدْ دَخَلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَأَسْلَمْتُ أَنَا، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يَهَابُ قَوْمَهُ، وَيَكْرَهُ خِلافَهُمْ، فَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلامَهُ، وَكَانَ ذَا مَالٍ [1] ، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ عَنْ مُصَابِ قُرَيْشٍ بِبَدْرٍ وَكُنْتُ رَجُلا ضَعِيفًا أَعْمَلُ الأَقْدَاحَ أَنْحِتُهَا فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَجَالِسٌ فِيهَا أَنْحِتُ أَقْدَاحِي، وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ جَالِسَةٌ، وَقَدْ سَرَّنَا مَا جَاءَنَا مِنَ الْخَبَرِ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو لَهَبٍ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ بِشَرٍّ، حَتَّى جَلَسَ عَلَى طُنُبِ الْحُجْرَةِ [2] ، فَكَانَ ظَهْرُهُ إِلَى ظَهْرِي، فَبَيْنَا هُوَ جَالِسٌ إِذْ [3] قَدِمَ أَبُو سُفْيَانَ بن الحرث فَقَالَ: أَبُو لَهَبٍ هَلُمَّ إِلَيَّ، فَعِنْدَكَ الْخَبَرُ [4] فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ لَقِينَا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا، ويأسرونا كَيْفَ شَاءُوا، وَايْمُ اللَّهِ مَعَ ذَلِكَ مَا لمت الناس، لقينا رجالا بِيضٌ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، والله ما

__________

[ (1) ] وعند ابن هشام: كثير متفرق في قومه، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر، فبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة، وكذلك كانوا صنعوا، لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا، فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبته الله وأخزاه، ووجدنا في أنفسنا قوة وعزا، قال: وكنت رجلا ضعيفا، وكنت أعمل الأقداح.

[ (2) ] أي جلس عند طرف الحجرة.

[ (3) ] وعند ابن هشام: إذ قال الناس: هذا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- قال ابن هشام: واسم أبي سفيان: المغيرة- قد قدم، فقال له أبو لهب ...

[ (4) ] وعند ابن هشام: هلم إليّ فعندك لعمري الخبر، قال: فجلس إليه والناس قيام عليه، فقال: يا ابن أخي:

أخبرني كيف كان أمر الناس، قال: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ لَقِينَا الْقَوْمَ....

تَلِيقُ شَيْئًا وَلا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ، قَالَ أَبُو رَافِعٍ: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ بِيَدِي ثُمَّ قُلْتُ: ذَلِكَ [1] وَاللَّهِ الْمَلائِكَةُ، قَالَ: فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ فَضَرَبَ وَجْهِي ضَرْبَةً شَدِيدَةً، قَالَ: وَثَاوَرْتُهُ [2] فَاحْتَمَلَنِي فَضَرَبَ بِي الأَرْضَ ثُمَّ بَرَكَ عَلَيَّ يَضْرِبُنِي [3] فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ إِلَى عَمُودٍ فَضَرَبْتُهُ بِهِ ضَرْبَةً فَلَغَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً وَقَالَتِ: اسْتَضْعَفْتَهُ إِنْ غَابَ عَنْهُ سَيِّدُهُ، فَقَامَ مُوَلِّيًا ذَلِيلا، فَوَاللَّهِ مَا عَاشَ إِلَّا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة [4] فقتله.

قال ابن إسحق فِي رِوَايَةِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْهُ أَنَّهُمْ لَمْ يَحْفُرُوا لَهُ، وَلَكِنْ أَسْنَدُوهُ إِلَى حَائِطٍ وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ مِنْ خَلْفِ الْحَائِطِ حَتَّى وَارَوْهُ.

وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ أَنَّ الْعدسةَ قرحَةٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهَا، وَيَرَوْنَ أَنَّهَا تَعْدِي أَشَدَّ الْعَدْوَى، فَلَمَّا أَصَابَتْ أَبَا لَهَبٍ تَبَاعَدَ عَنْهُ بَنُوهُ، وَبَقِيَ بَعْدَ مَوْتِهِ ثَلاثا لا تُقْرَبُ جِنَازَتُهُ وَلا يُحَاوَلُ دَفْنُهُ، فَلَمَّا خَافُوا السُّبَّةَ فِي تَرْكِهِ حَفَرُوا لَهُ ثُمَّ دَفَعُوهُ بِعُودٍ فِي حُفْرَتِهِ وَقَذَفُوهُ بِالْحِجَارَةِ مِنْ بَعِيدٍ حَتَّى وَارَوْهُ. وَيُرْوَى أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ إِذَا مَرَّتْ بِمَوْضِعِهِ ذَلِكَ غَطَّتْ وَجْهَهَا.

قَالَ ابْنُ إسحق: وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَبَّادٍ قَالَ: نَاحَتْ قُرَيْشٌ عَلَى قَتْلاهُمْ ثُمَّ قَالُوا: لا تَفْعَلُوا فَيَبْلُغُ مُحَمَّدا وَأَصْحَابَهُ فَيَشْمَتُوا بِكُمْ، وَلا تَبْعَثُوا فِي أَسْرَاكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنَسُوا بِهِمْ لا يَأْرَبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ فِي الْفِدَاءِ. قَالَ ابْنُ عقبة: أقام النوح شهرا.

قال ابن إسحق: وَكَانَ الأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ قَدْ أُصِيبَ لَهُ ثَلاثَةٌ مِنْ وَلَدِهِ: زَمْعَةُ بْنُ الأَسْوَدِ، وَعُقَيْلُ بن الأسود، والحرث بْنُ زَمْعَةَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَبْكِيَ عَلَى بنيه، قال:

فبينا هو كذلك إذا سَمِعَ صَوْتَ نَائِحَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لِغُلامٍ لَهُ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ: انْظُرْ هَلْ أُحِلَّ النَّحْبُ؟ هَلْ بَكَتْ قُرَيْشٌ عَلَى قَتْلاهَا لَعَلِّي أَبْكِي عَلَى أَبِي حُكَيْمَةَ (يَعْنِي زَمْعَةَ) فَإِنَّ جَوْفِي قَدِ احْتَرَقَ، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْهِ الْغُلامُ قَالَ: إِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ تَبْكِي عَلَى بَعِيرٍ لَهَا أَضَلَّتْهُ، قَالَ فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ الأسود:

__________

[ (1) ] وعند ابن هشام: تلك ...

[ (2) ] أي قاومته

[ (3) ] وعند ابن هشام: وكنت رجلا ضعيفا ...

[ (4) ] العدسة: بثرة تخرج في البدن كالطاعون، وقلما يسلم صاحبها.

أَتَبْكِي أَنْ يَضِلَّ لَهَا بَعِيرٌ ... وَتَمْنَعُهَا [1] مِنَ النَّوْمِ السُّهُودُ

فَلا تَبْكِي عَلَى بَكْرٍ وَلَكِنْ ... عَلَى بَدْرٍ تَقَاصَرَتِ الْجُدُودُ [2]

وَكَانَ فِي الأُسَارَى أَبُو وَدَاعَةَ بْنُ ضُبَيْرَةَ السَّهْمِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لَهُ بِمَكَّةَ ابْنًا كَيِّسًا تَاجِرًا ذَا مَالٍ (يَعْنِي الْمُطَّلِبَ) وَكَأَنَّكُمْ بِهِ قَدْ جَاءَ فِي طَلَبِ فِدَاءِ أَبِيهِ»

قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ: لا تَعْجَلُوا بفداء أساراكم لا يَأْرَبُ [3] عَلَيْكُمْ مُحَمَّد وَأَصْحَابُهُ، قَالَ الْمُطَّلِبُ: صَدَقْتُمْ، لا تَعْجَلُوا، وَانْسَلَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَخَذَ أَبَاهُ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ وَانْطَلَقَ [4] فَبَعَثَ قُرَيْشٌ فِي فِدَاءِ الأُسَارَى، فَقَدِمَ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصِ بْنِ الأَخْيَفِ فِي فِدَاءِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ الَّذِي أَسَرَهُ مَالِكُ بْنُ الدَّخْشَمِ [5] وَكَانَ سُهَيْلٌ أَعْلَمَ بِشَفَتِهِ السُّفْلَى [6] .

قَالَ ابن إسحق: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْزِعْ ثَنِيَّتَيْ سُهَيْلِ بن عمرو، يدلع لسانه فلا يقول عَلَيْكَ خَطِيبًا فِي مَوْطِنٍ أَبَدا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا أُمَثِّلُ بِهِ فَيُمَثِّلُ اللَّهُ بِي وَإِنْ كُنْتُ نَبِيًّا» . قال ابن إسحق: وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ عَسَى أَنْ يَقُومَ مَقَامًا لا تَذُمّه، فلما قاولهم مكرز

وانتهى إلى

__________

[ (1) ] وعند ابن هشام: ويمنعها.

[ (2) ] وبقية الأبيات عند ابن هشام:

على بدر سراة بني هصيص ... ومخزوم ورهط أبي الوليد

وبكى إن بكيت على عقيل ... وبكى حارثا أسد الأسود

وبكيهم ولا تسمى جميعا ... وما لأبي حكيمة من نديد

ألا قد ساد بعدهم رجال ... ولولا يوم بدر لم يسودوا

[ (3) ] أي يتشدد في طلب الفداء.

[ (4) ] وعند ابن هشام: فأنطلق به، ثم بعثت قريش ...

[ (5) ] وعند ابن هشام: أخو بني سالم بن عوف فقال:

ما سرت سهيلا فلا أبتغي ... أسيرا به من جميع الأمم

وخندف تعلم أن الفتى ... فتاها سهيل إذا يظلم

ضربت بذي الشفر حتى انثنى ... وأكرهت نفسي على ذي العلم

[ (6) ] أي مشقوق الشفة العليا.

رِضَاهُمْ قَالُوا: هَات الَّذِي لَنَا؟ قَالَ: اجْعَلُوا رِجْلِي مَكَانَ رِجْلَهُ وخَلُّوا سَبِيلَهُ حَتَّى يُبْعَثَ إِلَيْكُمْ بِفِدَائِهِ، فَفَعَلُوا، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَسِيرًا فِي يَدِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لأَبِي سُفْيَانَ: افْدِ عَمْرًا ابْنَكَ، فَقَالَ: أَيُجْمَعُ عَلَى دَمِي وَمَالِي، قَتَلُوا حَنْظَلَةَ وَأَفْدَي عَمْرًا، دَعُوهُ فِي أَيْدِيهِمْ يُمْسِكُونَهُ مَا بَدَا لَهُمْ، قَالَ: فَبَيْنَا هَو كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ سَعْد بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ أَكَالٍ أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مُعْتَمِرًا فَعَدَا عَلَيْهِ أَبُو سُفْيَانَ فَحَبَسَهُ بِابْنِهِ عَمْرٍو، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ:

أَرَهْطَ ابْنِ أَكَّالٍ أَجِيبُوا دُعَاءَهُ ... تَعَاقَدْتُمُ لا تُسْلِمُوا السَّيِّدَ الْكَهْلا

فَإِنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ أَذِلَّةٌ ... لَئِنْ لَمْ يَفُكُّوا عَنْ أَسِيرِهِمُ الْكَبْلا

وَفِي رِوَايَةِ: بني عمر لِئَامٌ أَذِلَّةٌ، فَفَدِيَ بِهِ، وَكَانَ فِيهِمْ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ خَتْنُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنَتِهِ زَيْنَبَ، بَعَثَتْ فِيهِ بِقِلادَةٍ لَهَا كَانَتْ خَدِيجَةُ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَيْهِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا، قَالَ: فَلَمَّا رَآهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً وَقَالَ: «إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرَدُّوا عَلَيْهَا فَافْعَلُوا» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَطْلَقُوهُ وَرَدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا.

وَرُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي دَاوُدَ: ثَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد النُّفَيْلِيُّ، ثَنَا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحق، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِنَحْوِهِ، وَفِي آخِرِهِ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ عَلَيْهِ أَوْ وَعَدَهُ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ زَيْنَبَ إِلَيْهِ، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَرَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: «كونا ببطن ياجج حت تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ فَتُصَحِبَاهَا حَتَّى تَأْتِيَا بِهَا» ،

وَمِمَّنْ مَنَّ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَيْرِ فِدَاءٍ أيضًا الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ، وَصَيْفِيُّ بْنُ أَبِي رِفَاعَةَ، وَأَبُو عَزَّةَ الْجُمَحِيُّ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ أَنْ لا يُظَاهِرَ عَلَيْهِ أحدا.

قال ابن إسحق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير بن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ:

جَلَسَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ مَعَ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بَعْدَ مُصَابِ أَهْلِ بَدْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْحِجْرِ بِيَسِيرٍ، وَكَانَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ شَيْطَانًا مِنْ شَيَاطِينِ قُرَيْشٍ، وَكَانَ مِمَّنْ يُؤْذِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ، وَيَلْقَوْنَ مِنْهُ عَنَاءً وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَكَانَ ابْنُهُ وَهْبُ بْنُ عُمَيْرٍ فِي أُسَارَى بَدْرٍ، فَذَكَرَ أَصْحَابَ الْقَلِيبِ وَمُصَابَهُمْ، فَقَالَ صَفْوَانُ: لَمَنْ فِي الْعَيْشِ وَاللَّهِ خَيْرٌ بَعْدَهُمْ، قَالَ لَهُ عُمَيْرٌ: صَدَقْتَ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا دَيْنُ عَلَيَّ لَيْسَ لَهُ عِنْدِي قضاء،

وَعِيَالٌ أَخْشَى عَلَيْهِمُ الضَّيْعَةَ بَعْدِي لَرَكِبْتُ إِلَى مُحَمَّد حَتَّى أَقْتُلَهُ، فَإِنَّ لِي فِيهِمْ عِلَّةً ابْنِي أَسِيرٌ فِي أَيْدِيهِمْ، قَالَ: فَاغْتَنَمَهَا صَفْوَانُ، فَقَالَ: عَلَيَّ دَيْنُكَ أَنَا أَقْضِيهِ عَنْكَ، وَعِيَالُكَ مَعَ عِيَالِي أُوَاسِيهِمْ مَا بَقُوا لا يَسَعُنِي شَيْءٌ وَيَعْجز عَنْهُمْ، قَالَ عُمَيْرٌ: فَاكْتُمْ عَنِّي شَأْنِي وَشَأْنَكَ، قَالَ: افْعَلْ، قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ عُمَيْرٌ بِسَيْفِهِ فَشُحِذَ لَهُ وَسُمَّ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَبَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ يَوْمِ بَدْرٍ وَيَذْكُرُونَ مَا أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ، وَمَا أَرَاهُمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ، إِذْ نَظَرَ عُمَرُ إِلَى عُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ حِينَ أَنَاخَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مُتَوَشِّحًا السَّيْفَ، فَقَالَ: هَذَا الْكَلْبُ عَدُوُّ اللَّهِ عُمَيْر بْنُ وَهْبٍ مَا جَاءَ إِلَّا لِشَرٍّ، وَهَذَا الَّذِي حَرَّشَ بَيْنَنَا وَحَزَرَنَا لِلْقَوْمِ يَوْمَ بَدْرٍ،

ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذَا عَدُوُّ اللَّهِ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ، وَقَدْ جَاءَ مُتَوَشِّحًا سَيْفَهُ، قَالَ: «فَأَدْخِلْهُ عَلَيَّ» قَالَ: فَأَقْبَلَ عُمَرُ حَتَّى أَخَذَ بِحَمَّالَةِ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ فَلَبَّبَهُ بِهَا، وَقَالَ لِرِجَالٍ مِمَّنْ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الأَنْصَارِ: ادْخُلُوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاجْلِسُوا عِنْدَهُ، وَاحْذَرُوا عَلَيْهِ هَذَا الْخَبِيثَ فَإِنَّهُ غَيْرُ مَأْمُونٍ، ثُمَّ دَخَلَ بِهِ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُمَرُ آخِذٌ بِحَمَّالَةِ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ قَالَ: «أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ، ادْنُ يَا عُمَيْرُ، ادْنُ يَا عُمَيْرُ» فَدَنَا ثُمَّ قَالَ: أنعمُوا صَبَاحًا وَكَانَتْ تَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِتَحِيَّةٍ خَيْرٍ مِنْ تَحِيَّتِكَ يَا عُمَيْرُ بِالسَّلامِ، تَحِيَّةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ، قَالَ أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ بِهَا يَا مُحَمَّد لَحَدِيثُ عَهْدٍ، قَالَ: «فَمَا جَاءَ بِكَ يَا عُمَيْرُ، قَالَ: جِئْتُ لِهَذَا الأَسِيرِ الَّذِي فِيكُمْ، فَأَحْسِنُوا فِيهِ، قَالَ: «فَمَا بَالُ السَّيْفِ فِي عُنُقِكَ» ؟

قَالَ: قَبَّحَهَا اللَّهُ مِنْ سُيُوفٍ، وَهَلْ أَغْنَتْ عَنَّا شَيْئًا، قَالَ: «أَصْدِقْنِي، مَا الَّذِي جِئْتَ لَهُ» ؟ قَالَ: مَا جِئْتُ إِلَّا لِذَلِكَ، قَالَ: بَلَى، قَعَدْتَ أَنْتَ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ فِي الْحِجْرِ، فَذَكَرْتُمَا أَصْحَابَ الْقَلِيبِ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ قُلْتَ: لَوْلا دَيْنٌ عَلَيَّ وَعِيَالٌ لِي، لَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْتُلَ مُحَمَّدا، فَتَحَمَّلَ لَكَ صَفْوَانُ بِدَيْنِكَ وَعِيَالِكَ عَلَى أَنْ تَقْتُلَنِي لَهُ، وَاللَّهُ حَائِلٌ بَيْنَكَ وَبَيْنَ ذَلِكَ» قال عمير: أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد كُنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُكَذِّبُكَ بِمَا تَأْتِي بِهِ مِنْ خَبَرِ السَّمَاءِ وَمَا يُنَزَّلُ عَلَيْكَ مِنَ الْوَحْيِ، وَهَذَا أَمْرٌ لَمْ يَحْضَرْهُ إِلَّا أَنَا وَصَفْوَانُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ مَا أَتَاكَ بِهِ إِلَّا اللَّهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانِي لِلإِسْلامِ، وَسَاقَنِي هَذَا الْمَسَاقَ، ثُمَّ تَشَهَّدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه الْقُرْآنَ، وَأَطْلِقُوا لَهُ أَسِيرَهُ» فَفَعَلُوا ذَلِكَ،

ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ جَاهِدًا عَلَى إِطْفَاءِ نُورِ اللَّهِ، شَدِيدَ الأَذَى لِمَنْ كَانَ عَلَى دِينِ اللَّهِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تأذن لي

فَأَقْدَمُ مَكَّةَ فَأَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى الإِسْلامِ لَعَلَّ اللَّهَ يَهْدِيهِمْ وَإِلَّا آذَيْتُهُمْ فِي دِينِهِمْ كَمَا كُنْتُ أُؤْذِي أَصْحَابَكَ فِي دِينِهِمْ، قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَحِقَ بِمَكَّةَ: قَالَ:

وَكَانَ صَفْوَانُ حِينَ خَرَجَ عُمَيْرٌ يَقُولُ: أَبْشِرُوا بِوَقْعَةٍ تَأْتِيكُمُ الآنَ تنسيكم وقعة بدر، وكان صفوان يسأل عن الرُّكْبَانَ، حَتَّى قَدِمَ رَاكِبٌ فَأَخْبَرَهُ عَنْ إِسْلامِهِ، فَحَلَفَ أَنْ لا يُكَلِّمَهُ أَبَدًا وَأَنْ لا ينفعه بنفع أبدا.

,

ذكر فوائد تتعلق بهذه الأخبار

بَدْرُ بْنُ قُرَيْشِ بْنِ يخلدَ بْنِ النَّضْرِ، حَفَرَ هَذِهِ الْبِئْرَ فَنُسِبَتْ إِلَيْهِ.

وَالتَّحَسُّسُ: بِالْحَاءِ، أَنْ تَسْتَمِعَ الأَخْبَارَ بِنَفْسِكَ، وَبِالْجِيمِ، أَنْ تَفْحَصَ عَنْهَا بِغَيْرِكَ.

وَاللَّطِيمَةُ: الْعِيرُ تَحْمِلُ الطِّيبَ وَالْبَزَّ.

وضيعة الرجل: حرفته وصناعته. والمقنب: زهاء ثلاثمائة مِنَ الْخَيْلِ.

وَقَوْلُهُ: لاطَ لَهُ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، أَيْ أَرْبَى لَهُ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَمَا كَانَ مِنْ دَيْنٍ لا رَهْن فِيهِ فَهُوَ لِيَاطٌ» وَأَصْلُ هَذِهِ اللَّفْظَةُ مِنَ اللُّصُوقِ.

وَتَغور مَا وَرَاءَهُ مِنَ الْقَلْبِ: قُيِّدَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَبِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ، وَالسُّهَيْلِيُّ يَقُولُ: بِضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ، وَقَالَ: وَجَاءَ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ:

قَوْلُ الْقَوْلِ وَبَوْعُ الْمَتَاعِ.

وَحَقِبَتِ الْحَرْبُ: اشْتَدَّتْ.

وَمُسْتَنْتِلٌ أَمَامَ الصَّفِّ: مُتَقَدِّمٌ.

وَالْعَرِيشُ: مَا يُسْتَظَلُّ بِهِ.

وَأَطَنَّ قَدَمَهُ: أَسْرَعَ قَطْعَهَا فَطَارَتْ، أَيْ طَنَّتْ.

وَالْمُسْكَةُ: السُّوَارُ مِنَ الذيل، وَهُوَ جِلْدُ السُّلَحْفَاةِ، وَأَخْلَفَ الرَّجُلُ سَيْفَهُ: مَدَّهُ لِحَاجَتِهِ.

أَقْدِمْ حُيْزُومُ: بِضَمِّ الدَّالِ أَقْدِم الْخَيْل، وَحُيْزُومُ فَرَسُ جِبْرِيلَ، وَقِيلَ فِي تَقْيِيدِهَا غَيْرُ ذلك.

ومرضخة النوى: بالحاء المهملة وبالمعجمة، وقيل: الرضخ بِالْمُهْمَلَةِ كَسْرُ الْيَابِسِ، وَبِالْمُعْجَمَةِ كَسْرُ الرَّطبِ.

وَضَبَثَ الشَّيْءَ: قَبَضَ عَلَيْهِ بِيَدِهِ، وَضَبَثَهُ: ضَرَبَهُ.

وَجُهَيْمُ بْنُ الصَّلْتِ: أَسْلَمَ عَامَ حُنَيْنٍ، وَوَقَعَ فِي الرِّوَايَةِ ابْنَ أَبِي الصَّلْتِ.

وَمُعَوِّذُ بْنُ عَفْرَاءَ: بِكَسْرِ الْوَاوِ، وَكَانَ الْوَقْشِيُّ يَأْبَى إِلَّا الْفَتْحَ.

والمجذور: عَبْد اللَّهِ بْنُ ذِيَادٍ.

قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَيُقَالُ: ذيادٌ، وَالْكَسْرُ أَكْثَرُ.

وَأَبُو أُسَيْدٍ: مَالِكُ بن ربيعة، وقال عِيَاضٌ: قَالَ فِيهِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَوَكِيعٌ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ بِفَتْحِهَا، قَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ: وَالصَّوَابُ الأَوَّلُ.

وَأَبُو دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ اسْمُهُ عَمْرٌو، وَقِيلَ: عُمَيْرُ بْنُ عَامِرٍ، وَكَانَ الْجيانِيُّ يَقُولُ: أَبُو دَاوُدَ.

وَذَكَرَ عِيَاضٌ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ إِنَّمَا وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى عُنُقِ أَبِي جَهْلٍ لِتَصْدُقَ رُؤْيَاهُ.

قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: ذُكِرَ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ لابْنِ مَسْعُودٍ: لأَقْتُلَنَّكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ إِنِّي أَخَذْتُ حَدَجَةَ حَنْظَلٍ فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ كَتِفَيْكَ، ورأيتني أضرب كفتيك بِنَعْلِي، وَلَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَايَ لأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِكَ، وَلأَذْبَحَنَّكَ ذَبْحَ الشَّاةِ. الْحَدَجَةُ: الْحَنْظَلَةُ الشَّدِيدَةُ.

فَلَمَّا انْقَضَى أَمْرُ بَدْرٍ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ سُورَةَ الأنفال بأسرها.

,

تسمية من شهد بدرا من المسلمين

مِنْ بَنِي هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. وَمِنْ مَوَالِيهِمْ، زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَأَنَسَةُ، وَأَبُو كَبْشَةَ. وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: أَبُو مَرْثَدٍ، حَلِيفُ حَمْزَةَ، وابنه مرثد ثَمَانِيَةٌ.

وَمِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: عبيدة بن الحرث بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَأَخَوَاهُ الطُّفَيْلُ وَالْحُصَيْنُ، وَمِسْطَحُ بْنُ أثاثة أَرْبَعَةٌ.

وَمِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ خَلَّفَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى ابْنَتِهِ رُقَيَّةَ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجَرَهُ، فَهُوَ مَعْدُودٌ فِيهِمْ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَسَالِمٌ مَوْلاهُ، وَصُبَيْحٌ مَوْلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَقِيلَ: رَجَعَ لِمَرَضٍ أَصَابَهُ ثُمَّ شَهِدَ مَا بَعْدَ بَدْرٍ.

وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: عَبْد اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ، وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، وَأَخُوهُ أَبُو سِنَانٍ، وَابْنُهُ سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ، وَشُجَاعٌ، وَعُقْبَةُ ابْنَا وَهْبٍ، وَيَزِيدُ بْنُ رُقَيْشِ بْنِ رِئَابِ بْنِ يَعْمُرَ بْنِ صَبْرَةَ بن مرة بن كبير بن غنم بن دُودَانَ، وَرَبِيعَةُ بْنُ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَمُحْرِزُ بن نضلة، وربيعة بن أكتم.

وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي كبيرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ: ثقفُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَخَوَاهُ مَالِكٌ، وَمُدلجٌ، ويقال: مدلاج، وأبو مخشي سويد بن الطائي، حليف لهم سَبْعَةَ عَشَرَ. وَمِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مناف: عتبة بن غزوان، وخباب مولاه رجلان.

ومن بني أسد بن عبد العزيز بْنِ قُصَيٍّ: الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَحَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ عَمْرِو بْن رَاشِدِ بْنِ مُعَاذٍ اللخمي مولى الزبير، وسعد مولى حاطب ثلاثة.

ومن بني عبد الدار ابن قصي: مصعب بن عمير وسويبط رَجُلانِ.

وَمِنْ بَنِي زُهْرَةَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَأَخُوهُ عُمَيْرٌ.

وَمِنْ حُلَفَائِهِمُ: الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْد اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَمَسْعُودُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَذُو الشّمَالَيْنِ عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ بْنِ غبشانَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ ملكَانَ بْنِ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ خزاعة، وَخَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ بْنِ جَنْدَلَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، لَحِقَهُ سَبَّاءٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَاشْتَرَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خُزَاعَةَ وَأَعْتَقَتْهُ، وَكَانَتْ من حلفاء بني زهرة ثَمَانِيَةٌ.

وَمِنْ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَمَوْلَيَاهُ بِلالٌ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْد اللَّهِ «3» وَكَانَ بِالشَّامِ فَضَرَبَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم بسهمه وأجره خَمْسَةٌ. وَمِنْ بَنِي مَخْزُومٍ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ «3» وَشَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ «3» وَالأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الأَرْقَمِ «3» وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مَوْلاهُمْ «3» وَمُعَتِّبُ بن عوف لسلولي حليف لهم «3» خَمْسَةٌ.

وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ «3» وَأَخُوهُ زَيْدٌ، وَمهجعٌ مَوْلاهُ، وَعَمْرُو بن سراقة «هب» وأخوه عبد الله «هب» ، وواقد بن عبد الله «هب» ، وخولي ومالك ابنا أبي خولي «هب» ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ «3» ، وَعَامِرٌ «3» وَخَالِدٌ «3» وَإِيَاسٌ «3» وَعَاقِلٌ «3» بَنُو الْبكَيْرِ، وَسَعِيد بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ «3» ، قَدِمَ مِنَ الشَّامِ بَعْدَ مَا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ بَدْرٍ، فَكَلَّمَهُ، فَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجَرَهُ أربعة عشر.

ومن بني جمع بْنِ عَمْرٍو: عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ «3» وَأَخَوَاهُ قُدَامَةُ وعَبْد اللَّهِ، وَابْنُهُ السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ، وَمَعْمَرُ بن الحارث «3» خمسة.

من بَنِي سَهْمٍ: خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ «3» رَجُلٌ وَاحِدٌ.

وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ: أَبُو سَبْرَةَ بن أبي رهم، «ها» وعبد الله بن مخرمة، «ها» وعبد الله بن سهيل بن عمرو، «ها» وَعَمْرٌو أَوْ عُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ مَوْلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَسَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ حَلِيفٌ لَهُمْ «ها» خمسة.

ومن بني الحرث بْنِ فِهْرٍ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ «3» ، وَعَمْرُو بن الحارث، «ها»

وسهيل بن وهب «ها» وَأَخُوهُ صَفْوَانُ ابْنَا بَيْضَاءَ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي سرح «ها» خَمْسَةٌ، وَذَكَرَ أَبُو عُمَرَ فِيهِمْ: وَهْبَ بْنَ أَبِي سَرْحٍ أَخَا عَمْرٍو الْمَذْكُور، وَحَكَاهُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَلَمْ نَرَهُ فِي مَغَازِيهِ، وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ وَهْمًا.

وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ هشام عن غير ابن إسحق فِي بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَهْبَ بْنَ سعد بن أبي سرح، وهو ابن الحرث بن حبيب- ويقال: حبيب، بتشديد الياء- بن خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرٍ، فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ عِنْدَ ابْنِ عُقْبَةَ، وَذَكَرَ ابْنُ عُقْبَةَ فِيهِمْ عِيَاضَ بْنَ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي شَدَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلالِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فهر «ها» وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هِلالُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ضَبَّةَ، وَذَكَرَهُ فِيهِمْ أَيْضًا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ وَالْوَاقِدِيُّ، وحكاه أبو عمر عن ابن إسحق مِنْ رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْد عَنْهُ، وَحَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ «3» ذَكَرَهُ ابْنُ هِشَامٍ، وَحَكَاهُ أَبُو عُمَرَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَلَمْ نجده في مغازية. وممن ذكره ابن عُمَرَ فِيهِمْ: خُرَيْمُ بْنُ فَاتِكٍ الأَسَدِيُّ، وَهُوَ خُرَيْمُ بْنُ الأَخْرَمِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَاتِكِ بْنِ الْقليبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أسد بن خزيمة، وَأَخُوهُ سَبْرَةُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ قِيلَ أَنَّ خُرَيْمًا هَذَا وَابْنَهُ أَيْمَنَ بْنَ خُرَيْمٍ أَسْلَمَا جَمِيعًا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. وَقَدْ صَحَّحَ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ خُرَيْمًا وَأَخَاهُ سَبْرَةَ شَهِدَا بَدْرًا، وَهُوَ الصَّحِيحُ إِنْ شَاءَ الله، وطليب بن عمير «ها» قاله الزبير والواقدي، وروى عن ابن إسحق مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الْبَكَّائِيِّ. وَمِمَّنْ ذُكِرَ فِيهِمْ: كثير بن عمرو السلمي حليف بن أَسَدٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ السَّرَّاجِ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيِّ عَنْ أبيه عن زياد عن ابن إسحق، وَذَكَر أَخَوَيْهِ مَالِكَ بْنَ عَمْرٍو، وَثقفَ بْنَ عَمْرٍو، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمَا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: لَمْ أَرَ كَثِيرًا فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ ثقف لَهُ لَقَبًا وَاسْمُهُ: كَثِيرٌ، وَيَزِيدُ بْنُ الأَخْنَسِ السُّلَمِيُّ «3» ، وَابْنُهُ مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُوهُ الأَخْنَسُ، وَلا يُعْرَفُ فِيمَنْ شهد بدرا ثلاثة أَبٌ، وَجَدٌّ، وَابْنٌ، إِلَّا هَؤُلاءِ، وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالسِّيَرِ لا يُصَحِّحُ شُهُودَهُمْ بَدْرًا، فَهَؤُلاءِ أَرْبَعَةٌ وَتِسْعُونَ. وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: ضَرَبْتُ يوم بدر للمهاجرين بمائة سهم.

وَشَهِدَهَا مِنَ الأَنْصَارِ ثُمَّ مِنَ الأَوْسِ ثُمَّ من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ، وَأَخُوهُ عَمْرٌو وَالْحَارِثُ بْنُ أوس بن معاذ والحرث بْنُ أَنَسِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ، وَأَخُوهُ شَرِيكٌ، وَابْنُهُ عَبْد اللَّهِ،

وَيَزِيدُ بْنُ السَّكَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ، وَابْنُهُ عَامِرٌ، وَأَخُوهُ زِيَادُ بْنُ السَّكَنِ، عِنْدَ ابْنِ الْكَلْبِيِّ وَحْدَهُ، وَابْنُهُ عُمَارَةُ بْنُ زياد، وسعد بن زيد «عج» ، وسلمة بن سلامة بن وقش، «عج» وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرِ بْنِ وَقْشٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ، وَرَافِعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ كُرْزِ بْنِ سَكَنِ بْنِ زَعُورَاءَ، وَإِيَاسُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الأَعْلَمِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زعُورَاءَ بْنِ جُشَمَ أخي عبد الأشهل من ساكني ارتج [1] ، وأخوه الحارث ابن أَوْسٍ عِنْدَ ابْنِ عُقْبَةَ. وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ فِي عَتِيكٍ: عُبَيْدٌ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التيهان «عب» ، وأخوه عبيد، ويقال: غتيك، والحرث بْنُ خزمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ حَلِيفٌ لَهُمْ، ومُحَمَّد بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مجدعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ، مِنْ بَنِي حَارِثَةَ، وَسَلَمَةُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ حُرَيْشِ بْنِ عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مجدعَةَ بن حارثة بن الحارث ثَلاثَةٌ وَعِشْرُونَ. وَمِنْ بَنِي ظَفَرٍ: وَهُوَ كَعْبُ بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأَوْسِ، قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ كَعْبٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَوَّادٍ، وَنَضْرُ بْنُ الحرث بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَتِّبُ بْنُ عُبَيْدٍ عَمُّهُ، وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: عَبْد اللَّهِ بن طارق البلوي خَمْسَةً.

وَمِنْ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ: مَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ سَعْد بْنِ عَامِرِ بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حَارِثَةَ، وَأَبُو عَبْسٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمَ. وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ مِنْ بُلَيٍّ: أَبُو بُرْدَةَ هَانِئُ بْنُ نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بْنِ دُهْمَانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ هميم بن كاهل بن ذهل بن هني أخي فران ابْنَيْ بُلَيٍّ أَخِي بهرَاءَ ابْنَيْ عَمْرِو بْنِ الحاف بن قضاعة ثَلاثَةٌ. وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ.

ثُمَّ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أبي الأقلح قَيْسِ بْنِ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ، وَمُعَتِّبُ بْنُ قُشَيْرِ بْنِ مُلَيْكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ، وَأَبُو مُلَيْكِ بْنُ الأَزْعَرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ، وَعُمَيْرُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ الأَزْعَرِ بن زيد بن العطاف بن ضبيعة أربعة.

__________

[ (1) ] وهو حصن من حصون يهود المدينة.

ومن بني أمية بن زيد بن مالك مُبَشّرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ زنبرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَرِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ زنبرٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ أمية، وعويمر بن ساعدة «عب» وَرَافِعُ بْنُ عَنْجَدَةَ، وَهِيَ أُمُّهُ، وَأَبُوهُ عَبْدُ الْحَارِثِ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بُلَيٍّ وَعُبَيْدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبٍ، وَزَعَمُوا أَنَّ أبا لبابة بن عبد المنذر والحارث حَاطِبِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ خَرَجَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَّعَهُمَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّرَ أَبَا لُبَابَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَضَرَبَ لَهُمَا سَهْمَيْنِ مَعَ أَصْحَابِ بَدْرٍ تِسْعَةَ نَفَرٍ.

وَمِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ: أُنَيْسٌ وَخداشٌ ابْنَا قَتَادَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَطْرُوفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَاسْمُ مَطْرُوفٍ: خَالِدٌ.

وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ مِنْ بُلَيٍّ: مَعْنُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ ضُبَيْعَةَ، وَأَخُوهُ عَاصِمٌ، ضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ فِي بَدْرٍ، وَثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ- وَيُقَالُ أَقْرَنُ- بْنُ ثَعْلَبَة بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْعَجْلانِ، وَعَبْد اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ مَالِكِ بن الحرث بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلانِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيٍّ الْمَذْكُورُ، وربعي بن رافع بن الحرث بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْجَدِّ بْنِ العجلان، ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ.

وَمِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ: جَبْرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسِ بْنِ هَيْشَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعَمُّهُ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ. وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ:

مَالِكُ بْنُ نُمَيْلَةَ بْنِ مُزَيْنَةَ، وَنُمَيْلَةُ أُمُّهُ، وَهُوَ مَالِكُ بْنُ ثَابِتٍ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ عصرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رَائِلَةَ بْنِ جَارِيَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ جُعَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جُشَمَ بْنِ وذمِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ هُمَيْمِ بْنِ كَاهِلِ بن دهل بْنِ هُنَيِّ بْنِ بُلَيٍّ. وَعَصَرٌ: بِفَتْحَتَيْنِ، عِنْدَ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، وَمَكْسُورُ الْعَيْنِ سَاكِنُ الصَّادِ عِنْدَ ابن إسحق وَالْوَاقِدِيِّ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَابْنِ عُقْبَةَ، قَالَهُ الدِّمْيَاطِيُّ أَرْبَعَةٌ.

وَمِنْ بَنِي حَنَشِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: سَهْلُ بْنُ حُنَيْفِ بْنِ واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحرث بْنِ مجدعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَنَشٍ رَجُلٌ.

وَمِنْ بَنِي كُلْفَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُقْبَةَ بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جَحْجَبَا بْنِ كُلْفَةَ. وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: أَبُو عُقَيْلٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بن ببحان بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عامر بن

أنيف بن جشم ابن عَائِذِ اللَّهِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَنَاةَ بْنِ نَاج بْنِ تَيْمِ بْنِ أَرَاشِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عُبَيْلَةَ بْنِ قِسْمِيلِ بْنِ فران بن بلى رَجُلانِ.

وَمِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبركِ، وَهُوَ امْرِؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَأَخُوهُ خَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ، قِيلَ: خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ فَكسرَ بِالرَّوْحَاءِ، فَرَدَّهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجَرَهُ، وَعَمُّهُمَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَأَبُو ضياحٍ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أمية، والنعمان والحرث ابنا أبي خرمة بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ البركِ وَأَبُو حبة- بالباء- بن ثَابِتٍ أَخُو أَبِي ضياحٍ عِنْدَ ابْنِ القداحِ، وأبو حنة- بالنون- بن مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ وَسَالِمُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ ثَابِتِ بن كلفة بن ثعلبة، وَعَاصِمُ بْنُ قَيْسِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ كُلْفَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَشَرَةٌ. وَمِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأَوْسِ: سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ، وَالْمُنْذِرُ وَمَالِكٌ ابْنَا قدامة بن الحرث بن مالك بن كعب بن النحاط، والحرث بْنُ عَرْفَجَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ عُقْبَةَ وَالْوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُمَا، وَتَمِيمٌ مَوْلَى بَنِي غنم بن السلم خَمْسَةٌ. فَجُمْلَةُ مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ الأَوْسِ أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ.

وَشَهِدَهَا مِنَ الأَنْصَارِ ثُمَّ مِنَ الْخَزْرَجِ ثُمَّ مِنْ بَنِي مَغَالَةَ: وَهُمْ:

بَنُو عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَبُو شَيْخِ أُبَيّ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عَدِيٍّ، وَأَخُوهُ أَوْسٌ وَأَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بن زيد مناة بن عدي المذكور ثلاثة.

من بَنِي حُدَيْلَةَ: وَهِيَ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، وَهِيَ أُمُّ مُعَاوِيَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ:

أَنَسُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، وأبي بن كعب «عج» وَأَبُو حَبِيبِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ بْنِ أَنَسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بن معاوية، قاله ابن الكلبي: ثَلاثَةٌ.

وَمِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النجار: أبو أيوب خالد بن زيد «عج» ، وعمارة بن حزم، «عج» وَثَابِتُ بْنُ خَالِدِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ عُشَيْرَةَ، وَقَالَ ابْنُ هِشَامٍ:

عُشَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمٍ، وَسُرَاقَةُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ

عزية بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أسقط بعد كعب عمرا، أَرْبَعَةٌ.

وَمِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ: سُلَيْمُ بْنُ قَيْسِ بْنِ فَهْدٍ، وَاسْمُهُ خَالِدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَحَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ يفعِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَسُهَيْلٌ وَأَخُوهُ سَهْلٌ ابْنَا رَافِعِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَمَسْعُودُ بْنُ أَوْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَأَخُوهُ أَبُو خُزَيْمَةَ بْنُ أَوْسٍ، وَرَافِعُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، كَذَا عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ، سَوَّاد، وَعِنْدَ ابْنِ عُمَارَةَ: الأَسْوَدُ، سَبْعَةٌ.

وَمِنْ بَنِي سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مالك بن النجار، كذا عن ابْنِ الْكَلْبِيِّ، وَابْنُ سَعْد يَقُولُ: سَوَّادُ بْنُ مالك بن غنم بن مالك معاذ، «عب» ومعوذ وعوف «عا» بَنُو الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ، وَأُمُّهُمْ عَفْرَاءُ بِنْتُ عُبَيْدٍ، وَهُمْ ثَلاثَةٌ عِنْدَ أَبِي مَعْشَرٍ، وَالْوَاقِدِيِّ وابن القداح، وكان ابن إسحق يَزِيدُ فِيهِمْ رَابِعًا يُسَمِّيهِ: رِفَاعَةَ، شَهِدَ عِنْدَهُ بدرا، وأنكره الواقدي، والنعمان بن عمرو «عج» والنعيمان بن عَمْرٍو، وَعَامِرُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادٍ وَعَبْد اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بن الحرث بْنِ سَوَّادٍ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَوَّادٍ، مَذْكُورٌ فِي الْبَدْرِيِّينَ عِنْدَ أَبِي مَعْشَرٍ وَابْن الْقداحِ وَالْوَاقِدِيّ، وَقَيْس ابْنه عِنْدَهُمْ أَيْضًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُمَا فِي الْبَدْرَيِّينَ ابْنُ عُقْبَةَ ولا ابن إسحق، وَثَابِتُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بن سوادة عَشَرَةٌ. وَمِنْ بَنِي مَبْذُولٍ: وَهُوَ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَتِيكٍ، خَرَجَ إِلَى بَدْرٍ فَكسر بِالرَّوْحَاءِ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجَرَهُ، وسهل بن عتيك «عج» وَعَامِرُ بْنُ سَعْد بْنِ عَمْرِو بْنِ ثقف، وَاسْمُهُ:

كَعْبُ بْنُ مَالِكِ بْنِ مَبْذُولٍ، ذَكَرَهُ ابن عمار، قَالَ ابْنُ سَعْد: وَلَمْ يَذْكُرْهُ غَيْرَهُ.

وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: عَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ سِنَانِ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ بُدَيْلِ بْنِ سَعْد بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ كَاهِلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ، حَلِيفُ بَنِي عَائِذِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَوَدِيعَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جرادِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ طُحَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ الرَّابِعَةِ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ، حَلِيفُ بَنِي سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ مالك بن النَّجَّار، وَأَبُو مَعْشَرٍ يُسَمِّيهِ: رِفَاعَةَ بْنَ عَمْرٍو،

وَعُصَيْمَةُ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ أَشْجَعَ، لَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ عُقْبَةَ، وَذَكَرَهُ غَيْرُهُ، كَذَا قَالَ ابْنُ سَعْد، وَالَّذِي قَالَ فِي السِّيرَةِ أَنَّ عُصَيْمَةَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَنَّهُ حَلِيفُ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ سعد في بني مازن سَبْعَةٌ.

وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَدِيُّ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بن النجار:

حارثة بن سراقة بن الحرث بْنِ عَدِيٍّ، وَهُوَ أَوَّلُ قَتِيلٍ بَعْدَ مهجعٍ، وَعَمْرُو بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَدِيٍّ، وَمُحَرّرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَسُلَيْطُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيٍّ، وَأَبُو سُلَيْطٍ عُسَيْرَةُ بن أبي خارجة عمرو بْنُ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيٍّ، وَذَكَرَ ابن الكلبي أن أباه أبا خَارِجَةَ شَهِدَ بَدْرًا، وَفِيهِ نَظَرٌ، وَعَامِرُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْحَسْحَاسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيٍّ، وَأَبُو صِرْمَةَ قَيْسُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ صِرْمةُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ قَيْسُ بْنُ صِرْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَلَمْ يُخْتَلَفْ فِي شُهُودِهِ بَدْرًا، وَلَمْ يذكره فيهم ابن عقبة ولا ابن إسحق وَلا ابْنُ سَعْد، وَهَذَا عَجِيبٌ مِنْ أَبِي عمر رحمه الله ثَمَانِيَةٌ.

وَمِنْ بَنِي حَرَامِ بْنِ جُنْدُبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ: أَبُو الأَعْوَرِ الْحَارِثُ بْنُ ظَالِمِ بْنِ عَبْسِ بْنِ حَرَامٍ، وَحَرَامٌ وَسُلَيْمٌ ابْنَا مِلْحَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ، أُمُّهُمَا مُلَيْكَةُ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بن عدي بن عمرو بن مالك بن النَّجَّارِ. وَمِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ:

سَوَّادُ بْنُ غَزِيَّةَ بْنِ وَهْبٍ مِنْ بُلَيٍّ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْتَقِدْ مِنِّي»

وَهُوَ الَّذِي أَسَرَ خالدا والعاصي والحارث أخوة أبي جهل بن هشام أَرْبَعَةٌ.

وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن عبد الله بن كعب بن عمرو وَاحِدٌ.

وَمِنْ بَنِي خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولٍ الْمَذْكُور: أَبُو دَاوُدَ عُمَيُر بْنُ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَنْسَاءَ، وَسُرَاقَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بن خنساء اثْنَانِ.

وَمِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، قَيْسُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وَأَبُو حبسٍ الْمَازِنِيُّ تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بن قيس بن محرث بن الحرث بْنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَ أَبُو عُمَرَ: شَهِدَ بَدْرًا، وَقَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّد الدِّمْيَاطِيُّ: وَهَذَا غَيْرُ ثَابِتٍ، وَكَذَا هُوَ عِنْدَ ابْنِ سَعْد مَعْدُودٌ فِي الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ مِمَّنْ شَهِدَ

الخندق وما بعدها، اثْنَانِ. وَمِنْ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ: سُلَيْمُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الأَشْهَلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَالنُّعْمَانُ وَالضَّحَّاكُ ابْنَا عَبْدِ عَمْرٍو، وَكَعْبُ بْنُ زَيْدِ بن قيس بن مالك بن كعب بن عَبْدِ الأَشْهَلِ، وَسَعِيدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ مَالِكِ بن كعب بن عبد الأشهل، وابن إسحق وَأَبُو مَعْشَرٍ يَقُولانِ فِي سَهْلٍ: سُهَيْلٌ، وَبُجَيْرُ بْنُ أَبِي بُجَيْرٍ حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بُلَيٍّ أو جهينة سِتَّةً.

وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ مِنْ بَنِي مَالِك الأَغَرّ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ: عَبْد اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ الأَصْغَر بْنِ عَمْرِو بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ الأَكْبَرِ بْنِ مَالِكٍ الأَغْرِّ، قَالَ ابْنُ سَعْد: لَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وليس كذلك، وسعد بن الربيع «ق» ، وخارجة بن زيد «عج» ، وخلاد بن سويد «عج» ، وبشير بن سعد «عج» ، وسماك بن سعد أخوه سِتَّةً.

وَمِنْ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج:

يزيد بن الحرث بْنِ قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَحْمَرَ بْنِ حارثة وَاحِدٌ.

وَمِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ الخزرج: حبيب بْنُ يَسَافٍ، وَيُقَالُ: إِسَافُ بْنُ عِنَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَدِيجِ بْنِ عَامِرِ بْنِ جُشَمَ، وعن خبيب بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ جَدَّهُ خُبَيْبًا هَذَا ضُرِبَ يَوْمَ بَدْرٍ فَمَالَ شِقُّهُ، فَتَفَلَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلأَمَهُ ورده فانطلق وَاحِدٌ.

وَمِنْ بَنِي زَيْدِ مَنَاةَ- وَبَعْضُهُمْ يُسْقِطُ مناة- بن الحرث بْنِ الْخَزْرَجِ عَبْد اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عبد ربه صاحب الأذان «عج» ، وَأَخُوهُ حُرَيْثٌ، وَسُفْيَانُ بْنُ نسرٍ، وَيُقَالُ:

بِشْرُ بن عمرو بن الحرث بن كعب بن زيد مناة، ثَلاثَةً.

وَمِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي جدَارَةَ بْنِ عَوْفِ: تَمِيمُ بْنُ يعار بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بن أمية بن جدارة، وابن عمه بن زيد الْمُزَيّنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعَبْد اللَّهِ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَلاسِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ جدارَةَ، لَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ عُمَارَةَ فِي الْبَدْرِيِّينَ، وَذَكَرَهُ غَيْرُهُ، وعَبْد اللَّهِ بْنُ عُرْفُطَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُمَيَّةَ بن جدارة، كذا نسبه ابن إسحق، وَابْنُ سَعْد يَقُولُ: عَبْد اللَّهِ بْنُ عُرْفُطَةَ حَلِيفٌ لَهُمْ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مَسْعُودٍ البدري «عج» عَدَّهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْبَدْرِيِّينَ، وَالْمَشْهُورُ أَنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَإِنَّمَا هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى الَمْاءِ، خمسة.

وَمِنْ بَنِي الأَبْجَرِ: خُدْرَةَ بْنِ عَوْفِ عَبْدُ الله بن الربيع «عج» وَاحِدٌ.

وَمِنْ بَنِي طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ: سَعْدُ بْنُ عبادة «ق» ، وَقَعَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يَصِحَّ شُهُودُهُ بَدْرًا، وَعَبْدُ رَبِّهِ بْنُ حَقِّ بْنِ أَوْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ وَقشِ بْنِ ثعلبة بن طريف اثْنَانِ.

وَمِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ ساعدة: المنذر بن عمرو «ق» ، وَأَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خرشَةَ أَبُو لَوْذَانَ بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة، وابن الكبي يقول: سماك ابن أوس بن خرشة، اثْنَانِ. وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ: أَبُو أُسَيْدٍ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْبدنِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُول: الْيديَّ- بْنِ عَامِرٍ، وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرٍو، وَقِيلَ الْبدنُ، وَهُوَ عَامِرٌ، أَوْ عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ، وَابْنُ عَمِّهِ مَالِكُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ البدنِ، وَسَعْدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عُمَرَ، تَجَهَّزَ لِبَدْرٍ فَمَاتَ، فَضَرَبَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ وَأَجَرَهُ. وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: بَسْبَسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَرَشَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ رَشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ، وَأَخَوَاهُ زِيَادٌ وَضَمْرَةُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ فِي: ضَمْرَةَ ابْنُ أَخِي زِيَادٍ، وَعِنْدَ ابْنِ سَعْد:

زِيَادُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ مودعَةَ بْنِ عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ، وعَبْد اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْبَلَوِيُّ، وَكَعْبُ بْنُ جمازٍ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: حمازٌ وَعِنْدَ الزَّمَخْشَرِيِّ حمازُ- بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَرَشَةَ، وَبَعْضُهُمْ يُسْقِطُ مِنْ نَسَبِهِ مالكا، ثَمَانِيَةٌ.

وَمِنْ بَنِي الْحُبُلِيِّ: أَوْسُ بْنُ خَوْلي بن عبد الله بن الحرث بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ الْحُبُلِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ وَدِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسِ بْنِ جُزَيِّ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكِ بْنِ سالم. ورفاعة بن عمرو «عج» ، وابنه مالك «عج» . ذَكَرَهُ الأُمَوِيُّ فِيمَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا، وَمَعْبَدُ بن عبادة بن قشعر- ويقال: قشير- ابن الْفدمِ بْنِ سَالِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ. ومن حلفائهم: عقبة بن وهب، «عج» وَعَامِرُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَعَاصِمُ بْنُ العكير من مزينة، ثَمَانِيَةً.

وَمِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الخزرج وهو: قوقل: عبادة بن الصامت «عب» ، وَالنُّعْمَانُ الأَعْرَجُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم، وَالنُّعْمَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ دَعدِ بْنِ فِهْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمٍ، وَمَالِكُ بن الدخشم «عج»

والحرث بْنُ خَزَمَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أَبِي غَنْمٍ حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ مِنَ الأَوْسِ، وَنَوْفَلُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلانِ بْنِ زَيْدِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَالِمٍ، وَعِتْبَانُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَجْلانِ، وَمُلَيْلُ بْنُ وَبْرَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَجْلانِ، وَابْنُ أَخِيهِ عِصْمَةُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ وَبْرَةَ، عِنْدَ ابْنِ الْقداحِ وَالْوَاقِدِيِّ، وَهُبَيْل أَخُوهُ، ذَكَرَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا، حَكَاهُ أَبُو عُمَرَ وَفِيهِ نَظَرٌ، وَثَابِتُ بْنُ هَزَّالِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قريوش بْنِ غَنْمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ سالم، والربيع وودفة ابْنَا إِيَاسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَنْمِ بْنِ أُمَيَّةَ. وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ: الْمجذرُ بْنُ ذِيَادِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَمْزَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَارَةَ بن مالك بن غضينة بْنِ عَمْرِو بْنِ بُثَيْرَةَ بْنِ مشنوهِ بْنِ القشير بْنِ تَيْمِ بْنِ عَوْذِ مَنَاةَ بْنِ نَاجِ بْنِ تَيْمِ بْنِ أَرَاشَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عميلة بن قسميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وعند ابن إسحق: مشنو بْنُ قشرِ بْنِ تَيْمِ بْنِ أَرَاشِ بْنِ عَامِرٍ، بِإِسْقَاطِ مَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ الْبَلَوِيّ، وَعَبْدَةُ بْنُ الْحَسْحَاسِ، عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ: مُهْمَلَةُ الحاء والسين، ومعجمتهما عند ابن إسحق، وَقِيلَ: عُبَادَةُ. وَبحاثُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَزَمَة بْنِ أَصْرَمَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُمَارَةَ، بِالْبَاءِ الموحدة، وآخرها ثاء مثلثة عند ابن لكلبي، وعند ابن إسحق: بِالنُّونِ، وَآخِرُهَا بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ، وَأَخُوهُ عَبْد اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِنْ بَنِي بهْرَاءَ أَخِي بُلَيّ بني عَمْرِو بْنِ الْحافِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَابْنُ هِشَامٍ وابن القداح، يقولان: من بني بهر الأبهراء، قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي شُهُودِهِ بَدْرًا، وَعَمْرُو بْنُ إِيَاسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جشم من أهل اليمن من غسان تِسْعَةَ عَشَرَ.

وَمِنْ بَنِي سَلَمَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ تَزِيدَ بْنِ جُشَمَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ سَلَمَةَ: عَبْد اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ، وَقَدْ ذُكِرَ فِيهِمُ ابْنُهُ جَابِرٌ، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: غَلَطَ مَنْ عَدَّهُ فِي الْبَدْرِيِّينَ، مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، لم يذكره ابن عقبة، ولا ابن إسحق، ولا أبو معشر، وعمرو بن الجموح «عج» وإخوته معوذ، وخلاد، ومعاذ، وحراش بْنُ الصِّمَّةِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ، وَأَخُوهُ مُعَاذُ بْنُ الصِّمَّةِ، وَقَالَ مُحَمَّد بْنُ عُمَرَ: لَيْسَ بِثَبْتٍ وَلا مُجْمعٍ عَلَيْهِ، وَعُمَيْرُ بْنُ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجموحِ، شَهِدَ بَدْرًا عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ وَابْنِ عُمَارَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ عُقْبَةَ وَلا ابْن إسحق وَلا أَبُو مَعْشَرٍ، وَعُمَيْرُ بْنُ الْحمامِ بْنِ الْجَمُوحِ، وَالْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ، وَعُقْبَةُ بن عامر بن نابي «عا» وعمير بن

عَامِرٍ أَخُوهُ شَهِدَ بَدْرًا وَغَيْرَهَا عِنْدَ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، وَقَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: وَلَمْ أَرَ مَنْ تَابَعَ ابْنَ الْكَلْبِيِّ عَلَى ذِكْرِهِ فِي الصَّحَابَةِ، وَثَابِتُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَهُوَ ابْنُ الْجذعِ، وَعَمْرو «عج» وَقِيلَ: عُمَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ. وَمِنْ مَوَالِيهِمْ: تَمِيمٌ مَوْلَى خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةِ، وَحَبِيبُ بْنُ الأَسْوَدِ، سَبْعَةَ عَشَرَ.

وَمِنْ بَنِي سِنَانِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ: عَمْرُو بْنُ طَلْقِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ سنان، ولم يذكره ابن عقبة وَاحِدٌ.

وَمِنْ بَنِي عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ: الْبَرَاءُ بْنُ معرور «ق» وَابْنُهُ بِشْرٌ، وَعَبْد اللَّهِ بْنُ الجدِّ بْنِ قَيْسِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ صَخْرِ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ سِنَانٍ، وَسِنَانُ بْنُ صَيْفِيٍّ «عج» وَالطُّفَيْلُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ خَنْسَاءَ «عج» قَالَ ابْنُ سَعْد: وَلا أَحْسَبُهُ الا وهلا، وَجبارُ بْنُ صَخْرٍ «عج» وَيَزِيدُ بْنُ خدام، وَمَسْعُودُ بْنُ زَيْدٍ «عج» عَشَرَةٌ.

وَمِنْ بَنِي خناسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ: يَزِيدُ بْنُ الْمُنْذِرِ «عج» وَأَخُوهُ مَعْقِلٌ «عج» وعَبْد اللَّهِ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَلْذَمَةَ بْنِ خناسٍ، وَأَبُو قَتَادَةَ بْنُ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْذَمَةَ بْنِ خناسٍ، مُخْتَلَفٌ فِي شُهُودِهِ بَدْرًا. أَرْبَعَةٌ.

وَمِنْ بَنِي النُّعْمَانِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدٍ: عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ النُّعْمَانِ، وَخُلَيْدٌ وَخَلادٌ وَلبدةُ بَنُو قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ رِئَابِ بْنِ النُّعْمَانِ. خَمْسَةٌ.

ومن بني ثعلبة بن عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ: الضَّحَّاكُ بْنُ حَارِثَةَ «عج» وَسَوَّادُ بْنُ رزن بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ. اثْنَانِ.

وَمِنْ بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ عُبَيْدٍ: مَعْبَدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صَخْرِ بْنِ حَرَامِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَأَخُوهُ عَبْد اللَّهِ، وَحَمْزَةُ بْنُ الحمير من حلفائهم، وابن إسحق يُسَمِّيهِ خَارِجَةَ، وَأَخُوهُ عَبْد اللَّهِ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ سنان مولى لهم. وخمسة. وَمِنْ بَنِي سَوَّادِ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ: قُطْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حَدِيدَةَ «عا» وَابْنُ عَمِّهِ سُلَيْمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَدِيدَةَ، وَأَبُو الْيُسْرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرِو «عج» وصيفي بن سواد «عج» وثعلبة بن غنمة «عج» وَعَبْسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سِنَانٍ «عج» وَسَهْلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ. وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ «عج» . ثمانية.

ومن بني زريق: ذكوان بن عبد قيس «عب» وَسَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَلْدَةَ، وَأَخُوهُ عُقْبَةُ، وَابْنُ عَمِّهِمَا: قَيْسُ بْنُ مِحْصَنِ بْنِ خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ «عج» وَجُبَيْرُ بْنُ إِيَاسِ بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زُرَيْقٍ، وَمَسْعُودُ بْنُ خَلْدَةَ بْنِ مَخْلَدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَعَبَّادُ بْنُ قَيْسٍ «عج» وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ «عج» وَابْنَاهُ رِفَاعَةُ وَخَلَّادٌ، وَعُبَيْدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَالْعَجْلانُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْعَجْلانِ، وَأَسْعَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ، وَالْفَاكِهُ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ خَلْدَةَ، وَمُعَاذٌ وَعَائِذٌ ابْنَا مَاعِصِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَمَسْعُودُ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ مِنْ بَنِي مَالِكٍ: أَخِي الْحَارِثِ رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَالِكٍ، وَأَخُوهُ هلال بن المعلى، ولم يذكره ابن إسحق، قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وَشَهِدَ رَافِعٌ وَرَاشِدٌ وَهِلالٌ وَأَبُو قَيْسٍ بَنُو الْمُعَلَّى بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرِ ابن إسحق منهم سوى رافع. اثْنَانِ وَعِشْرُونَ. وَمِنْ بَنِي بَيَاضَةَ بْنِ عَامِرِ بن زريق:

زياد بن لبيد «عج» ، وَخَلِيفَةُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَفَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو «عج» ، وَغَنَّامُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، ذَكَرَهُ ابْنُ الْكَلْبِيِّ، وخالد بن قيس «عج» وَرُحَيْلَةُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بَيَاضَةَ، وَعَطِيَّةُ بْنُ نُوَيْرِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ بياضة، قاله ابن الكلبي. سَبْعَةٌ.

فَجُمْلَةُ مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ الْخَزْرَجِ: مِائَةٌ وَخَمْسَةٌ وَتِسْعُونَ، وَمِنَ الأَوْسِ: أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ، وَمِنَ المهاجرين: أربعة وتسعون، فذلك ثلاثمائة وَثَلاثَةٌ وَسِتُّونَ، وَهَذَا الْعَدَدُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ أَهْلِ بَدْرٍ، وَإِنَّمَا جَاءَ ذَلِكَ مِنْ جِهَةِ الْخِلافِ فِي بَعْضِ مَنْ ذَكَرْنَا، وَقَدْ تَقَدَّمَ نظير ذلك من أَهْلِ الْعَقَبَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَكَانَ مَعَهُمْ مِنَ الْخَيْلِ فَرَسُ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ (السَّبَل) ، وَفَرَسُ الْمِقْدَادِ (بعرجَةَ) وَيُقَالُ: (سبحَةُ) وَقِيلَ: وَفَرَسُ الزُّبَيْرِ (الْيَعْسُوبُ) وَقَالَ ابْنُ عُقْبَةَ: وَيُقَالُ: كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسَانِ، عَلَى أَحَدِهِمَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعَلَى الأُخْرَى سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ، وَمَرَّةً الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَمَرَّةً الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ.

شُهَدَاءُ بَدْرٍ

وَاسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: عُبَيْدَةُ بْنُ الحرث وعمير ,

مشاهير قتلى بدر

فَمِنْ مَشَاهِيرِ الْقَتْلَى مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ:

حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، قَتَلَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ سَعِيد بْنِ الْعَاصِ، قَتَلَهُ الزبير، وأخوه العاصي بْنُ سَعِيد، قَتَلَهُ عَلِيٌّ، وَقِيلَ: غَيْرُهُ، وَعُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، قَتَلَهُمْ حَمْزَةُ وَعُبَيْدَةُ وَعَلِيٌّ كَمَا تَقَدَّمَ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، قَتَلَهُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ صَبْرًا، وَقِيلَ: بَلْ عَلِيٌّ بِأَمْرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم له بذلك، والحرث بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَتَلَهُ عَلِيٌّ، وَطُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ قَتَلَهُ حَمْزَةُ، وَقِيلَ: بَلْ قُتِلَ صَبْرًا، وَالأَوَّلُ أَشْهَرُ، وَزَمْعَةُ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ المطلب بن أسد، وابنه الحرث بْنُ زَمْعَةَ، وَأَخُوهُ عُقَيْلُ بْنُ الأَسْوَدِ، وَأَبُو البختري بن العاصي بْنِ هِشَامٍ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْخِلافُ فِي قَاتِلِهِ مَنْ هُوَ، وَنَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ، قتله علي، وقيل: الزبير، والنضر بن الحرث قُتِلَ صَبْرًا بِالصَّفْرَاءِ، وَعُمَيْرُ بْنُ عُثْمَانَ عَمّ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْد اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ، وَأَبُو جهل بن هشام، وأخوه العاصي بْنُ هِشَامٍ قَتَلَهُ عُمَرُ، وَمَسْعُودُ بْنُ أَبِي

أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيُّ أَخُو أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَبُو قَيْسِ بْنُ الْوَلِيدِ أَخُو خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَقَيْسُ بن الفاكه بن الْمُغِيرَةِ، وَالسَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ، وَقَدْ قِيلَ: لَمْ يُقْتَلْ يَوْمَئِذٍ، وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَمُنَبّهٌ وَنُبَيْهٌ ابْنَا الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرٍ السَّهْمِيِّ، والعاصي وَالْحَارِثُ ابْنَا مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ وَابْنُهُ عَلِيٌّ.

أَسْرَى بَدْرٍ

وَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ: مَالِكُ بْن عُبَيْد اللَّهِ أَخُو طَلْحَةَ، فَمَاتَ أَسِيرًا، وَحُذَيْفَةُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، ثُمَّ قُتِلَ، وَقِيلَ. أَخُوهُ هِشَامُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُسِرَ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، وَمِنْ حُلَفَائِهِمْ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلا. وَمِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ وَحُلَفَائِهِمُ: اثْنَا عَشَرَ رَجُلا، مِنْهُمْ: عمرو بن أبي سفيان، والحرث بْنُ أَبِي وَحْرَةَ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أمية، وأبو العاضي بْنُ الرَّبِيعِ صِهْرُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنَتِهِ زَيْنَبَ. وَأُسِرَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَقِيلُ بن أبي طالب، ونوفل بن الحرث بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.

وَمِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ السَّائِبُ بْنُ عُبَيْدٍ وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَمْرٍو. وَمِنْ بَنِي نَوْفَلٍ عَدِيُّ بْنُ الْخيارِ. وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَبُو عُزَيْزِ بْنُ عُمَيْرٍ. وَمِنْ سَائِرِ قُرَيْشٍ: السَّائِبُ بْنُ أَبِي حبيش، والحرث بْنُ عَامِرِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَسَدٍ، وَخَالِدُ بْنُ هِشَامٍ أَخُو أَبِي جَهْلٍ، وَصَيْفِيُّ بْنُ أَبِي رِفَاعَةَ، وَأَخُوهُ أَبُو الْمُنْذِرِ بْنُ أَبِي رِفَاعَةَ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ، وَخَالِدُ بْنُ الأَعْلَمِ، وَهُوَ الْقَائِلُ:

وَلَسْنَا عَلَى الأَعْقَابِ تُدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدَّمَا

وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَرَّ يَوْمَ بَدْرٍ فَأُدْرِكَ وَأُسِرَ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ جَابِرٍ الْمَازِنِيُّ حَلِيفٌ لَهُمْ، وَهُوَ ابْنُ عَمَّةِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ، وَأُمَيَّةُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأَبُو قَيْسِ بْنُ الْوَلِيدِ أَخُو خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأَبُو عَطَاءٍ عَبْد اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّائِبِ بْنِ عَابِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَأَبُو وَدَاعَةَ بْنُ صُبَيْرَةَ السَّهْمِيُّ- وَهُوَ أَوَّلُ أَسِيرٍ فُدِيَ مِنْهُمْ- وَعَبْد اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ، وَأَخُوهُ عَمْرٌو، وَأَبُو عَزَّةَ الْجُمَحِيُّ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ قَيْسٍ الْعَامِرِيُّ، وَعُبَيْد اللَّهِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ زُهَيْرٍ الأَسَدِيُّ. هَؤُلاءِ الْمَشَاهِيرُ مِنَ الأَسْرَى وَالْقَتْلَى، نَقَلْتُ ذَلِكَ عَنْ أَبِي عُمَرَ، وَلَوْلا خَشْيَةُ الإِطَالَةِ لأَتَيْتُ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ الْفِدَاءُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلافٍ إِلَى ثَلاثَةِ آلافٍ إِلَى أَلْفَيْنِ إِلَى أَلْفِ دِرْهَمٍ.

وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ سَعْدٍ قَالَ: أَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: ثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: أَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ سَبْعِينَ أَسِيرًا، وَكَانَ يُفَادِي بِهِمْ عَلَى قَدْرِ أَمْوَالِهِمْ، وَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَكْتُبُونَ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ لا يَكْتُبُونَ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِدَاءٌ دَفَعَ إِلَيْهِ عَشَرَةَ غِلْمَانٍ مِنْ غِلْمَانِ الْمَدِينَةِ يُعَلِّمُهُمْ، فَإِذَا حَذِقُوا فَهُوَ فِدَاؤُهُ. وَرُوِّينَا عَنْهُ قَالَ:

أَنَا محمد بن عبد الله الأنصاري، فثنا هشام بن حسان، فثنا محمد بن سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُسَارَى بَدْرٍ فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ قَتَلْتُمُوهُمْ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْتُمْ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ، وَيُسْتُشْهِدُ قَابِلَ مِنْكُمْ سَبْعُونَ، قَالَ: فَنَادَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، فَجَاءُوا أَوْ مَنْ جَاءَ مِنْهُمْ فقال: «إن هذا جبريل يخيركم بَيْنَ أَنْ تُقَدِّمُوهُمْ فَتَقْتُلُوهُمْ وَبَيْنَ أَنْ تُفَادُوهُمْ وَيُسْتُشْهِدُ قَابِلَ مِنْكُمْ بِعُدْتَهِمْ» فَقَالُوا: بَلْ نُفَادِيهِمْ فَنَتَقَوَّى بِهِ عَلَيْهِمْ، وَيَدْخُلُ قَابِلَ مِنَّا الْجَنَّةَ سَبْعُونَ فَفَادَوْهُمْ.

ذِكْرُ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَسْرَى بدر بعد ذلك

الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ، أَبُو عُزَيْزِ بْنُ عُمَيْرٍ الْعَبْدَرِيُّ، السَّائِبُ بْنُ أَبِي حُبَيْشٍ، خَالِدُ بْنُ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَبْد اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّائِبِ، الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ، أَبُو وَدَاعَةَ السَّهْمِيُّ، عبد الله بن أبي بن خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ، وَهْبُ بْنُ عُمَيْرٍ الْجُمَحِيُّ، سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ، عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ أَخُو سَوْدَةَ، قَيْسُ بْنُ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ، نِسْطَاسٌ مَوْلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَيُذْكَرُ أَنَّ الْعَبَّاسَ كَانَ جَسِيمًا أَسَرَهُ أَبُو الْيُسْرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو، وَكَانَ دَمِيمًا، فَقِيلَ لِلْعَبَّاسِ: لَوْ أَخَذْتَهُ بِكَفِّكَ لوسعته كفك، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا أَنْ لَقِيتُهُ فَظَهَر فِي عَيْنِي كَالْخَنْدَمَةِ، وَالْخَنْدَمَةُ جَبَلٌ مِنْ جِبَالِ مَكَّةَ.

فَضْلُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا

رُوِّينَا مِنْ طريق البخاري: حدثني إسحق بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَنَا جَرِيرٌ عَنْ يَحْيَى بن سعيد بن مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: «مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ» أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلائِكَةِ.

,

ما قيل من الشعر في بدر

حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

أَلَمْ تَرَ أَمْرًا كَانَ مِنْ عَجَبِ الدَّهْرِ ... وَلِلْحَيْنِ أَسْبَابٌ مُبَيَّنَة الأَمْرِ

وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنَّ قَوْمًا أَفَادَهُمْ ... فَحَانُوا تَوَاصٍ بِالْعُقُوقِ وَبِالْكُفْرِ

عَشِيَّةَ رَاحُوا نَحْوَ بَدْرٍ جَمِيعُهُمْ ... فَكَانُوا رُهُونًا لِلرَّكِيَّةِ مِنْ بَدْرِ

وَكُنَّا طَلَبْنَا الْعِيرَ لَمْ نَبْغِ غَيْرَهَا ... فَسَارُوا إِلَيْنَا فَالْتَقَيْنَا عَلَى قَدْرِ

فَلَمَّا الْتَقَيْنَا لَمْ تَكُنْ مَثْنَوِيَّةٌ ... لَنَا غَيْرَ طَعْنٍ بِالْمُثَقَّفَةِ السُّمْرِ

وَضَرْبٌ بِبَيْضٍ يَجْتَلِي الْهَامَ حَدُّهَا ... مُشَهَّرَةَ الأَلْوَانِ بَيِّنَةَ الأَثْرِ

وَنَحْنُ تَرَكْنَا عُتْبَةَ الْغَيِّ ثَاوِيًا ... وَشَيْبَةَ فِي قَتْلَى تُجَرْجَمُ فِي الْجَفْرِ

وَعَمْرٌو ثَوَى فِيمَنْ ثَوَى مِنْ حُمَاتِهِمْ ... فَشُقَّتْ جُيُوبُ النَّائِحَاتِ عَلَى عَمْرِو

جُيُوبُ نساء من لؤي بن غالب ... كرام تفر عن الذَّوَائِبَ مِنْ فِهْرِ

أُولَئِكَ قَوْمٌ قُتِّلُوا فِي صلابِهِمْ ... وَخَلَّوْا لِوَاءً غَيْرَ مُحْتَضَرِ النَّصْرِ

لِوَاءُ ضَلالٍ قَادَ إِبْلِيسُ أَهْلَهُ ... فَخَاسَ بِهِمْ إِنَّ الخبيث إلى غدر

وقال لهم إذا عَايَنَ الأَمْرَ وَاضِحًا ... بَرِئْتُ إِلَيْكُمْ مَا بِيَ الْيَوْمَ مِنْ صَبْرِ

فَإِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ وَإِنَّنِي ... أَخَافُ عِقَابَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو قَسْرِ

فَقَدَّمَهُمْ لِلْحَيْنِ حَتَّى تَوَرَّطُوا ... وَكَانَ بِمَا لَمْ يُخْبَرِ الْقَوْمُ ذَا خُبْرِ

فَكَانُوا غَدَاةَ الْبِئْرِ أَلْفًا وَجَمْعُنَا ... ثَلاثُ مِئِينٍ كَالْمُسَدَّمَةِ الزُّهْرِ

وَفِينَا جُنُودُ اللَّهِ حِينَ يَمُدُّنَا ... بِهِمْ فِي مَقَامٍ ثُمَّ مُسْتَوْضَحِ الذِّكْرِ

فَشَدَّ بِهِمْ جِبْرِيلُ تَحْتَ لِوَائِنَا ... لَدَى مَازِق فِيهِ مَنَايَاهُمْ تَجْرِي

فإذا الرجل فيدا وفودا مات وأفاده الله. والجفر البئر غير المطوية. والمسدمة من

فولهم: فَحْلٌ سَدِمٌ إِذَا كَانَ هَائِجًا. وَالْمَازِقُ مَوْضِعُ الحرب. ومن الناس من ينكرها لحمزة.

فَأَجَابَهُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ:

أَلا يَا لِقَوْمٍ لِلْصبَابَةِ وَالْهَجْرِ ... وَلِلْحُزْنِ مِنِّي وَالْحَزَازَةِ فِي الصدر

وللدمع من عيني جودا كَأَنَّهُ ... فَرِيدُ هَوًى مِنْ سِلْكِ نَاظِمِهِ يَجْرِي

عَلَى الْبَطَلِ الْحُلْوِ الشَّمَائِلِ إِذْ ثَوَى ... رَهِينَ مُقَامٍ لِلرّكِيَّةِ مِنْ بَدْرِ

فَلا تَبْعُدَنْ يَا عَمْرُو مِنْ ذِي قَرَابَةٍ ... وَمِنْ ذِي نَدَامٍ كَانَ مِنْ خُلُقٍ غمْرِ

فَإِنْ يَكُ قَوْمٌ صَادَفُوا مِنْكَ دَوْلَةً ... وَلا بُدَّ للأَيَّامِ مِنْ دُوَلِ الدَّهْرِ

فَقَدْ كُنْتَ فِي صرْفِ الزَّمَانِ الذي مضى ... تريهم هوانا منك ذا سبيل وُعْرِ

فِي أَبْيَاتٍ.

وَمِمَّا يُعْزَى لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَبْيَاتٍ:

ألم ترى أَنَّ اللَّهَ أَبْلَى رَسُولَهُ ... بَلاءَ عَزِيزٍ ذِي اقْتِدَارٍ وَذِي فَضْلِ

بِمَا أَنْزَلَ الْكُفَّار دَارَ مَذَلَّةٍ ... فَلَاقَوْا هَوَانًا مِنْ أَسَارٍ وَمِنْ قَتْلِ

فَأَجَابَهُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ:

عَجِبْتُ لأَقْوَامٍ تَعَنَّى سَفِيهُهُمْ ... بِأَمْرٍ سَفَاهٍ ذِي اعْتِرَاضٍ وَذِي بَطْلِ

تَغَنَّى بِقَتْلَى يَوْمِ بَدْرٍ تَتَابَعُوا ... كِرَامِ الْمَسَاعِي مِنْ غُلامٍ وَمِنْ كَهْلِ

مَصَالِيتُ بِيضٌ مِنْ ذُؤَابَةِ غَالِبٍ ... مَطَاعِينَُ فِي الْهَيْجَا مَطَاعِيمُ فِي الْمَحْلِ

أُصِيبُوا كِرَامًا لَمْ يَبِيعُوا عَشِيرَةً ... بِقَوْمٍ سِوَاهُمْ نَازِحِي الدَّارِ وَالأَهْلِ

كَمَا أَصْبَحَتْ غَسَّانُ فِيكُمْ بِطَانَةً ... لَكُمْ بَدَلا مِنَّا فِيَا لَكَ مِنْ فِعْلِ

عُقُوقًا وَإِثْمًا بَيِّنًا وَقَطِيعَةً ... يَرَى جَوْرَكُمْ فِيهَا ذُو الرَّأْيِ وَالْعَقْلِ

فَإِنْ يَكُ قَوْمٌ قَدْ مَضَوْا لِسَبِيلِهِمْ ... وَخَيْرُ الْمَنَايَا مَا يَكُونُ مِنَ الْقَتْلِ

فَلا تَفْرَحُوا أَنْ تَقْتُلُوهُمْ فَقَتْلُهُمْ ... لَكُمْ كَائِنٌ خَبْلا مُقِيمًا عَلَى خَبْلِ

فِي أَبْيَاتٍ ذَكَرَهَا.

وَقَالَ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِيُّ:

عَجِبْتُ لِفَخْرِ الأَوْسِ وَالْحَيْنُ دَائِرُ ... عَلَيْهِمْ غَدًا وَالدَّهْرُ فِيهِ بَصَائِرُ

وَفَخْرُ بَنِي النَّجَّارِ أَنْ كَانَ مَعْشَرٌ ... بِبَدْرٍ أُصِيبُوا كُلُّهُمْ ثُمَّ صَائِرُ

فَإِنْ تَكُ قَتْلَى غودرت من رجالنا ... ببدر فإنا بعدم سَنُغَادِرُ

وَتُرْدِي بِنَا الْجُرْدُ الْعَنَاجِيجُ وَسْطَكُمْ ... بَنِي الأَوْسِ حَتَّى يَشْفِيَ النَّفْسَ ثَائِرُ

وَوَسْطَ بَنِي النجار سوف يكرها ... لنا بالقيا والدار عين زوافر

فنترك صرعى تنصب الطَّيْرُ نَحْوَهُمْ ... وَلَيْسَ لَهُمْ إِلَّا الأَمَانِيَّ نَاصِرُ

وَتَبْكِيهِمْ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ نِسْوَةٌ ... لَهُنَّ بَهَالِيلٌ عَنِ النَّوْمِ سَاهِرُ

وَذَلِكَ أَنَّا لا تَزَالُ سُيُوفُنَا ... بِهِنَّ دَمٌ مِمَّا يُحَارِبْنَ مَائِرُ

فَإِن تَظْفَرُوا فِي يَوْمِ بَدْرٍ فَإِنَّمَا ... بأَحْمَد أَمْسَى جَدُّكُمْ وَهُوَ ظَاهِرُ

وَبِالنَّفَرِ الأَخْيَارِ هُمْ أَوْلِيَاؤُهُ ... يُحَامُونَ فِي اللأْوَاءِ وَالْمَوْتُ حَاضِرُ

يُعَدُّ أَبُو بَكْرٍ وَحَمْزَةُ فِيهِمْ ... وَيُدْعَى عَلِيٌّ وَسْطَ مَنْ أَنْتَ ذَاكِرُ

أُولَئِكَ لا مَنْ نَتَّجَتْ مِنْ دِيَارِهَا ... بَنُو الأَوْسِ وَالنَّجَّارِ حِينَ تَفَاخَرُوا

وَلَكِنْ أَبُوهُمْ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ ... إِذَا عُدَّتِ الأَنْسَابُ كَعْبٌ وَعَامِرُ

هُمُ الطَّاعِنُونَ الْخَيْلَ فِي كُلِّ مَعْرَكٍ ... غَدَاةَ الْهيَاجَ الأَطْيَبُونَ الأَكَابِرُ

الْعَنَاجِيجُ: جِيَادُ الْخَيْلِ، وَأَحَدُهَا عُنْجُوجٌ. وَمَائِرٌ: مُتَرَدِّدٌ.

وَمِمَّا قاله حسان بن ثابت الأنصاري:

بلوت فؤاك فِي الْمقَامِ خَرِيدَةٌ ... تَشْفِي الضَّجِيعَ بِبَارِدٍ بَسَّامِ

كَالْمِسْكِ تَخْلِطُهُ بِمَاءِ سَحَابَةٍ ... أَوْ عَاتِقٍ كَدَمِ الذَّبِيحِ مُدَامِ

أَمَّا النَّهَارُ فَلا أَفَتَّرُ ذِكْرَهَا ... وَاللَّيْلُ تُوزِعُنِي بِهَا أَحْلامِي

أَقْسَمْتُ أَنْسَاهَا وَأَتْرُكُ ذِكْرَهَا ... حَتَّى تُغَيَّبَ فِي الضَّرِيحِ عِظَامِي

بَلْ مَنْ لِعَاذِلَةٍ تَلُومُ سَفَاهَةً ... وَلَقَدْ عَصَيْتُ عَلَى الْهَوَى لُوَّامِي

إِنْ كُنْتِ كَاذِبَةَ الَّذِي حَدَّثْتِنِي ... فَنَجَوْتُ مَنْجَى الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ

تَرَكَ الأَحِبَّةَ أَنْ يُقَاتِلَ دُونَهُمْ ... وَنَجَا بِرَأْسِ طِمِرَّةٍ وَلِجَامِ

فِي أَبْيَاتٍ يُعَيِّرُ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ بِالْفِرَارِ، وكان الحرث يَقُولُ:

اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَرَكْتُ قِتَالَهُمْ ... حَتَّى رَمَوْا فَرَسِي بِأَشْقَرَ مُزْبَدِ

وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا ... أُقْتَلْ وَلا يَضْرُرْ عَدُوِّي مَشْهَدِي

فَصَدَدْتُ عَنْهُمْ وَالأَحِبَّةُ فِيهِم ... طَمَعًا لَهُمْ بِلِقَاءِ يوم مفسد

وَكَانَ الأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: هَذَا أَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي الاعْتِذَارِ عَنِ الْفِرَارِ وَكَانَ خَلْفٌ الأَحْمَرُ يَقُولُ: أَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي ذَلِكَ أَبْيَاتُ هُبَيْرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبٍ الْمَخْزُومِيُّ:

لَعَمْرُكَ مَا وَلَّيْتُ ظَهْرِي مُحَمَّدا ... وَأَصْحَابَهُ جُبْنًا وَلا خِيفَةَ القتل

ولكنني قلبت أمري فلم أحد ... لِسَيْفِي مَسَاغًا إِنْ ضَرَبْتُ وَلا نَبْلِي

وَقَفْتُ فَلَمَّا خِفْتُ ضَيْعَة مَوْقِفِي ... رَجَعْتُ لِعَوْدٍ كَالْهَزَبْرِ أبي الشبل

وَإِنْ تَقَارَبَا لَفْظًا وَمَعْنًى فَلَيْسَ بِبَعِيدٍ مِنْ أَنْ يَكُونَ الثَّانِي أَجْوَدَ مِنَ الأَوَّلِ، لأَنَّهُ أَكْثَرُ انْتِفَاءً مِنَ الْجُبْنِ وَمِنْ خَوْفِ الْقَتْلِ، وَإِنَّمَا عَلَّلَ فِرَارَهُ بِعَدَمِ إِفَادَةِ وُقُوفِهِ فَقَطْ، وَذَلِكَ فِي الأَوَّلِ جُزْءُ عِلَّةٍ، وَالْجُزْءُ الآخَرِ قَوْلُهُ: أقتل، وَقَوْلُهُ: رَمُوا فَرَسِي بِأَشْقَرَ مُزبدِ: يَعْنِي الدَّمَ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُقَيَّدًا بِكَوْنِ مَشْهَدِهِ لا يَضُرُّ عَدُوَّهُ، وَمَعَ ذَلِكَ فَالثَّانِي أَسْلَمُ مِنْ ذَلِكَ مَعْنًى وَأَصْرَحُ لَفْظًا.

وَمِمَّا قَالَهُ حَسَّانٌ:

لَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ يَوْمَ بدر ... غداة الأسر والقتل الشديد

بأناحين نستجر العوالي ... حماد الْحَرْبِ يَوْمَ أَبِي الْوَلِيدِ

قَتَلْنَا ابْنَيْ رَبِيعَةَ يوم ساروا ... إلينا في مضاعفة للحديد

وقربها حَكِيمٌ يَوْمَ جَالَتْ ... بَنُو النَّجَّارِ تَخْطِرُ كَالأُسُودِ

وَوَلَّتْ عِنْدَ ذَاكَ جُمُوعُ فِهْرٍ ... وَأَسْلَمَهَا الْحُوَيْرِثُ مِنْ بَعِيدِ

وَقَالَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ أُخْتُ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ:

يَا رَاكِبًا إِنَّ الأُثَيْلَ مَظِنَّةٌ ... مِنْ صُبْحِ خَامِسَةٍ وَأَنْتَ مُوَفَّقُ

أَبْلِغْ بِهَا مَيِّتًا بِأَنَّ تَحِيَّةً ... مَا إِنْ تَزَالُ بِهَا النَّجَائِبُ تَخْفِقُ

مِنِّي إِلَيْكَ وَعَبْرَةً مَسْفُوحَةً ... جَادَتْ بَوَاكِفِهَا وَأُخْرَى تَخْنُقُ

هَلْ يَسْمَعَنَّ النَّضْرُ إِنْ نَادَيْتُهُ ... أَمْ كَيْفَ يَسْمَعُ مَيِّتٌ لا ينطق

أمحمد يا خير ضنيء كَرِيمَةٍ ... فِي قَوْمِهَا وَالْفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ

مَا كَانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ وَرُبَّمَا ... مَنّ الْفَتَى وَهُوَ الْمَغِيظُ الْمُحْنِقُ

أَوْ كُنْتَ قَابِلَ فِدْيَةٍ فَلْنَنْفِقَنْ ... يَا عِزَّ مَا يَغْلُو بِهِ مَا يُنْفِقُ

فَالنَّضْرُ أَقْرَبُ مَنْ أَسَرْتَ قَرَابَةً ... وَأَحَقُّهُمْ إِنْ كَانَ عِتْقٌ يُعْتَقُ

ظَلَّتْ سُيُوفُ بَنِي أَبِيهِ تَنُوشُهُ ... لِلَّهِ أَرْحَامٌ هناك تشق

صَبْرًا يُقَادُ إِلَى الْمَنِيَّةِ مُثْغَبًا ... رَسْفَ الْمَقِيدِ وَهُوَ عَانٍ مُوَثَّقُ

فَيُقَالُ إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ بَلَغَنِي هَذَا الشِّعْرُ قَبْلَ قَتْلِهِ لَمَنَنْتُ عَلَيْهِ» .

وَكَانَ فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ بَدْرٍ فِي عَقِبِ رَمَضَانَ أَوَائِلَ شَوَّالٍ.

فَصْلٌ

قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ رَحِمَهُ اللَّهُ: فَلَمَّا أَوْقَعَ اللَّهُ بِالْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ وَاسْتَأْصَلَ وُجُوهَهُمْ قَالُوا: إِنَّ ثَأْرَنَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَلْنُرْسِلْ إِلَى مَلِكِهَا يَدْفَعُ إِلَيْنَا مَنْ عِنْدَهُ مِنْ أَتْبَاعِ مُحَمَّدٍ فَلْنَقْتُلُهُمْ بِمَنْ قُتِلَ مِنَّا بِبَدْرٍ. قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد، فثنا محمد بن بكر، فثنا أبو داود، فثنا ابن السرج، فثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مَخْرَجَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِيمَنْ كَانَ بِأَرْضِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْرَجُهُمَا بَعَثَ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى النَّجَاشِيِّ بِكِتَابٍ.

قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ عِنْدَ ذِكْرِ الْهِجْرَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ أَنْ تَوَجَّهَ عَمْرٌو بِكِتَابَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ يَدْعُوهُ فِي أَحَدِهِمَا إِلَى الإِسْلامِ، وَالثَّانِي فِي تَزْوِيجِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ أُمّ حَبِيبَةَ، وَقِيلَ: فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْهَا، وَقِيلَ: فِي سَنَةِ سِتٍّ، حَكَاهُ أَبُو عُمَرَ عَنِ الْوَاقِدِيِّ. وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ فَشَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ بِئْرُ مَعُونَةَ فَأَسَرَتْهُ بَنُو عَامِرٍ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: إِنَّهُ كَانَ عَلَى أُمِّي نَسَمَةٌ فَاذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ عَنْهَا، وَجَزَّ نَاصِيَتَهُ، وَبَعَثَه أَيْضًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ بِهَدِيَّةٍ إِلَى مَكَّةَ، وَسَيَأْتِي ذِكْرُ كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّجَاشِيِّ مَعَ عَمْرٍو عِنْدَ ذِكْرِ كتب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُلُوكِ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ إِنْ شَاءَ الله، وَهَذَا الْفَصْلُ ذَكَرَهُ أَبُو عُمَرَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ كِتَابِهِ فِي الْمَغَازِي وَفِيهِ نَظَرٌ.

سَرِيَّةُ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ

رُوِّينَا عَنِ ابْنِ سَعْد قَالَ: ثُمَّ سَرِيَّةُ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خَرَشَة الْخَطْمِيِّ إِلَى عَصْمَاءَ بِنْتِ مَرْوَانَ، مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

وَكَانَتْ عَصْمَاءُ عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حِصْنٍ الْخَطْمِيِّ، وَكَانَتْ تَعِيبُ الإِسْلامَ وَتُؤْذِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَرِّضُ عَلَيْهِ، وَتَقُولُ الشِّعْرَ، فَجَاءَهَا عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا بَيْتَهَا، وَحَوْلُهَا نَفَرٌ مِنْ وَلَدِهَا نِيَامٌ، مِنْهُمْ مَنْ تُرْضِعُهُ فِي صَدْرِهَا، فَجَسَّهَا بِيَدِهِ، وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ، وَنَحَّى الصَّبِيَّ عَنْهَا، وَوَضَعَ سَيْفَهُ عَلَى صَدْرِهَا حَتَّى أَنْفَذَهُ مِنْ ظَهْرِهَا، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم بالمدينة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «أَقَتَلْتَ ابْنَةَ مَرْوَانَ» ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَهَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: «لا يَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ» فَكَانَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ أَوَّلَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم [وسماه] [1] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَيْرًا البصير [2] .

قيل: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ خَطْمَةَ: عُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، وَكَانَ يُدْعَى: الْقَارِئَ، كَانَ إِمَامَ قومه وقارئهم.

__________

[ (1) ] وردت في الأصل: وسمي، وما أثبتناه من طبقات ابن سعد.

[ (2) ] انظر طبقات ابن سعد (2/ 28) .

سَرِيَّةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ

رُوِّينَا عَنِ ابْنِ سَعْد قَالَ: ثُمَّ سَرِيَّةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ [العمري] [1] إِلَى أَبِي عَفَكٍ الْيَهُودِيِّ، فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ عِشْرِينَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجِرِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَبُو عَفَكٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ شَيْخًا كَبِيرًا، قَدْ بَلَغَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ، وَكَانَ يَهُودِيًّا، وَكَانَ يُحَرِّضُ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ الشِّعْرَ، فَقَالَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَهُوَ أَحَدُ الْبَكَّائِينَ وَمِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا: عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ أَقْتُلَ أَبَا عَفَك أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ، فَأَمْهَلَ يَطْلُبُ لَهُ غرةً، حَتَّى كَانَتْ لَيْلَة صَائِفَة، فَنَامَ أَبُو عَفَكٍ بِالْفِنَاءِ [وعلم] [2] بِهِ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَأَقْبَلَ فَوَضَعَ السَّيْفَ عَلَى كَبِدِهِ، ثُمَّ اعْتَمَدَ عَلَيْهِ حَتَّى خَشَّ فِي الْفِرَاشِ، وَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ، فَثَابَ إِلَيْهِ ناس ممن [هم] [3] عَلَى قَوْلِهِ، فَأَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ وَقَبَرُوهُ، فَقَالَتْ أُمَامَةُ الْمُرَيْدِيَّةُ فِي ذَلِكَ:

تُكَذِّبُ دِينَ اللَّهِ وَالْمَرْءَ أحمدا ... لعمرو الَّذِي أَمْنَاكَ أَنْ بِئْسَ مَا يُمْنِي

حَبَاكَ حنيفا آخِرَ اللَّيْلِ طَعْنَةً ... أَبَا عَفَكٍ خُذْهَا عَلَى كِبَرِ السِّنِّ

الْبَيْتَانِ عَنِ ابْنِ سَعْد، وَكَانَ أَبُو عَفَك مِمَّنْ نجم نِفَاقه حِينَ قَتَلَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحرث بْنَ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ، وَشَهِدَ سَالِمٌ بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَقَالَ فِيهِ مُوسَى بن عقبة:

سالم بن عبد الله.

__________

[ (1) ] زيدت على الأصل من طبقات ابن سعد.

[ (2) ] وردت في الأصل: وسمع، وما أثبتناه من طبقات ابن سعد.

[ (3) ] وردت في الأصل: هو، وما أثبتناه من طبقات ابن سعد.

,

ذكر فوائد تتعلق بهذه الأخبار

حدث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ بَيْنَ أَهْلِ النَّقْلِ مِمَّا فِيهِ إِقَامَتُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَأَمَّا إِقَامَتُهُ بِمَكَّةَ فَمُخْتَلَفٌ فِي مِقْدَارِهَا. وَسَيَأْتِي ذَلِكَ فِي آخِرِ الْكِتَابِ عِنْدَ ذِكْرِ وَفَاتِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ.

وَأَمَّا سِنُّهُ عليه السلام حين نبيء، فَالْمَرْوِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَقَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ وَعَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ كَالْمَرْوِيِّ عَنْ أَنَسٍ وَهُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَ أَهْلِ السِّيَرِ وَغَيْرِهِمْ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ السُّهَيْلِيُّ: وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ نُبِّئَ لأَرْبَعِينَ وَشَهْرَيْنِ، وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، فَاجْتَمَعَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَحْرُسُونَهُ، حَتَّى إِذَا صَلَّى، وَالْمُرَادُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ يَنْتَظِرُونَ فَرَاغَهُ مِنَ الصَّلاةِ، وَأَمَّا حَرْسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَدْ كَانَ انْقَطَعَ مُنْذُ نَزَلَتْ: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [1] وَذَلِكَ قَبْلَ تَبُوكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَحَدِيثُ جَابِرِ بن سمرة: «لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ» ، هَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ بِغَيْرِ زِيَادَةٍ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ ذَلِكَ الْحَجَرَ هُوَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ. يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا التَّسْلِيمُ حَقِيقَةً وَأَنْ يَكُونَ اللَّهُ أَنْطَقَهُ بِذَلِكَ كَمَا خَلَقَ الْحَنِينَ فِي الْجِذْعِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مُضَافًا إِلَى مَلائِكَةٍ يَسْكُنُونَ هناك من باب: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ [2] فَيَكُونُ مِنْ مَجَازِ الْحَذْفِ وَهُوَ عَلَمٌ ظَاهِرٌ مِنْ أَعْلامِ النُّبُوَّةِ عَلَى كِلَا التَّقْدِيرَيْنِ.

وَفِي حَدِيثِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ فِي خَبَرِ نُزُولِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَجَاءَنِي وَأَنَا نَائِمٌ»

فَهَذِهِ حَالَةٌ. وَحَدِيثُ عَائِشَةَ وَغَيْرِهَا أَنَّهُ كَانَ فِي اليقظة فهذه

__________

[ (1) ] سورة المائدة: الآية 67.

[ (2) ] سورة يوسف: الآية 82.

حالة ثانية ولا نعارض لِجَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا بِوُقُوعِهِمَا مَعًا، وَيَكُونُ الإِتْيَانُ فِي النَّوْمِ تَوْطِئَةً لِلإِتْيَانِ فِي الْيَقَظَةِ، وَقَدْ قَالَتْ عَائِشَةُ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ.

وَعَنِ الشَّعْبِيِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وُكِّلَ بِهِ إِسْرَافِيلُ، فَكَانَ يَتَرَاءَى لَهُ ثَلاثَ سِنِينَ، وَيَأْتِيهِ بِالْكَلِمَةِ مِنَ الْوَحْيِ، ثُمَّ وُكِّلَ به جبرئيل، فَجَاءَهُ بِالْقُرْآنِ وَالْوَحْيِ، فَهَذِهِ حَالَةٌ ثَالِثَةٌ لِمَجِيءِ الْوَحْيِ، وَرَابِعَةٌ وَهِيَ أَنْ يَنْفِثَ فِي رَوْعِهِ الْكَلامَ نَفْثًا كَمَا

قَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: «إِنَّ روح المقدس نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَرِزْقَهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ» [1] .

وَخَامِسَةٌ وَهِيَ: أَنْ يَأْتِيَهُ الْوَحْيُ فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: إِنَّ ذَلِكَ يَسْتَجْمِعُ قَلْبَهُ عِنْدَ تِلْكَ الصَّلْصَلَةِ فَيَكُونُ أَوْعَى لِمَا يَسْمَعُ. وَسَادِسَةٌ وَهِيَ: أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ إِمَّا فِي الْيَقَظَةِ كَمَا فِي لَيْلَةِ الإِسْرَاءِ وَإِمَّا فِي النَّوْمِ كَمَا

فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ: أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ

فَقَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْملَأُ الأَعْلَى، وَكَانَ الْمَلَكُ يَأْتِيهِ عَلَيْهِ السَّلامُ تارة في صورته له ستمائة جَنَاحٍ كَمَا رُوِيَ، وَتَارَةً فِي صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، فَهَذِهِ حَالاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ ذَكَرَ مَعْنَاهُ السُّهَيْلِيُّ.

وقوله: فغطني، ويروي فسأبني، ويروى سأتثني، ويروى فزعتني، وَكُلُّهَا وَاحِدٌ، وَهُوَ الْخَنْقُ وَالْغَمُّ. وَالنَّامُوسُ: صَاحِبُ سِرِّ الْمَلَكِ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: النَّامُوسُ صَاحِبُ سِرِّ الْخَيْرِ، وَالْجَاسُوسُ صَاحِبُ سِرِّ الشَّرِّ. وَمُؤَزَّرًا مِنَ الأَزْرِ وَهُوَ الْقُوَّةُ وَالْعَوْنُ.

وَالْيَأْفُوخُ مَهْمُوزٌ، وَلا يُقَالُ فِي رَأْسِ الطِّفْلِ يَأْفُوخٌ حَتَّى يَشْتَدَّ وَإِنَّمَا يُقَالُ لَهُ: الْغَاذِيَةُ.

وَفَتْرَةُ الْوَحْيِ لَمْ يذكر لها ابن إسحق مُدَّةً مُعَيَّنَةً، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ السُّهَيْلِيُّ، وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الأَحَادِيثِ الْمُسْنَدَةِ أَنَّهَا كَانَتْ سنتين ونصف سنة والله أعلم.

__________

[ (1) ] انظر كنز العمال (4/ 9290، 9312) .



كلمات دليلية: