withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


فضائل أخرى له صلى الله عليه وسلم

فضائل أخرى له صلى الله عليه وسلم


الباب الثالث في خصائصه صلى الله عليه وسلم

وهى نوعان حسبما تقدم)

[,

النوع الأول فيما اختص به صلى الله عليه وسلم هو وأمته من الفضائل وأنواع الكرامات

]

النوع الاول فيما اختص به صلى الله عليه وسلم هو وأمته من الفضائل وأنواع الكرامات وهذا الباب واسع يستدعى الكلام فيه الى مجلدات ومحله التتبع والنقل ونحن نذكر طرفا صالحا من عيونه ان شاء الله تعالى

[فمن ذلك شفاعته العظمى في اراحة الناس من موقف القيامة]

,

فمن ذلك شفاعته العظمى في اراحة الناس من موقف القيامة

حين يموج الناس بعضهم في بعض ويذهب عرقهم في الارض سبعين ذراعا ويلجم بعضهم الجاما فتفزع اليه الأولون والآخرون بعد فزعهم الى الانبياء قبله واعتذار كل واحد منهم وقوله نفسى نفسى اذهبوا الى غيري حتى يقول آخرهم عيسى صلوات الله عليه لست لها ولكن عليكم بمحمد عبد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتون محمدا فيقول أنا لها ويخر ساجدا شافعا فيقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فيوضع الصراط ويحاسب الناس ويراحون وهذا هو المقام المحمود الذي وعده يحمده فيه الأولون والآخرون. روينا في صحيح البخاري عن آدم بن على قال سمعت ابن عمر يقول ان الناس يصيرون يوم القيامه حتى كل أمة تتبع نبيها فيقولون يا فلان اشفع لنا يا فلان اشفع لنا حتى تنتهى الشفاعة الى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود واليه الاشارة بقوله صلى الله عليه وسلم أنا سيد الناس يوم القيامة وتدرون لم ذاك يجمع الله الأولين والآخرين وذكر حديث الشفاعة ودل متفرقات الاحاديث على ان له صلى الله عليه وسلم سوى هذه الشفاعة شفاعات أربعا احداهن في تعجيل من لا حساب عليه من أمته الى الجنة وهم سبعون ألفا مع كل ألف (الباب الثالث في خصائصه) (يموج الناس) أى يختلط بعضهم ببعض (ويلجم) بالجيم أى يصير موضع اللجام (عبد) بالجر بدل من محمد (جثا) بضم الجيم وفتح المثلثة المخففة جمع جثوة وهي الشيء المجموع قاله ابن الاثير وروى بتشديد المثلثة جمع جاث وهو الجالس على ركبتيه (أنا سيد الناس يوم القيامة) انما خص يوم القيامة مع كونه سيدهم في الدنيا والآخرة لان سودده يظهر يومئذ لكل أحد فلا يبقى منازع ولا مشارك ولا معاند بخلاف الدنيا فقد وجد ذلك فيها وهذا على حد قوله تعالى مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ وقوله لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ مع أن الملك له جل وعلا قديما وأخيرا لكن كان في الدنيا من يدعي الملك ويضاف اليه مجازا فانقطع كل ذلك في الآخرة (شفاعات اربعا) بل أكثر سنذكره اختص ببعضها وشورك في الباقي (احداهن في تعجيل من لا حساب عليه من أمته) كما في صحيح مسلم من حديث أبى هريرة فارفع رأسى فاقول أمتي يا رب أمتى يا رب فيقال يا محمد ادخل من أمتك

سبعون ألفا. الثانية فيمن وجب عليه العذاب ودخل النار منهم. الثالثة فيمن قال لا إله الا الله الرابعة في رفع درجات ناس في الجنة. وورد في حديث لا أزال أشفع حتى يقول خازن النار يا محمد ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة*

[ومنها أنّه صلى الله عليه وسلّم أول الناس خروجا حين البعث]

ومن خصائصه يوم القيامة ما رواه الترمذي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول الناس خروجا اذا بعثوا وأنا قائدهم اذا وفدوا وأنا خطيبهم اذا أنصتوا وأنا شفيعهم اذا حبسوا وأنا مبشرهم اذا أبلسوا لواء الكرم بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر ويطوف علىّ ألف خادم كأنهم لؤلؤ مكنون وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واكسى حلة من حلل الجنة ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق يقوم في ذلك المقام غيري وعن أبى سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه الا تحت لوائى وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح لى فأدخلها فيدخلها معي فقراء المهاجرين ولا فخر وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر. وفي حديث آخر ما ترضون أن يكون ابراهيم من لا حساب عليهم من الباب الايمن من أبواب الجنة وهذه من خصائصه كالتى في فصل القضاء (الثانية فيمن وجب عليه العذاب ودخل النار منهم) وحديثها مروي في الصحيحين وغيرهما من وجوه متعددة بطرق كثيرة وهذه ليست من خصائصه نعم قال عياض ان شفاعته لاخراج من في قلبه مثقال حبة من ايمان مختصة به (الثالثة فيمن قال لا اله الا الله) لا يحسن عد هذه شفاعة مستقلة بل هي من جملة الاولى (الرابعة في رفع درجات ناس في الجنة) قال مجد الدين الشيرازى وما لذلك عندنا من دليل صريح غير انه يستأنس له بحديث أنس عن مسلم يرفعه أنا أول شفيع في الجنة انتهي وبقي من الشفاعات شفاعته في ناس استحقوا دخول النار فلا يدخلوها أخرج حديثها أحمد من حديث أنس وأخرجه البيهقي من حديث ابن عباس وشفاعته في تخفيف العذاب عمن استحق الخلود في النار كابي طالب ونسبه انها من خصائصه وشفاعته في فتح باب الجنة أخرج حديثها أحمد ومسلم من حديث أنس وهي من الخصائص وشفاعته لمن مات بالمدينة وشفاعته لمن صبر على لأوائها وجهدها وكل هذه مروية في الاحاديث الصحيحة وشفاعته لمن أجاب المؤذن ثم صلى عليه وسأل له الوسيلة وشفاعته في أطفال المشركين حتى يدخلوا الجنة ذكرها القاضي عن بعضهم وشفاعته لجماعة من صلحاء المؤمنين فيتجاوز عنهم في تقصيرهم في الطاعات ذكرها القزويني في العروة الوثقي وشفاعته في زائريه رواها ابن حبان عن أنس (اذا حبسوا) مبنى للمفعول (اذا أبلسوا) بالموحدة أي يئسوا كما في بعض نسخ الترمذى (بيدى) بكسر المهملة وتخفيف التحتية على الافراد روي أحمد والترمذي (عن أبى سعيد)

وعيسى فيكم يوم القيامة ثم قال أنهما في أمتي يوم القيامة أما ابراهيم فيقول أنت دعوتي وذريتي فاجعلنى في أمتك وأما عيسى فالانبياء اخوة بنو علات أمهاتهم شتى وان عيسى أخى ليس بيني وبينه نبى وأنا أولى الناس به.

[ومنها اختصاصه صلى الله عليه وسلّم بالوسيلة والحوض والكوثر]

ومن خصائصه في الجنة اختصاصه بالوسيلة وهى أعلا درجة في الجنة قال صلى الله عليه وسلم من سأل الله لى الوسيلة حلت عليه الشفاعة. ومن ذلك اختصاصه بالحوض والكوثر وهو نهر يسيل في حوضه حافتاه قباب اللؤلؤ ومجراه على الدر والياقوت سعد بن مالك بن سنان كما مر (بنو علات) بفتح المهملة وتشديد اللام جمع علة وهي الضرة سميت بذلك لان الرجل يتزوجها على ولاء كانت قبلها فكانه عل منها والعلل الشرب الثاني فبنو العلات أولاد الرجل من نسوة ومعنى هذه ان الانبياء كلهم متفقون على أصول الشريعة متباينون في فروعها بخلاف عيسى فانه موافق شريعته صلى الله عليه وسلم أصولا وفروعا لانه سيقضي بها بعد نزوله (فائدة) الاخوة اذا كانوا من نساء شتي فهم بنو العلات وان كانوا من أب أو أم فهم بنو اعيان وان كانوا من أم واحدة وآباؤهم شتى فهم بنو أخياف بالمعجمة والتحتية والفاء (وأنا أولي الناس به) وذلك لما ذكر من عدم الواسطة بينهما ولانه من اتباعه كما مر ولما أخرجه الترمذى عن عبد الله بن سلام قال مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى بن مريم يدفن معه قال أبو داود المدنى قد بقي في البيت موضع قبر (قال صلى الله عليه وسلم) في حديث آخر أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذى (من سأل الله لى الوسيلة) هذا طرف من حديث أوله اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علىّ فانه من صلى علىّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لى الوسيلة فانها منزلة في الجنة لا تنبغى الا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو (حلت عليه الشفاعة) أى وجبت له (بالحوض) هو الذى يشرب منه المؤمنون عند خروجهم من القبور (والكوثر) يشربون منه بعد دخولهم الجنة كما ذكره القرطبي وغيره وما ذكره من الاختصاص غير صحيح فقد أخرج الترمذي عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل نبي حوضا ترده أمته وانهم يتباهون ايهم أكثر وارده قال الترمذي حسن غريب وقال البكرى لكل نبي حوض الا صالحا فان حوضه ذرع ناقته واعلم ان أحاديث الحوض صحيحة والايمان به فرض وهو عند أهل السنة على ظاهره وحديثه متواتر بالنقل رواه خلائق من الصحابة رضي الله عنهم منهم أبو بكر الصديق وعمر وابن عمر وأبو سعيد وسهل بن سعد وجندب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة وام سلمة وعقبة بن عامر وثوبان وأنس وجابر بن سمرة وزيد بن أرقم وأبو امامة وعبد الله بن زيد وأبو ندرة وسويد بن جبلة وعبد الله الصنابجي والبراء بن عازب وأسماء بنت أبى بكر وخولة بنت قيس وأبو هريرة وعائذ بن عمرو وأبو ذر وغيرهم وخرجه من الحفاظ أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم وغيرهم بروايات متعددة وصفات متنوعة (حافتاه) بالمهملة والفاء والفوقية أي جانباه (قباب) بالقاف والموحدة جمع قبة (ومجراه على الدر والياقوت)

وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج ومن خصائصه ما روي أبو ذر وابن عمر وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبو هريرة انه قال أعطيت خمسا وفي بعضها ستا لم يعطهن نبي قبلى نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لى الأرض مسجدا وطهورا فايما رجل من أمتى وتربته أطيب ريحا من المسك كما رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر (وأبيض) أى أشد بياضا كما جاء في كثير من الروايات وهذا الحديث يدل على صحة التعجب بافعل فيما زاد ماضيه على ثلاثة أحرف وكان لغة قليلة وهو خلاف ما يقوله النحويون انه انما يتعجب من مصدره ويبنى له فعل ثلاثي فلا يجوز عندهم ما أبيض زيدا مثلا بل ما أشد بياضه (من الثلج) وفي رواية من الورق أى الفضة وفي أخري من اللبن وكل ذلك على جهة التمثيل لشدة بياضه فذكر صلى الله عليه وسلم مرة الثلج ومرة الورق ومرة اللبن فروي كل ما سمعه ومن تتمة حديث الحوض ان كيزانه وفي رواية أكوزه وفي أخري آنيته كنجوم السماء من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا زاد الترمذي والحاكم عن ثوبان أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات ولا يفتح لهم السدد وان عرضه كما بين صنعاء والمدينة وفي رواية مسيرة شهر وفي أخرى من عدن الى عمان البلقاء وفي أخرى كما بين ايلة والجحفة وفي أخرى بين ناحيتيه كما بين جرنا وأذرح وفي اخرى ما بين الكعبة الى بيت المقدس قال عياض وغيره وهذا الاختلاف في قدر عرض الحوض ليس موجبا للاضطراب فانه لم يأت في حديث واحد بل في أحاديث مختلفة الروايات عن جماعات من الصحابة سمعوها في مواطن مختلفة ضربها النبي صلى الله عليه وسلم في كل منها مثلا لبعد أقطار الحوض وسعته وقرب ذلك من الافهام لبعد ما بين البلاد المذكورة لا على التقدير بل للاعلام بعظم بعد المسافة فيهن تجتمع الروايات انتهي قال النووي وليس في القليل من هذه المسافاة منع الكثير فالكثير ثابت على ظاهر الحديث ولا معارضة (فائدة) خرج صاحب الغيلانيات من حديث حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان على حوضي أربعة أركان فاول ركن منها في يد أبي بكر والركن الثاني في يد عمر والركن الثالث في يد عثمان والركن الرابع في يد على فمن أحب أبا بكر وأبغض عمر لم يسقه أبو بكر ومن أحب عمر وأبغض أبا بكر لم يسقه عمر ومن أحب عثمان وأبغض عليا لم يسقه عثمان ومن أحب عليا وأبغض عثمان لم يسقه على (أعطيت خمسا) هذه رواية في الصحيحين وسنن النسائى (وفي بعضها ستا) في رواية لمسلم عن أبى هريرة (نصرت بالرعب) زاد أحمد من حديث أبي امامة يقذف في قلوب أعدائي (مسيرة شهر) بالنصب وللطبراني عن أبن عباس نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعب على عدوه مسيره شهرين وأراد شهرا أمامه وشهرا خلفه كما أخرجه الطبراني عن السائب بن بريد مرفوعا والمراد مسيرة شهر من أول بلاد الكفر المتصلة ببلاد الاسلام على الصحيح (وجعلت لي الارض) زاد أحمد عن أبي امامة ولأمتي (مسجدا) أى موضع سجود أى صلاة زاد ابن عمر وفي رواية وكان من قبلى انما يصلون في كنائسهم (وطهورا) ولمسلم من حديث حذيفة وجعلت تربتها لنا طهورا اذا لم يجد الماء ونحوه لاحمد عن على واستدل به أصحابنا على تعين التراب للتيمم (فانما) ما زائدة وما مبتدا (رجل) بالجر باضافة

أدركته الصلاة فليصل وأحلت لى الغنائم ولم تحل لنبي من قبلي وبعثت الى الناس كافة وأعطيت الشفاعة وفي رواية وقيل لى سل تعطه وفي أخرى وعرض علىّ أمتى فلم يخف على التابع من المتبوع وفي حديث نصرت بالرعب وأوتيت جوامع الكلم وبينا أنا نائم أذجئ بمفاتيح خزائن الارض فوضعت في يدي وفي رواية وختم بي النبيون. وفي حديث عن أبى وهب انه قال قال تعالى سل يا محمد فقلت ما أسأل يا رب اتخذت ابراهيم خليلا وكلمت موسي تكليما واصطفيت نوحا وأعطيت سليمان ملكا لا ينبغى لأحد من بعده فقال الله تعالى ما أعطيتك خير من ذلك أعطيتك الكوثر وجعلت اسمك مع اسمي ينادى به في جوف السماء وجعلت الأرض طهورا لك ولامتك وغفرت لك ما تقدم من ذنبك وما تاخر فأنت تمشي في الناس مغفورا لك ولم أصنع ذلك لأحد قبلك وجعلت قلوب أمتك مصاحفها وخبأت لك شفاعتك ولم أخبأها لنبى غيرك. وفي حديث أعطاني ربى ان لا تجوع أمتى ولا تغلب وأعطانى النصر والعزة والرعب يسعى بين يدى أمتى شهرا وأحل لنا كثيرا أي اليه (أدركته الصلاة فليصل) أى لان عنده طهوره ومسجده كما لاحمد عن أبي امامة ونحوه وللبيهقي عنه (وأحلت لي الغنائم) وللكشميهني في البخاري المغانم وأراد المأخوذ من مال الكفار فيأ كان أو غنيمة (ولم يحل) بالبناء للمفعول وللفاعل والاول أحسن من أجل أحلت (لنبى) في رواية لاحد (قبلى) أي لان أكثرهم لم يؤذن له في الجهاد ومن أذن لهم فيه كانوا اذا غنموا شيئا لم يحل لهم أكله فتجئ نار بيضاء من السماء فتحرقه وبعثت الى الناس كافة في رواية عامة ولمسلم الي كل أحمر وأسود وكان غيره من الانبياء يبعث الى قومه خاصة واستشكل ذلك بنوح حيث دعا على جميع أهل الارض فاهلكوا بالغرق الا أهل السفينة ولو لم يكن مبعوثا اليهم لما أهلكوا وأجيب عن هذه الجوابات أحسنها ما قاله الحافظ ابن حجر أنه لم يكن في الارض عند ارسال نوح الا قومه فبعثه خاصة لكونها الى قومه فقط لعدم وجود غيرهم لكن لو اتفق وجود غيرهم لم يكن مبعوثا اليهم قال في التوشيح وترشحه أمران أحدهما قرب مدته من آدم فكان النسب بينه وبين الموجودين شيأ قريبا غير بعيد وهو المراد بالقوم والثانى طول مدته فان الف سنة الا خمسين عاما يتيسر فيها من عشيرة الانسان ما يملأ الارض (في يدى) بالافراد والتثنية (أعطيتك الكوثر) يعنى الثانى الذي في الجنة فهو من خصائصه وانما شاركه الانبياء في الاول (وجعلت قلوب أمتك مصاحفها) أي يقرؤن القرآن عن ظهر غيب وهو معني حديث آخر اناجيلهم في صدورهم وكان من سبق لا يقرأ الكتاب المنزل الا الفذ منهم قال أهل التفسير لم يقرأ التوراة الا أربعة موسى ويوشع وعزير وعيسي (غيرك) بالجر والنصب (أن لا تجوع أمتى) أى لا يعمهم الجوع حتى يجتاحهم بل اذا أجذبت جهة أخضبت أخري (ولا تغلب) أي لا يسلط عليهم الكفار حتى يغلبوهم ويقهروهم (وأحل لنا) مبنى للفاعل وكذا

مما شدد على من قبلنا ولم يجعل علينا في الدين من حرج. ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم ان جعل الله أمته خير الامم ونسخ بشريعته جميع الشرائع فلا يسع أحد بعدها التمسك بغيرها وجعل الله معجزته القرآن وحفظه من التحريف والتبديل وجعله معجزة باقية تبقى ببقاء الدنيا وسائر معجزات الأنبياء ذهبت للحين ولم يشاهدها الا الخاص لها ومعجزة القرآن يقف عليها قرن بعد قرن عيانا لا خبرا الى يوم القيامة وعصم الله أمته من الاجتماع على الضلال وجعلت صفوفهم كصفوف الملائكة. ومن خصائصه انه كان لا ينام قلبه اذا نامت عيناه ولا ينتقض وضوءه بالنوم ويرى من وراء ظهره كما ترى من أمامه وتطوعه بالصلاة قاعدا كتطوعه قائما في الثواب ويتعين على المصلى اجابته ولا تبطل الصلاة بخطابه مما شدد (من حرج) أي ضيق (جعل الله أمته خير الامم) قال تعالى كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ (التمسك) بالرفع (وعظم) أى حفظ (الله أمته من الاجتماع على الضلال) فمن ثم كان الاجماع عندنا حجة قال صلى الله عليه وسلم ان أمتى لن تجتمع على ضلالة فاذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الاعظم أخرجه الترمذي وابن ماجه عن أنس وفي سنده ضعف لكن أخرج الحاكم له شواهد منها في الصحيحين لا يزال من أمتى أمة قائمة بامر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك (ومن خصائصه) كغيره من الانبياء (انه لا ينام قلبه اذا نامت عيناه) في الصحيحين وغيرهما عن عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي زاد البخاري في خبر الاسراء عن أنس وكذلك الانبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم وفي هذا اشكال وجوابه مر في حديث نومه صلى الله عليه وسلم بالوادي ومن فروع هذا أنه (لا ينتقض وضوءه) ولا غيره من الانبياء (بالنوم) لان النوم ليس ناقضا لذاته بل لانه مظنة للنقض بخروج شيء عند ذهاب الحس وهذا مفقود فيمن قلبه يقظان وقد نام صلى الله عليه وسلم حتى نفخ ثم قام فصلي ولم يتوضأ أخرجه الشيخان عن عائشة وينتقض وضوءهم بالاغماء كغيرهم (ويرى من وراء ظهره) ادراكا حقيقة فيه خلاف سبق والاحاديث الواردة في الصحيحين وغيرهما مقيدة بحالة الصلاة فهى مقيدة لقوله لا أعلم ما وراء جدارى هذا هكذا قاله الشهاب ابن حجر قال زكريا وفيه نظر إذ ليس فيها أنه كان يري من وراء الجدار وقياس الجدار على جسده صلى الله عليه وسلم فاسد كما لا يخفي (وتطوعه بالصلاة قاعدا كتطوعه قائما في الثواب) بخلاف غيره فان صلاته قاعدا على النصف من صلاة القائم وصلاته مضطجعا على النصف من صلاة القاعد ودليل ذلك ما أخرجه مسلم وأبو داود والنسائى من حديث ابن عمر وصلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة ولكني كنت كاحد منكم وانما كان تطوعه كذلك لانه صلى الله عليه وسلم مشرع ولان الباعث على القعود بالنسبة لغيره هو الكسل والتثاقل عن الصلاة وذلك مفقود فيه (ويتعين) أى يجب (على المصلي) ولو فرضا (اجابته) لما روي البخاري وأبو داود والنسائي عن أبي سعيد بن المعلى بضم الميم وفتح المهملة واللام قال كنت أصلى في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجبته ثم أتيته فقلت يا رسول الله انى كنت أصلي فقال ألم يقل الله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ وروي الترمذي عن أبي هريرة مثل هذه القصة لابي بن كعب (ولا تبطل الصلاة) باجابته بالقول وكذا بالفعل ولو كثيرا كما

وكان يتبرك ويستشفي ببوله ودمه ويقرر ذلك ولا ينكره وبهذا استدل على طهارتهما منه ويكفر شانئه ومؤذيه ويقتل ولا يستتاب بخلاف غيره والله أعلم.

[النوع الثانى فيما اختص به من دون غيره من أمته من الواجبات والمباحات والمحرمات]

,

النوع الثانى فيما اختص به من دون غيره من أمته من الواجبات والمباحات والمحرمات

وجرى عادة كثير من أصحابنا بذكرها في أول كتاب النكاح لأن أكثر الخصائص فيه وأول سابق الى ذلك المزنى ذكر في كتابه المختصر ومنع أبو على بن جبران الكلام في الخصائص قال لأنه أمر تقضى فلا معنى للكلام فيه وخالفه سائر الأصحاب واستحسنوا الكلام فيه لما فيه من زيادة العلم قال النووي الصواب الجزم بجواز ذلك بل باستحبابه ولو قيل بوجوبه لم يكن بعيد الا انه ربما رأى جاهل بعض الخصائص ثابتة في الحديث فعمل بها أخذا بأصل التأسى فوجب بيانها لتعرف فلا يعمل بها قال وأي فائدة أهم أكثر من هذه رجحه الاسنوي وغيره وطرد بعضهم ذلك في عيسى أيضا يوم نزوله ولا تبطل الصلاة بقول المصلي في التشهد السلام عليك أيها النبي وكذا لو خاطبه في غير التشهد (وكان يتبرك ويستشفي ببوله ودمه) وسائر فضلاته أخرج الدارقطني بسند فيه ضعف أن أم أيمن شربت بوله فقال اذا لا تلج النار بطنك وروى ابن حبان في الضعفاء أن غلاما حجم النبي صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من حجامته شرب منه فقال ويحك ما صنعت بالدم قال عممته في بطنى قال اذهب فقد أحرزت نفسك من النار وهذا الغلام هو أبو طيبة واسمه نافع بن دينار قال الشمني وعاش ماية وأربعين سنة (فائدة) ممن شرب دمه صلى الله عليه وسلم مالك بن سنان وذلك يوم أحد وعبد الله بن الزبير كما رواه الحاكم والبيهقى والطبراني والدارقطني وسالم ابن الحجاج وسفينة مولي رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البيهقي وعلى بن أبي طالب ذكره الرافعي في فتح القدير (ويكفر شانئه) بضم أوله وفتح الكاف والفاء المشددة أي يحكم بكفره وبفتح أوله وسكون الكاف وضم الفاء بالبناء للفاعل وشانئه مهموز كما جاء في القرآن ويكفر (مؤذيه) بشتم أو قذف أو غيرهما وكذا غيره من الانبياء وذلك اجماع كما يؤخذ من كلام عياض وغيره وقد روى الدارقطني والطبرانى عن على من سب نبيا فاقتلوه ومن سب أصحابي فاضربوه وهذا الحديث وان كان في اسناده ضعف فقد اعتضد بالاجماع (ويقتل) حدا (ولا يستتاب) بل لو تاب لم يسقط قتله كذا قاله أبو بكر الفارسي من أصحابنا في كتاب الاجماع وادعى فيه الاجماع ووافقه القفال لكن رجح الغزالي في الوجيز ما نقله عن أبي اسحاق المروزي أنه كسائر المرتدين يستتاب فان تاب لم يقتل وهذا هو الاصح (ومنع أبو على) الحسين بن صالح بن (جيران) بفتح المعجمة وسكون التحتية هو البغدادي قال الشمني طلبه الوزير ابن الفرات للقضاء من الخليفة فامتنع فوكل عليه بوابه وحتم عليه سبعة عشر يوما حتى احتاج الى الماء فلم يقدر عليه الا بمناولة بعض الجيران فبلغ الخبر الوزير فافرج عنه وتوفي سنة عشرين وثلاثمائة (قال النووى) في الروضة (باصل التأسي) أى الاقتداء

فأول ذلك ما اختص به صلى الله عليه وسلم من الواجبات والحكمة فيه زيادة الزلفي والدرجات قال صلى الله عليه وسلم حاكيا عن ربه لن يتقرب الىّ عبدي بمثل اداء ما افترضت عليه وفي حديث ان ثواب الفرض يزيد على النفل بسبعين درجة فمن ذلك ركعتا الضحى والاضحية والوتر والسواك والمشاورة والتهجد وهو ان يصلي بالليل وان قل والارجح انه غير الوتر وانه نسخ عنه صلى الله عليه وسلم كما نسخ عن غيره ومنه مصابرة العدو وان كثر عددهم لانه معصوم ومنه قضاء دين الميت المعسر وفي وجه كان يجب عليه اذا رأى شيأ يعجبه ان يقول لبيك ان العيش عيش الآخرة أما النكاح فقد أوجب الله عليه تخيير نسائه كما حكته الآية الكريمة والمعنى فيه انه صلى الله عليه وسلم آثر الفقر وصبر عليه فامر بتخييرهن لئلا يكن مكرهات على ما صبر عليه ولما اخترنه كافأهن الله على حسن صنعهن فحرم عليه التزوج عليهن والتبدل بهن فقال تعالى لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ثم نسخ ذلك لتكون المنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى يا أَيُّهَا

(زيادة الزلفي) أي القربى (ركعتا الضحى والاضحية والوتر والسواك) وسنة الصبح لحديث أحمد والحاكم عن ابن عباس ثلاث هن على فريضة وهن لكم تطوع الوتر وركعتا الضحى والفجر ولاحمد والبيهقى الفجر والوتر وركعتى الضحي وللبيهقي عن عائشة الوتر والسواك وقيام الليل وهذه الاحاديث صعفها الحفاظ فمن ثم قال البلقيني وابن العراقى والزركشى وغيرهم إن في إيجاب ما ذكر عليه صلى الله عليه وسلم نظرا ورد بان الحديث يعتضد بما يصيره حسنا وخرج من ذلك قيام الليل بدليل ونفي غيره والواجب من ذلك أقل ما جرى فيه ففي الضحي ركعتان وفي الوتر ركعة والواجب في السواك ما يستحب لنا أو عند كل صلاة أو عند نزول الوحي احتمالات أوجهها الثاني (والمشاورة) لذوى الرأى في أمر الحرب وغيره من أمور الدنيا والدين قال تعالى وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ وحكمته تطييب قلوبهم والتنبيه لهم على طرق الاجتهاد وليتأسى به الحكام ونحوهم والا فقد كان غنيا بالوحي بل وبالاجتهاد الذي لا يخطيء (والتهجد) على ما قاله الرافعي (والارجح) كما قاله النووى (أنه غير الوتر) الواجب عليه ولا يكفي عنه الوتر بخلاف غيره (وأنه نسخ عنه صلى الله عليه وسلم) وان قال الجمهور بوجوبه ففي كلام عائشة حيث قالت صار قيام الليل تطوعا بعد فريضة ما نزل عليه قاله النووى (ومنه قضاء دين الميت) من المسلمين (المعسر) لحديث الصحيحين وغيرهما أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن مات وعليه دين ولم يترك وفاء فعلينا قضاؤه ووجه الخصوصية ان كان القضاء من ماله ظاهر كما هو مقتضى كلامهم وان كان من مال المصالح على ما في شرح مسلم أى ان اتسع المال أنه لا يجب على الائمة بعده والاصح انه كان تحرم عليه الصلاة على المدين المعسر الا ان كان له ضامن ثم نسخ فصار يصلى عليه مطلقا ثم يقضيه (كما حكته الآية الكريمة) في قوله يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها الآية

النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ الآية وصحح كثيرون انه صلى الله عليه وسلم لم يحرم عليه طلاقهن بعد ما اخترنه ومما يجب على الغير لاجله انه يجب على زوج من رغب النبي صلى الله عليه وسلم في نكاحها ان يطلقها له. قال الغزالى ولعل السير فيه امتحان الزوج من جهة ايمانه ومن جهة النبى صلى الله عليه وسلم ابتلاؤه ببلية البشر ومنعه من الاضمار الذي يخالف الاظهار. وقد سبق فيه كلام عند ذكر زواج زينب أحسن من هذا وأليق بحال النبي صلى الله عليه وسلم فيجب على من خطبها وهى خلية اجابته ويحرم على غيره خطبتها ويجب على الخلق اجتناب ما يؤذيه مطلقا وان كان في مباح كما في قصة علىّ رضى الله عنه وخطبته على فاطمة رضى الله عنهما. أما المحرمات فقد كان صلى الله عليه وسلم محرما عليه الزكاة وكذا الصدقة على أظهر القولين ويحرم على أقربائه ومواليهم الزكاة فقط ويكره له الاكل متكئا وأكل الثوم وما في معناه وقيل يحرم ومنع من الخط والشعر فكان لا يحسنهما وكان يكره اذا لبس لامة الحرب ان ينزعها حتى يقاتل فقيل هى كراهة تحريم وقيل تنزيه وهذا على ما علق قولهم انه لا يبتدئ تطوعا الا لزمه اتمامه وذلك معارض بدخوله في الصوم تطوعا (كما في قصة على وخطبته) بنت أبى جهل (على فاطمة) فخطب صلى الله عليه وسلم وقال في خطبته والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله في عصمة رجل وقال انما فاطمة بضعة منى يؤذيني ما أذاها كما في الصحيحين وغيرهما عن المسور بن مخرمة (محرما عليه الزكاة) المفروضة لقوله ان هذه الصدقات انما هي أوساخ الناس فلا تحل لمحمد ولا لآل محمد رواه مسلم وغيره (وكذا الصدقة) تطوعا لابانتها عن ذل الآخذ وعز المأخوذ منه فابدل بها الفيء الذى هو بالعكس (ويحرم على أقربائه) وهم بنو هاشم وبنو المطلب (ومواليهم) أى عتقاؤهم لقوله صلى الله عليه وسلم ان مولي القوم منهم صححه الترمذي وغيره (الزكاة) المفروضة (فقط) ولا يحرم عليهم صدقة التطوع لما رواه الشافعى عن ابراهيم بن محمد عن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر انه قال انما حرم علينا الصدقة المفروضة وهو مرسل اعتضد بقول أكثر أهل العلم ومثل الزكاة المفروضة الكفارة والجزاء وكذا النذر على المعتمد (ويكره له الاكل متكئا) لقوله اما أنا فلا آكل متكئا والاتكاء ان يجلس جلسة متمكنة على هيئة من يريد الاستكثار ومثله في كراهة الاتكاء غيره (وأكل النوم) بضم المثلثة (وما في معناه) كبقل وكراث لانه نياجى الملائكة (والشعر) قال تعالى وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ (وكان يكره) للبناء للفاعل (اذا لبس لامة الحرب) بالهمز (ان ينزعها حتى يقاتل) حيث أمكن القتال بان لم ينهزم العدو وذلك لاحاديث منها حديث أحمد والدارمي انه ليس لنبى اذا لبس لامته أن يضعها حتى يقاتل ومر معني ذلك في غزوة أحد (فقيل هى كراهة تحريم وقيل) كراهة (تنزيه)

ثم أفطاره أثناء نهاره. وكان يحرم عليه مد عينيه بالاستحسان الى متع الدنيا الفانية. وكان يحرم عليه الايماء بالعقوبة خلاف ما يظهر وهي خائنة الاعين لمشابهته الخيانة ولا يحرم ذلك على غيره الا في محرم وكان صلى الله عليه وسلم يخدع في الحرب ويعمي عن وجه مقصده ومنع صلى الله عليه وسلم من المن ليستكثر ومعناه ليعطى شيئا ليأخذ أكثر منه. ومن المحرمات في النكاح ان يمسك من كرهته وان ينكح كتابية أو أمة مسلمة أما المباحات والتخفيفات فقد كان صلى الله عليه وسلم يواصل في الصوم ويختار الصفي من الغنيمة ومنهن صفية بنت حي وكان له خمس الخمس من الغنيمة وأربعة أخماس من الفيء وكان له دخول مكة بغير احرام ولم يورث صلى الله عليه وسلم قيل كان ما خلفه باقيا على ملكه وقيل صدقة وهو ظاهر الخبر وأقر نساءه بعده على مساكنهن وأجرى عليهن النفقة لانهن أمهات المؤمنين ومحرمات على التأبيد ولأنهن كالمعتدات وكان له صلى الله عليه وسلم ان يشهد لنفسه ويقبل شهادة من شهد له ويحكم لنفسه وولده لثبوت عصمته وكان له صلى الله عليه وسلم ان يأخذ الطعام والشراب عند الضرورة عن من هو محتاج اليهما ويفدى بنفسه نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم. وكان يحل له في النكاح الزيادة على أربع ولا ينحصر على تسع على الاصح والأصح ان طلاقه ينحصر في ثلاث كغيره وان نكاحه ينعقد بلفظ الهبة والصحيح الاول (وكان يحرم عليه مدعينيه الى آخره) لقوله تعالى لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ الآية (الى متع) بضم الميم وفتح الفوقية جمع متعة (وكان يحرم عليه الايماء بالعقوبة خلاف ما يظهر) ويسمى ذلك خائنة أعين لشبهه بالخيانة من حيث خفاؤه ولا يحرم الايماء لغيره الافي محظور والاصل في ذلك قصة عبد الله بن سعد ابن سرح يوم الفتح حيث أمسك صلى الله عليه وسلم عن متابعته ليقتله بعض أصحابه فقالوا بعد ذلك هلا أو مأت الينا بعينك فقال انه لا ينبغي لنبي ان يكون له خائنة الاعين رواه أبو داود وغيره وصححه الحاكم (ومنع من المن ليستكثر) أى حرم عليه ذلك قال تعالى وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وحاصل ذلك حرمة البذل للجزاء مطلقا سواء طلب أكثر أو أقل أو مساويا (وان يمسك من كرهته) لخبر ابنة الجون (وان ينكح كتابية) لكراهتها صحبته ويجوز له تسريها على الاصح (أو أمة) مطلقا لانه معصوم لا يخاف العنت (كان يواصل في الصوم) مع حرمته على غيره لحديث الصحيحين انه صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال فقيل يا رسول الله انك تواصل فقال اني لست كهيئتكم اني أطعم واسقي والمواصلة صوم يومين مع عدم تناول مفطر بالليل بينهما (ويختار الصفي) بفتح المهملة وكسر الفاء وتشديد التحتية (وكان له دخول مكة بغير احرام) واجب عليه على القول بوجوبه على غيره كذا نقله صاحب التلخيص وغيره والاصح جواز ذلك

وكان يجوز له عقد النكاح وهو محرم على المختار. قال الرافعى والخلاف مبني على ان النكاح في حقه صلى الله عليه وسلم هل هو كالتسرى في حقنا ان قلنا نعم وهو الذى قطع به صاحب البحر لم ينحصر عدد المنكوحات والطلاق والعقد بلفظ الهبة وبمعناها وبلا ولى وشهود ومهر ولم يجب القسم وان قلنا لا انعكس الحكم والاصح ان القسم كان واجبا عليه

[,

الفصل الخامس في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحكمها ومواطنها

]

(الفصل الخامس) في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحكمها ومواطنها قال الله تعالى إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً وروينا في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى علىّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا. وروينا في كتاب الترمذى ومسند البزار عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولى الناس بى يوم القيامة اكثرهم على صلاة قال الترمذي حديث حسن. وروى ابو داود والنسائى وابن ماجه بأسانيد صحيحة عن أوس بن اويس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا علىّ من الصلاة فيه فان صلاتكم معروضة علىّ فقالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت قال يقول بليت قال ان الله عز وجل حرم على الارض اجساد الانبياء. وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله وضمها* الفصل الخامس (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) قال البغوى قال ابن عباس أراد ان الله يرحم النبي والملائكة يدعون له وعن ابن عباس أيضا يصلون يبركون وقيل الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن المؤمنين التضرع والدعاء وقال أبو العالية صلاة الله عليه ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ) أي ادعوا له بالرحمة على الوجه المطلوب منكم وقرأ الحسن البصري فصلوا عليه بزيادة الفاء قال المجد وذلك لما دخل في الكلام من معنى الشرط لانه انما وجبت الصلاة منا عليه من أجل ان الله تعالى قد صلى عليه فجرى ذلك مجرى قولك قد زرتك فزرني أي وجبت زيارتي عليك لاجل زيارتى اياك (وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) قال البغوي أى حيوه بتحية الاسلام فان قلت لم أكد السلام بالمصدر ولم يؤكد الصلاة وهي أولى بذلك اذهي كالاصل والسلام تابع فالجواب ان الصلاة أكدت باخباره تعالى بصلاته وملائكته عليه فلم يحتج مع ذلك الي تأكيد آخر لان أنفس المؤمنين تبادر وتسارع الى موافقة البارى تعالى وملائكته المقربين في الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم وخلا السلام عن هذا المعنى فاكد بالمصدر (وروينا في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو) وأخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة (صلي الله عليه وسلم بها عشرا) قال عياض معناه اتساع رحمته وتضعيف أجره كقوله مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها قال وقد تكون الصلاة على وجهها وظاهرها تشريفا له بين الملائكة المقربين كما في الحديث وان ذكرنى في ملاء ذكرته في ملاء خير منهم انتهى وزاد أحمد في مسنده وملائكته سبعين (وروينا في كتاب الترمذي ومسند البزار عن ابن مسعود) أخرجه عنه أيضا البخارى في التاريخ وابن حبان في صحيحه (أولى الناس بى) يحتمل أن يريد بالقرب منى ويحتمل ان يريد بشفاعتي كما في حديث آخر (وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه باسانيد صحيحة عن أوس بن أوس) أخرجه عنه أيضا أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم (أرمت) بفتح الهمزة

عليه وسلم لا تجعلوا قبرى عيدا وصلوا على فان صلاتكم تبلغنى حيث كنتم. وعنه أيضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد يسلم على الا رد الله علىّ روحى حتى أرد عليه السلام رواهما أبو داود باسناد صحيح. وعنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علىّ وعن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البخيل من ذكرت عنده ولم يصل على رواهما الترمذي وقال في الاول حسن وفي الثانى حسن صحيح وعن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علىّ صلاة صلت عليه الملائكة ما صلى على فليقلل عند ذلك أو ليكثر رواه أبى صخر في فوائده* وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علىّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات رواه النسائى وفي حديث وكتب له عشر حسنات وروى مسلم والنسائى عنه أيضا عن عبد الله بن عمر وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا علىّ فانه من صلى على مرة صلى الله والراء أي صرت رميما أي بالياء وأصله ارممت فحذفت احدي الميمين تخفيفا كما قالوا في أحسست وطللت أحست وطلت (عيدا) بكسر المهملة وسكون التحتية هو بمعنى لا تتخذوا قبري وثنا يعبد يعني لا تطوفوا به وتصلوا اليه كما مر (فان صلاتكم تبلغنى) أي بتبليغ الملائكة كما سيأتي (الا رد الله على روحي) ان قلت أليس قلتم ان الانبياء أحياء فما معنى رد الروح في هذا الحديث قلت ذكر عنه جوابان أحدهما ان المعنى الا وقد رد الله على روحي أي انه صلى الله عليه وسلم بعد ما مات ودفن رد الله عليه روحه لاجل سلام من يسلم عليه واستمرت في جسده صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك البيهقى والثاني انه رد معنوي بعد ان كانت روحه الشريفة مشتغلة بشهود الحضرة الالهية والملأ الاعلى عن هذا العالم فاذا سلم عليه أقبلت روحه الشريفة على هذا العالم ليدرك سلام من يسلم عليه ويرد عليه ذكره المجد عن أبي الحسين بن عبد الكافي (رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل على) تتمته ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ ولم يغفر له ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة (البخيل) الذي يستحق عقوبة البخل من الحرمان والعياذ بالله (من ذكرت عنده فلم يصل على) لان عدم صلاته حينئذ دليل على عدم قوة محبته صلى الله عليه وسلم التى هى من الايمان (رواهما الترمذي) عن أبي هريرة وأخرجه الحاكم أيضا والثاني عن الحسين بن على وأخرجه أحمد والنسائي والحاكم عنه أيضا (فليقلل عند ذلك أو ليكثر) أمر بالاكثار لان من سمع الوعد الحاصل في الصلاة لم يقتصر على القليل منها وهذا من بديع الكلام وفصيحه (رواه النسائي) ورواه أحمد والبخاري في الادب والحاكم عن أنس أيضا وللطبراني من حديث أبى الدرداء من صلى على حين يصبح عشرا وحين يمسى عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة ولعبد الرزاق من

عليه عشرا ثم سلوا لى الوسيلة فانها منزلة في الجنة لا تنبغى الا لعبد من عباد الله وأرجو ان أكون أنا هو فمن سأل لى الوسيلة حلت عليه الشفاعة. وروى الترمذى عن فضالة بن عبد الله رضي الله عنه قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا اذ دخل عليه رجل فصلى فقال اللهم اغفر لى وارحمني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجلت أيها المصلى اذا صليت فقعدت فأحمد الله بما هو أهله وصل على ثم أدعه ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبى صلى الله عليه وسلم أيها المصلى ادع تجب. وروى أيضا عن عمر قال ان الدعاء موقوف بين السماء والارض لا يصعد منه شيء حتى تصلى على نبيك صلى الله عليه وسلم ونحوه عن على رضي الله عنه مرفوعا. وخرج عبد الرزاق عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلونى كقدح الراكب فان الراكب يملأ قدحه ثم يصعد ويرفع متاعه فان احتاج الى شراب شربه أو لوضوء توضأ والا اهراقه ولكن اجعلونى أول الدعاء وأوسطه وآخره. وقال ابن عطاء للدعاء اركان واجنحة وأسباب وأوقات فان وافق أركانه قوى وان وافق اجنحته طار في السماء وان وافق مواقيته فاز وان وافق أسبابه نجح فأركانه حضور القلب والرأفة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعها عن الاسباب واجنحته الصدق ومواقيته الاسحار وأسبابه الصلاة على محمد وآله صلى الله عليه وسلم وفي حديث الدعاء بين الصلاتين علىّ لا يرد. وروى الترمذي وغيره عن ابن كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ذهب ربع الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا حديث على من صلى على صلاة كتب الله له قيراطا والقيراط مثل أحد (عن فضالة) بفتح الفاء والمعجمة المخففة (ثم ادعه) بهاء الضمير وبهاء السكت كما مر نظيره (وروي أيضا) يعنى الترمذي (ونحوه عن على) أخرجه عنه أبو الشيخ ولفظه الدعاء محجوب عن الله حتى يصلي على محمد وأهل بيته ولابن بشكوال من حديث عبد الله بن بسر الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله عز وجل وصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ثم يدعو فيستجاب لدعائه (وخرج عبد الرزاق عن جابر) وأخرجه عنه أيضا الطبراني والضياء والبيهقى في الشعب (كقدح الراكب) بفتح القاف والدال أراد لا تؤخروني في الذكر كالراكب يعلق قدحه في آخر رحله ويجعله خلفه قاله الهروى (والا أهراقه) بفتح الهمزة والهاء أى صبه في الارض (وقال ابن عطاء) هو أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الآدمى بفتح الهمزة والدال قال القشيرى من كبار مشايخ الصوفية وعلمائهم وكان الخراز يعظم شأنه وهو من اقران الجنيد صحب ابراهيم المارستانى مات سنة تسع وثلاثمائة (وروى الترمذي وغيره عن ابن كعب) أخرجه عنه الامام أحمد وابن أبي عاصم واسماعيل

الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه فقال ابى بن كعب يا رسول الله انى اكثر الصلاة عليك فكم اجعل لك من صلاتى قال ما شئت قال الربع قال ما شئت وان زدت فهو خير لك قال الثلث قال ما شئت وان زدت فهو خير لك قال النصف قال ما شئت وان زدت فهو خير لك قال الثلثين قال ما شئت وان زدت فهو خير لك قال يا رسول الله فاجعل صلاتى كلها لك قال اذا تكفي همك ويغفر ذنبك. وأخرج البزار في مسنده عن رويفع بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على محمد وقال اللهم انزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتى. وخرج أيضا عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله وكل بقبرى ملكا أعطاه اسماع الخلائق فلا يصلى على أحد الى يوم القيامة الا بلغنى باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان صلى عليك. وروى ابن وهب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلم عشرا فكأنما اعتق رقبة. وفي بعض الاخبار ليردن على أقوام ما أعرفهم الا بكثرة صلاتهم علىّ. وفي آخر أنجاكم يوم القيامة في مواطنها اكثركم على صلاة.

وعن أبى بكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمحق للذنوب من الماء البارد للنار والسلام عليه أفضل من عتق الرقاب وروى القشيرى بسنده عن ابن عباس قال أوحى الله تعالى الى موسى صلى الله عليه وسلم انى خلقت فيك عشرة آلاف سمع حتى سمعت كلامى وعشرة آلاف لسان حتى احبتنى وأحب ما يكون الى واقربه اذا اكثرت من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم. وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على في كتاب لم القاضى وأخرجه بمعناه الطبراني من حديث حبان بن منقذ (قال الربع) بالنصب باضمار اجعل وكذا ما بعده (تكفي) أنت (همك) بالنصب (ويغفر) بالنصب عطفا على تكفي وهو في موضع نصب باذن (وأخرج البزار في مسنده عن رويفع بن ثابت) وأخرجه عنه أيضا الطبراني في المعجم الكبير (المقعد المقرب) وهو الوسيلة والمقام المحمود وجلوسه على العرش أو المنزل العالى والقدر الرفيع احتمالات (ان الله وكل بقبري ملكا) أخرج أبو سعيد في الوفاء من حديث على ان اسمه صلصائيل وانه في صورة ديك متن غفر عنه «1» تحت العرش ومخالبه في تخوم الارض السابعة له ثلاثة أجنحة جناح بالمشرق وآخر بالمغرب وآخر على قبره صلى الله عليه وسلم (وعن أبي بكر الصديق) أخرجه عنه مجد الدين الشيرازي في كتابه الصلات والبشر (وعن أبي هريرة قال من صلى على في كتاب الى آخره) أخرجه ابن بشكوال بسند قال المجد ليس بالقائم لكن أخرجه أبو عبد الله النميري بسند لا بأس به وأخرجه الخطيب أيضا (ابن وهب) اسمه عبد الله (ليردن) بلام القسم ونون التأكيد المشددة (أنجاكم) أى أكثركم نجاة أو أقربكم الى النجاة (وروي القشيري) في الرسالة

__________

(1) كذا في الاصل

تزل الملائكة تستغفر له ما بقى اسمى في ذلك الكتاب. وعن على بن أبى طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة صلاتكم على مجوزة لدعائكم ومرضاة لربكم وذكره لا بدانكم. وقال عبد الله بن الحكم رأيت الشافعى في النوم فقال ما فعل الله بك قال رحمني ربى وغفر لى وزفني الى الجنة كما تزف العروس ونثر على كما ينثر على العروس فقلت بما بلغت هذا الحال فقال لى قائل بما في كتاب الرسالة من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم فقلت وكيف ذاك قال وصلى الله على محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون قال فلما اصبحت نظرت الى الرسالة فوجد الامر كما رأيت. وقال أحمد بن عطاء الروذبارى سمعت أبا القاسم عبد الله المروزى يقول كنت أنا وأبى نقابل بالليل الحديث فرأيت في الموضع الذى كنا نقابل فيه عمودا من نور مبلغ عنان السماء فقلت ما هذا النور فقيل صلاتكما على رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ نقابلا. وقال ابن شهاب الزهرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثروا على من الصلاة في الليلة الزهراء واليوم الازهر فانهما يؤديان عنكم فهذه جملة من أحاديث فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ووراء ذلك أحاديث كثيرة أما كيفيتها فأفضلها كما قال محيى الدين النووى رحمه الله اللهم صل على محمد عبدك ورسولك النبي الامي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد هذا ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من رواية كعب بن عجرة وأبى حميد الساعدى وأبى مسعود الانصارى وغيرهم والله أعلم والافضل ان يجمع بين الصلاة والتسليم ولا يقتصر على أحدهما وقد قدمنا عند ذكر الاذكار الخمسة كيفية موجزة في تمام والله أعلم*

(مجوزة) بضم الميم وفتح الجيم وكسر الواو أى مجبرة ورافعة له (عنان السماء) بفتح العين ما عن لك منها أى ظهر (يؤديان) الضمير لليوم والليلة (كما صليت على ابراهيم) قال في التوشيح استشكل التشبيه مع ان المشبه هنا أفضل من المشبه به والقاعدة خلافه* وأجيب باوجه منها ان ذلك قبل أن يعلم فضيلته على ابراهيم ومنها ان التشبيه انما هو لاصل الصلاة لا للمقدار ونظيره كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ومنها ان التشبيه بالمجموع وفي آل ابراهيم انبياء فكثرتهم تقابل بصفات فضائل محمد صلى الله عليه وسلم ومنها ان الكاف للتعليل انتهى (قلت) وأحسن من هذا ما قيل ان معناه صل على محمد صلاة تناسب فضيلته لذلك وهذا القول قريب من قول من قال التشبيه لاصل الصلاة لا للمقدار (ابن عجرة) يضم المهملة وسكون الجيم وفتح الراء (وأبي حميد) اسمه عبد الرحمن على الصحيح (وأبى مسعود) اسمه عقبة بن عمرو (والأفضل أن يجمع بين الصلاة والتسليم) بل افراد أحدهما مكروه (موجزة) بضم الميم وسكون الواو

[,

مطلب في حكم الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

]

وأما حكمها فهى واجبة اجماعا للآية الكريمة لكنه غير محدد بوقت ولا عدد وقال الشافعى رحمه الله المفترض من ذلك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير وما سوى ذلك سنة وندب وخالفه الجمهور والله أعلم ثم أجمع من يعتد به على جواز الصلاة واستحبابها على سائر الانبياء والملائكة استقلالا ويجوز على غيرهم تبعا لهم كالصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم ثم يترضى على الصحابة والسلف الصالح ويترحم عنهم والظاهر ان هذا الباب واسع لا يوصف منه شيء بالتحريم والمنع ولا يقوم دليل على ذلك والله أعلم*

[مطلب في مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلّم]

وأما مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فتقدم كثير منها في ضمن الاحاديث السابقة وقد استوعبها نظما القاضى الفاضل العلامة وجيه الدين عبد الغني بن أبى بكر المعلم فقال:

الحمد لله العظيم القاهرى ... ذى النعم البواطن الظواهرى

ثم الصلاة بعد والتسليم ... على نبي دينه قويم

محمد الهادي صفىّ ربه ... وآله من بعده وصحبه

وبعد فاسمع ان تكن ذاهن ... ما قد نظمت قائلا من لسن

خذها باتقان وفهم ثاقب ... تظفر بنيل السول والمطالب

مواضعا فيها الصلاة تستحب ... على النبى العربي المنتخب

وهي ثلاثون ذكرن موضعا ... وواحد في العد يتلوها معا

بعد انتها اجابة المؤذن ... وبعد ألفاظ القنوت المتقن

وبعد اتمامك للتشهد ... وعند يأتي ذكره في مشهدى

واهتف بها بين الصفا والمروة ... منافسا فيها وبعد الخطبة

وقبل ما تشرع في الاقامه ... تفز بها في موقف القيامه

وليلة الجمعة واليوم معا ... ومن دعا جاء بها قبل الدعا

وآخرا في سائر الدعاء ... والطرفين الصبح والمساء

وفتح الجيم أي مختصرة (واستحبابها على سائر الانبياء) وفي ذلك حديث أخرجه البيهقى في الشعب من حديث أبي هريرة واخرجه الخطيب من حديث أنس وهو صلوا على أنبياء الله ورسله فان الله بعثهم كما بعثني وآخر أخرجه الشاشى وابن عساكر من حديث وائل بن حجر صلوا على النبيين اذ ذكر تموني فانهم قد بعثوا كما بعثت (من لسن) بكسر اللام وسكون السين أى من كلامى (باتقان) بالفوقية أيضا المحكم (وقبل ما تشرع) بالفوقية أي أنت (في الاقامه) ويس بعدها أيضا (وليلة الجمعة) بالنصب على الظرف (وآخرا)

ومن يريد السؤال والمفازه ... صلى اذا صلى على الجنازه

وصل يا صاح على محمد ... عند الخروج أو دخول المسجد

وارفع بها سمعا أتم السمع ... عند دخول السوق بين الجمع

وائت بها في ختمة القرآن ... بعد وعند النوم والنسيان

وبعد هذا فعقيب التلبيه ... أعنى بها فهى الصلاة المعنيه

واسع بها في طلب الحاجات ... ذاك لها من أحسن الاوقات

وادفع بها ضر البلا والوهن ... وائت بها عند طنين الاذن

وائت بها في خطبة النكاح ... وان عطست فأتى بها يا صاح

وهاتها عند الوضوء معلنا ... وفي الدياجى ائت فرادا وثني

ومن يكن ذا فطنة منتبها ... اذا انبرى كتابة جاء بها

ومن يقم من مجلس محتفل ... صلى على خير جميع الرسل

وان دخلت البيت صلى يافتى ... يكن لك الفوز هنا مثبتا

وان تجد هذا النبي الطاهرا ... أثر في قلبك من كل الورى

فاذكره عند الخدر لا محال ... تطلق كالبعير من عقال

فهذه جملة من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد زدت على ما نظم الناظم المذكور البيتين الأخيرين في ذكر خدر الرجل فصارت الجملة اثنين وثلاثين موضعا.

[مطلب في معنى الصلاة عليه صلى الله عليه وسلّم]

وأما معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتفسيرها فقال ابن عباس في قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً معناه ان الله وملائكته يباركون على النبى وقال القشيرى الصلاة من الله لمن دون النبي رحمة وللنبى صلى بمد الهمزة وكسر المعجمة (يا صاح) ترخيم يا صاحب وهو شاذ عند النحاة لان المضاف لا يرخم (وارفع بها) أي صوتك (في ختمة) بكسر المعجمة وفتحها (ضر البلا) بالقصر لضرورة الشعر (والوهن) بفتح الواو والهاء أي الضعف (اذا انبري) بهمز وصل وسكون النون وفتح الموحدة فالراء أى اذا فرغ كتابه وانختم (محتفل) بالمهملة والفاء مجتمع وزنا ومعنى (الخدر) بفتح المعجمة وسكون المهملة ضرب عروق الرجل وصكها (لا محال) بالكسر وهذا أقواء مخالف للقافية لان حقه النصب بلا (خاتمة) زاد المجد علي ما ذكرنا هنا من مواطن الصلاة بها عند المصافحة ووقت السحر ولكل أمر ذى بال وفي

الله عليه وسلم تشريفا وزيادة تزكية. وقال غيرهم الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن المؤمنين الدعاء وأما الصلاة المذكورة في حديث أبى بن كعب رضى الله عنه وقوله كم أجعل لك من صلاتى فقيل معناه كم أجعل لك من أوقاتى بعد اداء فرائضي ومهمات دينى ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يوقفه على حد حتى قال أجعل لك صلاتى كلها فأجابه صلى الله عليه وسلم بكفاية المهمات وغفران الزلات كذا تلقيته عن بعض مشايخى ويدل عليه ما ذكره الامام الحافظ أحمد بن معد التجيبى في الاربعين التى ألفها في فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فانه قال فان جعلت الصلاة على نبيك من عبادتك فقد كفاك الله هم دنياك وآخرتك ثم أتى بالحديث وظهر لى فيه معنى آخر وهو ان الصلاة معناها الدعاء ومنه قوله تعالى وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ أى ادع لهم فالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم دعاء له وفيه معنى التعظيم ومعناه والله أعلم كم أجعل لك من دعائى وهو كل دعاء عرض لى وأردت ان أدعو به ولم يرد صلى الله عليه وآله وسلم ان يوقفه على حد معلوم حتى قال اجعل كل دعاء أردت ان أدعو به لنفسى دعاء لك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذا تكفي همك ويغفر ذنبك ومعناه اذا جعلت الصلاة علىّ بدلا عن دعائك لنفسك أعطاك الله كل شيء طلبته مكافأة لك على ان آثرتنى على حظ نفسك وتصديق ذلك ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشتملة على ذكر الله وذكر رسوله فهى أفضل الاذكار وفيها موافقة للعزيز الجبار والملائكة الابرار وامتثالا لما أمر به المؤمنين الاخيار صلى الله عليه وسلم وعلى آله الاطهار وصحبه الاخيار صلاة دائمة التكرار ما أقبل الليل وأدبر النهار وسلم. قال المؤلف كان الله له وهنا انتجز الكلام على الوجه الذى الموقف يوم عرفة وعند استلام الحجر الاسود وفي قيام رمضان وفي الوتر وعند الخروج الى السفر والقدوم منه وعند القيام في الليل (التجيبى) نسبة الى تجيب بضم الفوقية وكسر الجيم ثم تحتية ثم موحدة (وهنا انتجز) بالجيم والزاى أي تقضى نسأل الله أن يقضي حوائجنا في الدارين وان يكشف عن قلوبنا ما علاها من الرين وان يحشرنا في زمرة هذا النبي الكريم وأن يدخلنا يوم القيامة في ظل رحمته العميم بمنه وكرمه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت واستغفرك وأتوب اليك فاغفر لى وتب على انك أنت التواب الرحيم اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون

شرطناه والأمر الذي التزمناه حاويا للسير الموشحة بالاحاديث الصحيحة والمعجزات الباهرة والشمائل النيرة وغير ذلك من مستحسنات العلوم ومستلذات الفهوم وأنا أسأل من بيده الخفض والرفع والضر والنفع والاعطاء والمنع ان يجعله من جملة الاعمال الزكية والحسنات التامة وان يجعلنا ممن تولى هذا النبى الكريم وشغف بحبه وحشر يوم القيامة في سربه وان يهب لنا بجميل عفوه وواسع كرمه ما تخلل تأليفه من شوائب النيات ويعظم الأجر لقارئه وسامعيه وكاتبيه ومكتبيه انه هو الرب المعبود والا له المقصود لا رب سواه ولا معبود إلا إياه وهو حسبي ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير قال مؤلفه الفقيه يحيى بن أبي بكر العامري فرغت منه يوم الاحد الرابع عشر من شهر رمضان المعظم سنة خمس وخمسين وثمانمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما

(وجد في الاصل ما نصه)

(قال مؤلفه غفر الله له وأعاد علينا من بركاته وبركات علومه) وكان الفراغ من تسويد هذا الكتاب المبارك ليلة الجمعة سادس عشر شهر رجب الحرام الذى هو أحد شهور سنة خمس وسبعين وتسعمائة من الهجرة النبوية على شارعها أفضل الصلاة والسلام

(وكان الفراغ من نسخة هذا الشرح المبارك ضحى يوم الاثنين من شهر شوال سنة 1139 من الهجرة النبوية على شارعها أفضل الصلاة والسلام والحمد لله رب العالمين)

وجد في آخر نسخة الشرح ما نصه:

(قال الصنو العزيز الفقيه العالم الصالح الفالح جمال الدنيا والدين محمد بن المساوى ابن الطاهر المؤذن الحضرمى كمل الله توفيقه وسهل الى كل خير من الخيرات طريقه آمين: أقول وأنا الفقير الحقير المعترف بالعجز والتقصير محمد بن المساوي بن الطاهر بن أبي بكر بن عبد الله بن اسماعيل المؤذن الحضرمي لطف الله بهم آمين)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيئين وعلى آله وصحبه أجمعين (أما بعد) فان الشيخ الامام الهمام علم العلماء الاعلام محمد بن أبى بكر الاشخر شيخنا بل الله ثراه بوابل رحمته وأسكنه بحبوحة جنته آمين صنف هذا الشرح المبارك وشرع في تبييضه ولم يتمه ومحل حد تبييضه معروف ومات رحمه الله قبل تمامه فدعت الحاجة اليه فاستخرت الله تعالى في تحصيله وتبييضه مع عسره فشرح الله صدرى لذلك مع مشورة بعض الاخوان الفاضلين الصالحين المحبين للعلم وأهله الملتمسين من فضله فكتبته وتحريت لفظ الشيخ برمته من غير زيادة ولا نقصان الا ان فيه بعض أشياء تكررت من غير حاجة اليها ولا تعويل عليها ولابناء كلام يدخل فيها فخذفتها إيثار للاختصار ونبهت على انها قد تقدمت في محالها ليزول التكرار وأظن بل أقطع ان الشيخ رحمه الله لوتم له تبييضه لحذفها لذلك لاني قد رأيت فيما بيضه أشياء تكررت فخذفها من هنالك هذا وقد بلغت فيه جهدي واستفرغت ما عندي فيما لم يكل عنه حدى وجدي مع قصوري عن الخوض في هذه البحار التى الخوض فيها من أخطر الاخطار لكن أردت بذلك تحصيل النفع لى ولاخوانى ولمن أراد الله له ذلك والله تعالى اسأل ان يوفقنى لما يحب ويرضى من القول والعمل ويعصمني واخوانى وجميع المسلمين من الشك والزيغ والزلل انه جواد كريم رؤف رحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين

قال مصححه سامحه الله وغفر له: تم بحمد الله وتوفيقه طبع هذه البهجة المباركة وشرحها ولم آل جهدا في تصحيحها مع معاناة سقم نسخة الشرح وكان ذلك في أوائل العشر الثالث من شهر محرم الحرام افتتاح سنة 1331 هجرية وذلك بالمطبعة الجمالية الكائنة بحارة الروم بمصر وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

فهرست الجزء الثاني من كتاب بهجة المحافل- صحيفة 2 فصل في السرايا والبعوث التي جهل زمنها وكان ذلك قبل الفتح

2 من ذلك سرية العباس بن عبد المطلب وأسر ثمامة بن أثال النجدي وإسلامه

4 مطلب في سرية غالب بن عبد الله الليثي وإغارته على بني الملوح بالكديد

5 مطلب في غزوة عبد الله بن رواحة لقتل اليسير بن رزام بخيبر

5 مطلب في غزوة عبد الله بن أنيس لقتال خالد بن سفيان الهذلي

6 مطلب في غزوة عيينة بن حصن بني العنبر من تميم

7 مطلب في سرية زيد بن حارثة إلى مدين

7 باب بعث النبي صلى الله عليه وسلّم أسامة بن زيد إلى الحرقات السنة التاسعة من الهجرة وتسمى سنة الوفود

10 ذكر وفد بني تميم وفيه خبر عطارد بن حاجب صاحب الحلة

12 ذكر وفد بني حنيفة وبعض خبر مسيلمة الكذاب

14 وفد أهل نجران ومحاجتهم في نبوة عيسى عليه السّلام

16 ذكر وفد طيء ورئيسهم زيد الخيل وتسميته بزيد الخيل

17 خبر عدي بن حاتم

18 مطلب في وفادة عامر بن الطفيل وأربد بن قيس وأنهما شر الوفود

19 وفود أهل اليمن واستعمال فروة بن مسيك المرادي عليهم

20 خبر عمرو بن معدي كرب الزبيدي

20 خبر وفد كندة وعليهم الأشعث بن قيس

21 وفود همدان وفيهم مالك بن نمط ذو المشعار

23 خبر موافاته صلى الله عليه وسلّم، مقدمه من تبوك، كتاب ملوك حمير بإسلامهم

25 وفود بني نهد من غور تهامة

صحيفة 26 وفد ثقيف وما كان من حديثهم

29 مطلب في غزوة تبوك وهي المسمّاة بساعة العسرة

32 كتابه صلى الله عليه وسلّم ليحنة بن روبة في صلحه وذمته

33 خبر إرساله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر صاحب دومة الجندل

34 خبر موت ذي البجادين المزني

35 خبر مسجد الضرار وهدمه وإحراقه

35 حديث الثلاثة الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك وتوبتهم

42 فصل في ذكر الفوائد التي تضمنت حديث كعب أحد الثلاثة الذين تخلّفوا عن تبوك

43 خبر نزول آية الحجاب

47 فصل في ذكر الفوائد التي تضمنت خبر الحجاب

48 فصل في ذكر الأحكام التي تترتب على يمين اعتزال رسول الله صلى الله عليه وسلّم نساءه

50 خبر الملاعنة التي كانت بين أخوي بني العجلان وأحكام الملاعنة

52 فصل في ذكر اختلاف العلماء في سبب نزول آية الملاعنة

53 فصل ومن حوادث هذه السنة قصة الغامدية

56 فصل في تقبيح الزنا وأحكام الزانيين

58 مطلب في أن الرجم ممّا نسخ لفظه من القرآن وبقي حكمه وفيه خطبة عمر بن الخطاب في حديث السقيفة

63 مطلب ثم كانت بيعة عليّ لأبي بكر بعد موت فاطمة رضي الله عنها

66 مطلب ومن حوادث هذه السنة موت أم كلثوم ابنته صلى الله عليه وسلم

66 مطلب في خبر وفاة النجاشي بالحبشة والصلاة عليه

67 مطلب في موت عبد الله بن أبيّ بن سلول واستغفار النبي صلى الله عليه وسلّم له ونهي ربّه عن ذلك

70 مطلب في حج أبي بكر تلك السنة وإردافه بعلي يؤذن ببراءة في الحج

73 السنة العاشرة وفيها كان إسلام أبي عبد الله جرير البجلي سيد بجيلة

74 إرسال جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الخلصة (كعبة اليمانية) وطرف من مناقب جرير

75 وفد بني الحارث بن كعب وفيهم قيس بن الحصين ذي الغصة

76 مطلب في قصة تميم بن أوس الداري ونزول قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ الآية) .

77 مطلب خبر إسلام فروة بن عمرو الخزامي

78 إرسال علي بن أبي طالب خلف خالد بن الوليد إلى نجران وقصة الجارية التي وقعت لعلي في الخمس




كلمات دليلية: