withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest

فرض صيام رمضان 2هـ

فرض صيام رمضان 2هـ

وفي شعبان من هذه السنة فُرِض صيامُ شهر رمضان [البداية والنهاية]. والصيام عبادة روحية فُرِضت تدريجيًّا شأنها شأن كثير من العبادات التي راعى فيها الإسلام أحوال المخاطبين بالشرع.

فحينما قَدِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم عنه فقالوا: هذا يوم نجَّى الله فيه موسى، فقال: «نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ» فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ (رواه ابن ماجه)[البداية والنهاية ].

ويروي لنا معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن تدرج أحوال الصيام فيقول: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَصَامَ عَاشُورَاءَ، ثُمَّ إِنَّ الله فرض عام الصِّيَامَ وَأَنْزَلَ: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ) [البقرة: 183] إِلَى قَوْلِهِ: (وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ) [البقرة: 184]

فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَطْعَمَ مِسْكِينًا فَأَجْزَأَ ذَلِكَ عَنْهُ

ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الْآيَةَ الْأُخْرَى: ( شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ) [البقرة: 185] إِلَى قَوْلِهِ: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ)[البقرة: 185]، فَأَثْبَتَ صِيَامَهُ عَلَى الْمُقِيمِ الصَّحِيحِ، وَرَخَّصَ فِيهِ لِلْمَرِيضِ وَالْمُسَافِرِ، وَأَثْبَتَ الْإِطْعَامَ لِلْكَبِيرِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الصِّيَامَ، فَهَذَانِ حَوْلَانِ.

قَالَ: وَكَانُوا يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَأْتُونَ النِّسَاءَ مَا لَمْ يَنَامُوا، فَإِذَا نَامُوا امْتَنَعُوا.

ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ «صِرْمَةُ» كَانَ يَعْمَلُ صَائِمًا حَتَّى أَمْسَى، فَجَاءَ إِلَى أَهْلِهِ فَصَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ نَامَ، فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ حَتَّى أَصْبَحَ، فَأَصْبَحَ صَائِمًا، فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ جَهَدَ جَهْدًا شَدِيدًا، فَقَالَ: «مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَهَدْتَ جَهْدًا شَدِيدًا»؟ فَأَخْبَرَهُ، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ قَدْ أَصَابَ مِنَ النِّسَاءِ بَعْدَ مَا نَامَ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فأنزل الله: (أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ ) [البقرة: 187] إِلَى قَوْلِهِ: (ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ ) [البقرة: 187] (رواه أحمد).