withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest

صفة أنفه:

صفة أنفه:


صفة أنفه:

يحسبه من لم يتأمله أشمّا ولم يكن أشم وكان مستقيما، أقنى أى طويلا فى وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته (الأرنبة هى ما لان من الأنف) .

صفة خدّيه صلّى الله عليه وسلم

كان صلّى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يسلّم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده» ، أخرجه ابن ماجه وهذا حديث صحيح.

صفة فمه وأسنانه صلّى الله عليه وسلم

قال هند بن أبى هالة رضي الله عنه: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان (الأشنب: هو الذى فى أسنانه رقة وتحديد) ، أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير والترمذى فى الشمائل وابن سعد فى الطبقات والبغوى فى شرح السنة.

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أى واسع الفم) جميله، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان عليه الصلاة والسلام أشنب (أبيض الأسنان مفلج أى متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات) ، أفلج الثنيتين (الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهى الأسنان الأربع التى فى مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت، والفلج هو تباعد بين الأسنان) ، إذا تكلم رئى كالنور يخرج من بين ثناياه» ، (النور المرئى يحتمل أن يكون حسيّا كما يحتمل أن يكون معنويّا فيكون المقصود من التشبيه ما

يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية) .

صفة ريقه صلّى الله عليه وسلم

لقد أعطى الله تعالى صلّى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلّى الله عليه وسلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء ... فكم داوى صلّى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرئ من ساعته!.

جاء فى الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطينّ الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها، فقال صلّى الله عليه وسلم: أين على بن أبى طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكى عينيه. قال: فأرسلوا إليه.

فأتى به وفى رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلنى رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى على، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى عينيه، فبرئ كأنه لم يكن به وجع ...

وروى الطبرانى وأبو نعيم أنّ عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخواتها دخلن على النبى صلّى الله عليه وسلم يبايعنه، وهن خمس، فوجدنه يأكل قديدا (لحم مجفف) ، فمضغ لهن قديدة، قالت عميرة: ثم ناولنى القديدة فقسمتها بينهن، فمضغت كل واحدة فلقين الله تعالى وما وجد لأفواههن خلوف، (أى تغيّر رائحة فم) .

صفة لحيته صلّى الله عليه وسلم

«كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم حسن اللحية» ، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر.

وقالت عائشة رضي الله عنها: «كان صلّى الله عليه وسلم كث اللحية، (والكث: الكثير منابت الشعر الملتفها) ، وكانت عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ، فى أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منه» ،

أخرجه أبو نعيم والبيهقى فى دلائل النبوة وابن عساكر فى تهذيب تاريخ دمشق وابن أبى خيثمة فى تاريخه.

وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: «كان فى عنفقة رسول الله صلّى الله عليه وسلم شعرات بيض» ، أخرجه البخارى.

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: «لم يختضب رسول الله صلّى الله عليه وسلم إنما كان البياض فى عنفقته» أخرجه مسلم.

كما كان صلّى الله عليه وسلم أسود كثّ اللحية، بمقدار قبضة اليد، يحسّنها ويطيّبها (أى يضع عليها الطيب) . وكان صلّى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات، أخرجه الترمذى فى الشمائل والبغوى فى شرح السنة.

وكان من هديه عليه الصلاة والسلام حف الشارب وإعفاء اللحية.

صفة رأسه صلّى الله عليه وسلم

كان النبى صلّى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم.

صفة شعره صلّى الله عليه وسلم

كان شديد السواد رجلا (أى ليس مسترسلا كشعر الروم ولا جعدا كشعر السودان وإنّما هو على هيئة المتمشّط) . يصل إلى أنصاف أذنيه حينا ويرسله أحيانا فيصل إلى شحمة أذنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وغاية طوله أن يضرب منكبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق، وبهذا يجمع بين الروايات الواردة فى هذا الشأن، حيث أخبر كل واحد من الرواة عمّا رآه فى حين من الأحيان.

قال الإمام النووى: «هذا، ولم يحلق النبى صلّى الله عليه وسلم رأسه (أى بالكلية) فى سنى الهجرة إلا عام الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام حجة الوداع» . قال على ابن أبى طالب رضي الله عنه: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله» ، أخرجه أحمد والترمذى وقال حسن صحيح.

ولم يكن فى رأس النبى صلّى الله عليه وسلم شيب إلا شعيرات فى مفرق رأسه، فقد أخبر

ابن سعد أنه ما كان فى لحية النبى صلّى الله عليه وسلم ورأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفى بعض الأحاديث ما يفيد أن شيبه لا يزيد على عشر شعرات وكان عليه الصلاة والسلام إذا ادهن واراهن الدهن (أى أخفاهن) ، وكان يدّهن بالطيب والحنّاء.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبى يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل النبى صلّى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد» ، أخرجه البخارى ومسلم.

وكان رجل الشعر حسنا ليس بالسبط ولا الجعد القطط، كما إذا مشطه كأنه حبك الرّمل، أو كأنه المتون التى تكون فى الغدر إذا سفتها الرياح، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضا، وتحلق حتى يكون متحلقا كالخواتم، لما كان أول مرة سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصى الخيل جاءه جبريل عليه السّلام بالفرق ففرق.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت إذا أردت أن أفرق رأس الله صدعت الفرق من نافوخه وأرسل ناصيته بين عينيه» ، أخرجه أبو داود وابن ماجه.

وكان صلّى الله عليه وسلم يسدل شعره أى يرسله ثم ترك ذلك وصار يفرقه، فكان الفرق مستحبا، وهو آخر الأمرين منه صلّى الله عليه وسلم. وفرق شعر الرأس هو قسمته فى المفرق وهو وسط الرأس. وكان يبدأ فى ترجيل شعره من الجهة اليمنى، فكان يفرق رأسه ثم يمشّط الشق الأيمن ثم الشقّ الأيسر.

وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يترجّل غبا (أى يمشط شعره ويتعهّده من وقت إلى آخر) .

وعن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يحب التيمن فى طهوره (أى الابتداء باليمين) إذا تطهر وفى ترجله إذا ترجل وفى انتعاله إذا انتعل، أخرجه البخارى.

صفة عنقه ورقبته صلّى الله عليه وسلم

رقبته فيها طول، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد: هو العنق. والدمية:

هى الصورة التى بولغ فى تحسينها) .

عن على بن أبى طالب رضي الله عنه قال: «كأن عنق رسول الله صلّى الله عليه وسلم إبريق فضة» ، أخرجه ابن سعد فى الطبقات والبيهقى.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان أحسن عباد الله عنقا، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوبه ذهبا يتلألأ فى بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب فى الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر» ، أخرجه البيهقى وابن عساكر.

صفة منكبيه صلّى الله عليه وسلم

كان عليه الصلاة والسلام أشعر المنكبين (أى عليهما شعر كثير) ، واسع ما بينهما، والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بعد ما بين منكبيه لم يكن منافيا للاعتدال. وكان كتفاه عريضين عظيمين.

صفة خاتم النبوة صلّى الله عليه وسلم

وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفى رواية أنه أخضر اللون، وفى رواية أنه كان أحمر، وفى رواية أخرى أنه كلون جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة أحمر وتارة كلون جسده وهكذا بحسب الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف النبى صلّى الله عليه وسلم الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسى رسول الله صلّى الله عليه وسلم بهذا الخاتم.

وعن عبد الله بن سرجس قال: «رأيت النبى صلّى الله عليه وسلم وأكلت معه خبزا ولحما أو قال ثريدا.

فقيل له: استغفر لك النبى؟ قال: نعم ولك، ثم تلى هذه الآية: وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ (محمد: 19) .

قال: «ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثاليل» ، أخرجه مسلم.

قال أبو زيد رضي الله عنه: «قال لى رسول الله صلّى الله عليه وسلم اقترب منى، فاقتربت منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهرى، قال: فأدخلت يدى فى قميصه فمسحت ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصابعى قال: فسئل عن خاتم النبوة فقال: «شعرات بين كتفيه» ، أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبى.

اللهم كما أكرمت أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا إلهنا يا من تعطى السائلين من جودك وكرمك ولا تبالى.

صفة إبطيه صلّى الله عليه وسلم

كان عليه الصلاة والسلام أبيض الإبطين، وبياض الإبطين من علامة نبوّته إذ إن الإبط من جميع الناس يكون عادة متغييّر اللون.

قال عبد الله بن مالك رضي الله عنه: «كان النبى صلّى الله عليه وسلم إذا سجد فرّج بين يديه (أى باعد) حتى نرى بياض إبطيه» ، أخرجه البخارى.

وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه» ، أخرجه أحمد وقال الهيثمى فى المجمع رجال أحمد رجال الصحيح.

صفة ذراعيه صلّى الله عليه وسلم

كان عليه الصلاة والسلام أشعر، طويل الزندين (أى الذراعين) ، سبط القصب (القصب يريد به ساعديه) .

صفة كفيه صلّى الله عليه وسلم

كان صلّى الله عليه وسلم رحب الراحة (أى واسع الكف) كفه ممتلئة لحما، غير أنها مع غاية ضخامتها كانت ليّنة أى ناعمة. قال أنس رضي الله عنه: «ما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كفّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم» . وأمّا ما ورد فى روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتهما، فهو محمول على ما إذا عمل فى الجهاد أو مهنة أهله، فإنّ كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أى العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة.

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «صليت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدى أحدهم واحدا واحدا. قال: وأما أنا فمسح خدى. قال: «فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جونة عطار» ، أخرجه مسلم.

صفة أصابعه صلّى الله عليه وسلم

قال هند بن أبى هالة رضي الله عنه: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم سائل الأطواف، قوله (سائل الأطراف) ، (يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة) ، أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير والترمذى فى الشمائل وابن سعد فى الطبقات والحاكم مختصرا والبغوى فى شرح السنة والحافظ ابن حجر فى الإصابة.

صفة صدره صلّى الله عليه وسلم

عريض الصدر، ممتلئ لحما، ليس بالسمين ولا بالنحيل، سواء البطن والظهر. وكان صلّى الله عليه وسلم أشعر أعالى الصدر، عارى الثديين والبطن (أى لم يكن عليها شعر كثير) طويل المسربة وهو الشعر الدقيق.

صفة بطنه صلّى الله عليه وسلم

قالت أم معبد رضي الله عنها: «لم تعبه ثلجه» ، الثلجة» : كبر البطن.

صفة سرته صلّى الله عليه وسلم

عن هند بن أبى هالة رضي الله عنه: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم.. دقيق المسربة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجرى كالخط، عارى الثديين والبطن مما سوى ذلك: حديث هند تقدم تخريجه. واللّبة المنحر وهو النقرة التى فوق الصدر.

صفة مفاصله وركبتيه صلّى الله عليه وسلم

كان صلّى الله عليه وسلم ضخم الأعضاء كالركبتين والمرفقين والمنكبين والأصابع، وكل ذلك من دلائل قوّته عليه الصلاة والسلام.

صفة ساقيه صلّى الله عليه وسلم

عن أبى جحيفة رضي الله عنه قال: « ... وخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم كأنى أنظر إلى بيض ساقيه» . أخرجه البخارى فى صحيحه.

صفة قدميه صلّى الله عليه وسلم

قال هند بن أبى هالة رضي الله عنه: «كان النبى صلّى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين مسيح القدمين، ينبو عنهما الماء شسن الكفين والقدمين» .. قوله: خمصان الأخمصين: الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذى لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين: يريد أنهما ملساوان ليس فى ظهورهما تكسر لذا قال ينبو عنهما الماء يعنى أنه لا ثبات للماء عليهما وشسن الكفين والقدمين أى غليظ الأصابع والراحة رواه الترمذى فى الشمائل والطبرانى.

وكان صلّى الله عليه وسلم أشبه النّاس بسيدنا إبراهيم عليه السّلام، وكانت قدماه الشّريفتان تشبهان قدمى سيدنا إبراهيم عليه السّلام كما هى آثارها فى مقام سيدنا إبراهيم عليه السّلام.

صفة عقبيه صلّى الله عليه وسلم

كان الرسول صلّى الله عليه وسلم منهوس العقبين أى لحمهما قليل.

صفة قامته وطوله صلّى الله عليه وسلم

عن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم ربعة من القوم» (أى مربوع القامة) ، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب. وقد ورد عند البيهقى وابن عساكر أنه صلّى الله عليه وسلم لم يكن يماشى أحدا من الناس إلا طاله، ولربّما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسب إلى الرّبعة، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. وبالجملة كان صلّى الله عليه وسلم حسن الجسم، معتدل الخلق ومتناسب الأعضاء.

صفة عرقه صلّى الله عليه وسلم

عن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم أزهر اللون كأنّ عرقه اللؤلؤ» (أى كان صافيا أبيض مثل اللؤلؤ) ... وقال أيضا: «ما شممت عنبرا قط ولا مسكا أطيب من ريح رسول الله صلّى الله عليه وسلم» ، أخرجه البخارى ومسلم واللفظ له. وعن أنس أيضا قال: «دخل علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال (أى نام نومة القيلولة) عندنا، فعرق وجاءت أمى بقارورة فجعلت تسلت العرق، فاستيقظ النبى صلّى الله عليه وسلم فقال: يا أم سليم ما هذا الذى تصنعين؟ قالت: عرق نجعله فى طيبنا وهو أطيب» ، رواه مسلم، وفيه دليل أن الصحابة كانوا يتبرّكون باثار النبى صلّى الله عليه وسلم، وقد أقرّ الرسول عليه الصلاة والسلام أم سليم على ذلك.

وكان صلّى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه (أى تبقى رائحة النبى عليه الصلاة والسلام على يد الرجل الذى صافحه) ، وإذا وضع يده على رأس صبى، فيظل يومه يعرف من بين الصبيان بريحه على رأسه.

ما جاء فى اعتدال خلقه صلّى الله عليه وسلم

قال هند بن أبى هالة رضي الله عنه: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر» ، أخرجه الطبرانى والترمذى فى الشمائل والبغوى فى شرح السنة وابن سعد وغيرهم.

قال البراء بن عازب رضي الله عنه: «كان رسول الله أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا» ، أخرجه البخارى ومسلم.

الرسول المبارك صلّى الله عليه وسلم بوصف شامل

يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه ومولاه ودليلهما، خرجوا من مكة ومرّوا على خيمة امرأة عجوز تسمّى (أم معبد) ، كانت تجلس قرب الخيمة تسقى وتطعم، فسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها، فلم يجدوا عندها شيئا. نظر رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى شاة فى جانب الخيمة، وكان قد نفد زادهم وجاعوا.

سأل النبى عليه الصلاة والسلام أم معبد: ما هذه الشاة يا أم معبد؟

فاجابت أم معبد: شاة خلّفها الجهد والضعف عن الغنم.

قال الرسول صلّى الله عليه وسلم: هل بها من لبن؟.

ردت أم معبد: بأبى أنت وأمى، إن رأيت بها حلبا فاحلبها!.

فدعا النبى عليه الصلاة والسلام الشاة، ومسح بيده ضرعها، وسمّى الله جلّ تناؤه ثم دعا لأم معبد فى شاتها حتى فتحت الشاة رجليها، ودرّت. فدعا بإناء كبير، فحلب غبة حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا (أى شبعوا) ، ثم شرب آخرهم، ثم حلب فى الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء، ثم تركه عندها وارتحلوا عنها ... وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق أعنزا يتمايلن من الضعف، فرأى اللبن!!.

قال لزوجته: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب (أى لم تحمل ولم تلد) ولا حلوب فى البيت؟!!.

أجابته: لا والله، إنه مرّ بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا.

فقال لها أبو معبد: صفيه لى يا أم معبد!!.

أم معبد تصف رسول الله صلّى الله عليه وسلم

رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى مشرق الوجه) ، لم تعبه نحلة (أى نحول الجسم) ولم تزر به صقلة (أنه ليس بسمين) ، وسيم قسيم (أى

حسن وضئ) ، فى عينيه دعج (أى سواد) ، وفى أشفاره وطف (طويل شعر العين) ، وفى صوته صحل (بحّة وحسن) ، وفى عنقه سطع (طول) ، وفى لحيته كثاثة (كثرة شعر) ، أزجّ أقرن (حاجباه طويلان ومقوّسان ومتّصلان) ، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل لا نزر ولا هذر (كلامه بيّن وسط ليس بالقليل ولا بالكثير) ، كأنّ منطقه خرزات نظم يتحدّرن، ربعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير) ، لا يعاب من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود (أى عنده جماعة من أصحابه يطيعونه) ، لا عابس ولا مفند (غير عابس الوجه، وكلامه خال من الخرافة) .

قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذى ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلنّ إن وجدت إلى ذلك سبيلا.

وأصبح صوت بمكة عاليا يسمعه الناس، ولا يدرون من صاحبه وهو يقول:

جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين حلّا خيمتى أم معبد

هما نزلاها بالهدى واهتدت به ... فقد فاز من أمسى رفيق محمد

حديث حسن قوى أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبى.

وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى ليلة إضحيان، وعليه حلّة حمراء، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندى أحسن من القمر» . (إضحيان هى االليلة المقمرة من أولها إلى آخرها) .

وما أحسن ما قيل فى وصف الرسول صلى الله عليه وسلم:

«وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل»

(ثمال: مطعم، عصمة: مانع من ظلمهم) .

ما جاء فى حسن النبى صلّى الله عليه وسلم

لقد وصف بأنه كان مشربا حمرة وقد صدق من نعته بذلك، ولكن إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس والرياح، فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة، وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لا يشك فيه أحد ممن وصفه بأنه أبيض أزهر ...

يعرف رضاه وغضبه وسروره فى وجهه وكان لا يغضب إلا لله، كان إذا رضى أو سرّ استنار وجهه فكأن وجهه المرآة، وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: «استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلّى الله عليه وسلم فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة لشعاع وجهه ... » ، أخرجه ابن عساكر والأصبهانى فى الدلائل والديلمى فى مسند الفردوس كما فى الجامع الكبير للسيوطى.

وفى ختام هذا العرض لبعض صفات الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم الخلقية التى هى أكثر من أن يحيط بها كتاب لا بد من الإشارة إلى تمام الإيمان بالنبى صلّى الله عليه وسلم هو الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خلق بدنه الشريف فى غاية الحسن والكمال على وجه لم يظهر لآدمى مثله.

ويرحم الله القائل:

فهو الذى تم معناه وصورته ... ثم اصطفاه حبيبا بارئ النّسم

فتنزه عن شريك فى محاسنه ... فجوهر الحسن فيه غير منقسم

وقيل فى شأنه صلّى الله عليه وسلم أيضا:

بلغ العلى بكماله ... كشف الدجى بجماله

حسنت جميع خصاله ... صلوا عليه وآله

ورحم الله ابن الفارض حيث قال:

وعلى تفنن واصفيه يفنى ... الزمان وفيه ما لم يوصف

مسألة: من المعلوم أن النسوة قطعت أيديهن لما رأين يوسف عليه السّلام إذ أنه عليه السّلام أوتى شطر الحسن، فلماذا لم يحصل مثل هذا الأمر مع النبى صلّى الله عليه وسلم؟ هل يا ترى سبب ذلك أن يوسف عليه السّلام كان يفوق الرسول عليه الصلاة والسلام حسنا وجمالا؟

الجواب: صحيح أن يوسف عليه السّلام أوتى شطر الحسن ولكنه مع ذلك ما فاق جماله جمال وحسن النبى صلّى الله عليه وسلم. فلقد نال سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم صفات كمال البشر جميعا خلقا وخلقا، فهو أجمل الناس وأكرمهم وأشجعهم على الإطلاق وأذكاهم وأحلمهم وأعلمهم ... إلخ هذا من جهة، ومن جهة أخرى وكما مر معنا سابقا أن النبى صلّى الله عليه وسلم كان يعلوه الوقار والهيبة من عظمة النور الذى كلّله الله تعالى به، فكان الصحابة إذا جلسوا مع النبى صلّى الله عليه وسلم كأن على رؤوسهم الطير من الهيبة والإجلال فالطير تقف على الشيء الثابت الذى لا يتحرك.

وما كان كبار الصحابة يستطيعون أن ينظروا فى وجهه ويصفوه لنا لشدة الهيبة والإجلال الذى كان يملأ قلوبهم وإنما وصفة لنا صغار الصحابة، ولهذا لم يحصل ذلك مع يوسف عليه السّلام. «1»

__________

(1) لمعرفة رسول الله صلّى الله عليه وسلم بخلقه الظاهر وخلقه الباطن اقرأ للإمام الترمذى كتاب (الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية) تحقيق الشيخ طه عبد الرؤف سعد.

4- من صفات النبى صلّى الله عليه وسلم الشاملة

ونفرد هنا هذه الصفحات زيادة فى بيان صفاته صلى الله عليه وسلم صفة كلامه صلّى الله عليه وسلم صفة شرابه صلّى الله عليه وسلم أحاديث عن تواضعه

صفة ضحكه صلّى الله عليه وسلم صفة شربه صلّى الله عليه وسلم رفقه عليه الصلاة والسلام

صفة لباسه صلّى الله عليه وسلم صفة تكأته صلّى الله عليه وسلم الرحمة عند رسول الله

صفة عمامته صلّى الله عليه وسلم صفة فراشه صلّى الله عليه وسلم سعة قلبه صلّى الله عليه وسلم

صفة نعله صلّى الله عليه وسلم صفة نومه صلّى الله عليه وسلم حبه لأمته صلّى الله عليه وسلم

صفة خاتمه صلّى الله عليه وسلم صفة عطاسه صلّى الله عليه وسلم صفة كرمه صلّى الله عليه وسلم

صفة سيفه صلّى الله عليه وسلم صفة مشيته صلّى الله عليه وسلم جامع صفاته صلّى الله عليه وسلم

صفة درعه صلّى الله عليه وسلم صفة دعائه صلّى الله عليه وسلم عراقة أصله صلّى الله عليه وسلم

صفة عطره صلّى الله عليه وسلم صفة تسبيحه صلّى الله عليه وسلم تعظيم الصحابه له

محبته من الإيمان من أخلاقه صلّى الله عليه وسلم علامة محبته صلّى الله عليه وسلم

صفة كحله صلّى الله عليه وسلم العفو عند الخصام ثمرة محبة صلّى الله عليه وسلم صفة عيشه صلّى الله عليه وسلم

صور من حب السلف للنبى صلّى الله عليه وسلم

مائة خصلة انفرد بها الرسول صلّى الله عليه وسلم عن بقية الرسل

صفة كلامه صلّى الله عليه وسلم

كان كلامه صلّى الله عليه وسلم بين فصل ظاهر يحفظه من جلس إليه.

ورد فى حديث متفق عليه أنّه عليه الصلاة والسلام: «كان يحدّث حديثا لو عدّه العادّ لأحصاه» .

«وكان صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه» . رواه البخارى.

وروى أنه كان صلّى الله عليه وسلم يعرض عن كل كلام قبيح ويكنّى عن الأمور المستقبحة فى العرف إذا اضطره الكلام إلى ذكرها، وكان صلّى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى بين الخطوتين.

صفة ضحكه وبكائه صلّى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسّما، وكنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل» . حسن رواه الترمذى.

وعن عبد الله بن الحارث قال: «ما رأيت أحدا أكثر تبسما من الرسول صلّى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم لا يحدّث حديثا إلا تبسّم، وكان ضحك أصحابه صلّى الله عليه وسلم عنده التبسّم من غير صوت اقتداء به وتوقيرا له. وكان صلّى الله عليه وسلم إذا جرى به الضحك وضع يده على فمه، وكان صلّى الله عليه وسلم من أضحك الناس وأطيبهم نفسا» .

وكان صلى الله عليه وسلم إذا ضحك بانت نواجذه أى أضراسه من غير أن يرفع صوته وكان الغالب من أحواله التّبسّم. وبكاؤه صلّى الله عليه وسلم كان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن تدمع عيناه حتى تنهملان ويسمع لصدره أزيز، ويبكى رحمة لميّت وخوفا على أمّته وشفقة من خشية الله تعالى وعند سماع القرآن وفى صلاة الليل.

وعن عائشة قالت: «ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم مستجمعا قط ضاحكا، حتى أرى منه لهاته، (أى أقصى حلقه) » .

صفة لباسه صلّى الله عليه وسلم

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: «وكان أحب الثياب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم القميص (وهو اسم لما يلبس من المخيط) ، رواه الترمذى فى الشمائل وصححه الحاكم. ولقد كانت سيرته صلّى الله عليه وسلم فى ملبسه أتم وأنفع للبدن وأخف عليه، فلم تكن عمامته بالكبيرة التى يؤذيه حملها أو يضعفه أو يجعله عرضة الآفات، ولا بالصغيرة التى تقصر عن وقاية الرأس من الحر والبرد وكذلك الأردية (جمع رداء) والأزر (جمع إزار)

ويفضل من الثياب ما خف على البدن من غيرها. ولم يكن لرسول الله صلّى الله عليه وسلم نوع معين من الثياب، فقد لبس أنواعا كثيرة، وذلك أنه صلّى الله عليه وسلم كان يلبس ما يجده. وكان عليه الصلاة والسلام يلبس يوم الجمعة والعيد ثوبا خاصا، وإذا قدم عليه الوفد، لبس أحسن ثيابه وأمر أصحابه بهديه فى ذلك.

وعن أبى سعيد الخدرى قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه، (عمامة أو قميصا أو رداء) ثم يقول: اللهم لك الحمد كما كسوتنيه أسألك خير ما صنع له وأعوذ من شره وشر ما صنع له» ، رواه الترمذى فى الشمائل، والسنن فى اللباس، وأبو داود.

كان أحب الثياب إليه البيضاء. وكان صلّى الله عليه وسلم لا يبدو منه إلا طيب، كان آية ذلك فى بدنه الشريف أنه لا يتسخ له ثوب أى كانت ثيابه لا يصيبها الوسخ من العرق ولا ما سوى ذلك وكان الذباب لا يقع على ثيابه.

صفة عمامته صلّى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يلبس قلنسوة بيضاء، والقلنسوة هى غشاء مبطن يستر الرأس، وكان صلّى الله عليه وسلم يلبس القلانس (جمع قلنسوة) أحيانا تحت العمائم وبغير العمائم، ويلبس العمائم بغير القلانس أحيانا. كان صلى الله عليه وسلم إذا اعتمّ (أى لبس العمامة) ، سدل عمامته بين كتفيه، وكان عليه الصلاة والسلام لا يولى واليا حتى يعمّمه ويرخى له عذبة من الجانب الأيمن نحو الأذن. ولم

يكن صلّى الله عليه وسلم يطول العمامة أو يوسعها. قال ابن القيم: لم تكن عمامته صلّى الله عليه وسلم كبيرة يؤذى الرأس حملها ولا صغيرة تقصر عن وقاية الرأس بل كانت وسطا بين ذلك وخير الأمور الوسط. وكان الرسول صلّى الله عليه وسلم يعتم بعمامة بيضاء وأحيانا خضراء أو غير ذلك. وعن جابر رضي الله عنه قال: «دخل النبى صلّى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعليه عمامة سوداء» . ولقد اعتم صلّى الله عليه وسلم بعد بدر حيث رأى الملائكة تلبسها.

وصحة لبس المصطفى للسواد ونزول الملائكة يوم بدر بعمائم صفر لا يعارض عموم الخبر الصحيح الآمر بالبياض لأنه لمقاصد اقتضاها خصوص المقام كما بيّنه بعض الأعلام.

صفة نعله وخفه صلّى الله عليه وسلم

كان لنعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم قبالان مثنى (قبال) شراكهما أى لكل منهما قبالان، والقبال هو زمام يوضع بين الإصبع الوسطى والتى تليها ويسمى شسعا، وكان النبى صلّى الله عليه وسلم يضع أحد القبالين بين الإبهام والتى تليها والآخر بين الوسطى والتى تليها والشراك للسير (أى النعل) . وكان يلبس النعل ليس فيها شعر، كما رؤى بنعلين مخصوفتين أى مخروزتين مخاطتين ضم فيها طاق إلى طاق. وطول نعله شبر وإصبعان وعرضها مما يلى الكعبان سبع أصابع وبطن القدم خمس أصابع ورأسها محدد. وكان عليه الصلاة والسلام يقول موصيا الناس: «إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين وإذا نزع فليبدأ بالشمال» .

صفة خاتمه صلّى الله عليه وسلم

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «لما أراد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يكتب إلى العجم، قيل له: إن العجم لا يقبلون إلا كتابا عليه ختم، فاصطنع خاتما، فكأنى أنظر إلى بياضه فى كفه» . رواه الترمذى فى الشمائل والبخارى ومسلم. ولهذا الحديث فائدة أنه يندب معاشرة الناس بما يحبون وترك ما يكرهون واستئلاف العدو بما لا ضرر فيه ولا محذور شرعا والله أعلم.

ولقد كان خاتم رسول الله صلّى الله عليه وسلم من فضة وفصه (أى حجره) كذلك،

وكان صلّى الله عليه وسلم يجعل فص خاتمه مما يلى كفه، نقش عليه من الأسفل إلى الأعلى «محمد رسول الله» ، وذلك لكى لا تكون كلمة «محمد» صلّى الله عليه وسلم فوق كلمة (الله) سبحانه وتعالى. وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: «اتخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلم خاتما من ورق (أى من فضة) فكان فى يده، ثم كان فى يد أبى بكر ويد عمر، ثم كان فى يد عثمان، حتى وقع فى بئر أريس. نقشه «محمد رسول الله» ، رواه الترمذى فى الشمائل ومسلم وأبو داود، وأريس بفتح الهمزة وكسر الراء، هى بئر بحديقة من مسجد قباء.

ولقد ورد فى بعض الروايات أن النبى صلّى الله عليه وسلم كان يلبس الخاتم فى يمينه وفى روايات أخرى أنه كان يلبسه بيساره ويجمع بين روايات اليمين وروايات اليسار بأن كلّا منهما وقع فى بعض الأحوال أو أنه صلّى الله عليه وسلم كان له خاتمان كل واحد فى يد وقد أحسن الحافظ العراقى حيث نظم ذلك فقال:

يلبسه كما روى البخارى فى خنصر يمين أو يسار كلاهما فى مسلم ويجمع بأن ذا فى حالتين يقع أو خاتمين كل واحد بيد كما بفص حبشى قد ورد.

ولكن الذى ورد فى الصحيحين هو تعيين الخنصر، فالسنّة جعل الخاتم فى الخنصر فقط، والخنصر هو أصغر أصابع اليد وحكمته أنه أبعد عن الامتهان فيما يتعاطاه الإنسان باليد وأنه لا يشغل اليد عمّا تزاوله من الأعمال بخلاف ما لو كان فى غير الخنصر.

صفة سيفه صلّى الله عليه وسلم

عن سعيد بن أبى الحسن البصرى قال: «كانت قبيعة سيف رسول الله صلّى الله عليه وسلم من فضة» .

والمراد بالسيف هنا، ذو الفقار وكان لا يكاد يفارقه ولقد دخل به مكة يوم الفتح. والقبيعة كالطبيعة «1» ما على طرف مقبض السيف يعتمد الكف عليها

__________

(1) أى على وزنها أى عمى وزن فعيلة

لئلا يزلق. وفى رواية ابن سعد عن عامر قال: «أخرج إلينا على بن الحسين سيف رسول الله صلّى الله عليه وسلم فإذا قبيعته من فضة وحلقته من فضة» . وعن جعفر بن محمد عن أبيه أنه كان نعل سيف رسول الله صلّى الله عليه وسلم أى أسفله وحلقته وقبيعته من فضة.

صفة درعه صلّى الله عليه وسلم

عن الزبير بن العوام قال: «كان على النبى صلّى الله عليه وسلم يوم أحد درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع (أى فأسرع إلى الصخرة ليراه المسلمون فيعلمون أنه عليه الصلاة والسلام حى فيجتمعون عليه، فلم يقدر على الارتفاع على الصخرة قيل لما حصل من شج رأسه وجبينه الشريفين واستفراغ الدم الكثير منهما) فأقعد طلحة تحته (أى أجلسه فصار طلحة كالسلم) وصعد النبى صلّى الله عليه وسلم (أى وضع رجله فوقه وارتفع) حتى استوى على الصخرة (أى حتى استقر عليها) ، قال: سمعت النبى صلّى الله عليه وسلم يقول: «أوجب طلحة (أى فعل فعلا أوجب لنفسه بسببه الجنة وهو إعانته له صلّى الله عليه وسلم على الارتفاع على الصخرة الذى ترتب عليه جمع شمل المسلمين وإدخال السرور على كل حزين ويحتمل أن ذلك الفعل هو جعله نفسه فداء له صلّى الله عليه وسلم ذلك اليوم حتى أصيب ببضع وثمانين طعنة وشلّت يده فى دفع الأعداء عنه) » . وقوله (كان عليه يوم أحد درعان) دليل على اهتمامه صلّى الله عليه وسلم بأمر الحرب وإشارة إلى أنه ينبغى أن يكون التوكل مقرونا بالتحصن لا مجردا عنه. ولقد ورد فى روايات أخرى أنه كان للنبى صلّى الله عليه وسلم أدرع.

صفة طيبه (أى عطره) صلّى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يأخذ المسك فيمسح به رأسه ولحيته وكان صلّى الله عليه وسلم لا يردّ الطيب، رواه البخارى. وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفى لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفى ريحه» ، ورواه الترمذى فى الأدب باب ما جاء فى طيب الرجال والنساء، والنسائى فى الزينة باب الفصل بين طيب الرجال والنساء، وهو حديث صحيح.

صفة كحله صلّى الله عليه وسلم

عن ابن عباس رضى الله عنهما أنّ النبى صلّى الله عليه وسلم قال: «اكتحلوا بالإثمد فإنّه يجلو البصر وينبت الشعر» ، وزعم أنّ النبى صلّى الله عليه وسلم كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثة فى هذه وثلاثة فى هذه. قوله (اكتحلوا بالإثمد) المخاطب بذلك الأصحّاء أمّا العين المريضة فقد يضرّها الإثمد، والإثمد هو حجر الكحل المعدنى المعروف ومعدنه بالمشرق وهو أسود يضرب إلى حمرة. وقوله (فإنّه يجلو البصر) أى يقوّيه ويدفع المواد الرديئة المنحدرة إليه من الرأس لاسيما إذا أضيف إليه قليل من المسك. وأمّا قوله (ينبت الشعر) أى يقوى طبقات شعر العينين التى هى الأهداب وهذا إذا اكتحل به من اعتاده فإن اكتحل به من لم يعتده رمدت عينه.

صفة عيشه صلّى الله عليه وسلم

عن عائشة رضى الله عنها قالت: «ما شبع آل محمد صلّى الله عليه وسلم منذ قدموا المدينة ثلاثة أيام تباعا من خبز برّ، حتى مضى لسبيله أى مات صلّى الله عليه وسلم» .

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا» (أى ما يسدّ الجوع) متفق عليه.

صفة شرابه صلّى الله عليه وسلم

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: «دخلت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنا وخالد ابن الوليد على ميمونة فجاءتنا بإناء من لبن فشرب رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأنا على يمينه وخالد عن شماله فقال لى: الشّربة لك فإن شئت آثرت بها خالدا، فقلت ما كنت لأوثر على سؤرك أحدا، ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: من أطعمه الله طعاما فليقل: «اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه، ومن سقاه الله عزّ وجلّ لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه» ، ثم قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن» .

صفة شربه صلّى الله عليه وسلم

عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلّى الله عليه وسلم شرب من زمزم وهو قائم.

وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبى صلّى الله عليه وسلم كان يتنفس فى الإناء ثلاثا إذا شرب ويقول هو أمرأ وأروى، قوله (كان يتنفس فى الإناء ثلاثا) وفى رواية لمسلم (كان يتنفس فى الشراب ثلاثا) المراد منه أنه يشرب من الإناء ثم يزيله عن فيه (أى فمه) ويتنفس خارجه ثم يشرب وهكذا لا أنه كان يتنفس فى جوف الإناء أو الماء المشروب. وكان عليه الصلاة والسلام غالبا ما يشرب وهو قاعد «1» .

صفة تكأته صلّى الله عليه وسلم

عن جابر بن سمرة قال: «رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم متّكئا على وسادة على يساره» .

وعن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبيه قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ألا أحدّثكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، قال وجلس رسول الله صلّى الله عليه وسلم وكان متّكئا، قال وشهادة الزور أو قول الزور، قال فمازال رسول الله صلّى الله عليه وسلم يكررها حتى قلنا ليته سكت» .

صفة فراشه صلّى الله عليه وسلم

ولرسول الله صلّى الله عليه وسلم فراش من أدم. (أى من جلد مدبوغ) محشو بالليف.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه فبكيت، فقال: ما يبكيك يا عبد الله؟ قلت: يا رسول الله صلّى الله عليه وسلم كسرى وقيصر قد يطؤون على الخز والديباج والحرير وأنت نائم على هذا الحصير قد أثّر فى جنبك!.

فقال: لا تبك يا عبد الله فإن لهم الدنيا ولنا الآخرة» .

__________

(1) أما شربه قائما فهو للجواز أو للحاجة.



كلمات دليلية: