withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


تجهيز جيش أسامة بن زيد لقتال الروم

تجهيز جيش أسامة بن زيد لقتال الروم


سرايا الدعوة وبعث أسامة

سرية خالد بن الوليد الى نجران «1»

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة عشر الهجرية خالد بن الوليد الى

__________

(1) - نجران: من مخاليف اليمن من ناحية مكة. راجع معجم البلدان 8/ 258، وآثار البلاد وأخبار العباد ص 126.

بني الحارث بن كعب بن مذحج بنجران في أربعمائة من المسلمين، وأمره أن يدعوهم الى الاسلام ثلاثا فان استجابوا له قبل منهم وأقام فيهم وعلّمهم كتاب الله وسنّة نبيّه ومعالم الإسلام، وإن لم يستجيبوا قاتلهم.

وخرج خالد حتى قدم عليهم، وبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون الى الإسلام ويقولون: (أيها الناس! أسلموا تسلموا) ، فأسلم الناس ودخلوا فيما دعوا إليه، فأقام فيهم خالد يعلّمهم الإسلام وكتاب الله وسنّة نبيّه، وكتب بذلك الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فكتب إليه أن يقبل الى المدينة ومعه وفدهم، فأقبل خالد الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ومعه بلحارث، فأسلموا.

وسألهم النبي صلّى الله عليه وسلم: (بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية) ؟ قالوا:

(كنا نغلب من قاتلنا يا رسول الله، أنّا كنا نجتمع ولا نتفرق، ولا نبدأ أحدا بظلم) ! قال: (صدقتم) «1» .

سرية خالد بن الوليد الى اليمن

بعث النبي صلّى الله عليه وسلم خالد بن الوليد الى اليمن يدعوهم الى الإسلام، ثم بعث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه الى خالد ليقبض الخمس، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لعلي: (مر أصحاب خالد، من شاء منهم أن يعقب معك فليعقب ومن شاء فليقبل) «2» ، أي أن الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام بدّل جماعة من الجند بآخرين غيرهم وسمح للذين يريدون البقاء مع الجند الثاني من الجند الأول دون استكراه وعن طيبة خاطر أن يبقوا مع إخوانهم في اليمن. أي أن النبي صلّى الله عليه وسلم أرسل جندا بإمرة خالد الى اليمن، فلما انقضت مدتهم أرسل غيرهم لتبديلهم على أن يبقى مع العسكر الثاني من العسكر الأول من شاء «3» .

__________

(1) - سيرة ابن هشام 4/ 262- 266، والطبري 2/ 385- 388، وابن الأثير 2/ 112.

(2) - فتح الباري بشرح البخاري 8/ 52.

(3) - أنظر شرح البخاري في 8/ 52.

سرية علي بن أبي طالب الى اليمن

بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلم في رمضان سنة عشر الهجرية علي بن أبي طالب رضي الله عنه الى اليمن يدعوهم الى الإسلام، فعقد له النبي صلّى الله عليه وسلم لواء وعمّمه بيده وقال: (امض ولا تلتفت، فاذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك) ؛ فخرج في ثلاثمائة فارس، ففرّق أصحابه فأتوا بنهب وغنائم، ثم لقي جمعهم فدعاهم الى الإسلام، فأبوا ورموا بالنبل والحجارة، فصفّ أصحابه ثم حمل عليهم فقتل منهم عشرين رجلا فتفرقوا وانهزموا، فكفّ عن طلبهم. ثم دعاهم الى الإسلام فأسرعوا وأجابوا وبايعه نفر من رؤسائهم على الإسلام وقالوا: (نحن على من وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله) ، وكان هؤلاء من مذحج.

وقفل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فوافى النبي صلّى الله عليه وسلم بمكة قد قدمها للحج «1» .

وقيل إن النبي صلّى الله عليه وسلم بعث عليّا مرتين، وعند ذاك تكون المرة الثانية هي التي قسم فيها الخمس وأسلمت على يديه (همدان) فكتب الى رسول الله صلّى الله عليه وسلم بإسلامهم، فخر ساجدا ثم رفع رأسه وقال: (السلام على همدان) «2» .

,

سرية أسامة بن زيد بن حارثة

لما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة الهجرية، أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لغزوة الروم. ثم دعا أسامة بن زيد فقال له:

(سر الى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل، فقد وليتك هذا الجيش، فأغر

__________

(1) - طبقات ابن سعد 2/ 169- 170.

(2) - فتح الباري بشرح البخاري 8/ 52.

صباحا على أهل (أبنى) «1» وحرق عليهم، وأسرع في السير تسبق الأخبار، فإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون والطلائع أمامك) . فلما كان يوم الأربعاء مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال: (أغز بسم الله في سبيل الله، فقاتل من كفر بالله) ، فخرج بلوائه معقودا وعسكر ب (الجرف) «2» ، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انضمّ الى جيش أسامة فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد ابن زيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريشي رضي الله عنهم.

وتكلم قوم فقالوا: (يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين) ! فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلم غضبا شديدا، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة، فصعد المنبر وقال: (ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة؟! ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله! وأيم الله إن كان للإمارة لخليقا وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإنهما لمخيلان لكل خير، واستوصوا به خيرا فانه من خياركم) .

وثقل رسول الله صلّى الله عليه وسلم فجعل يقول: (أنفذوا بعث أسامة) . وفي يوم الاثنين قال لأسامة: (أغد على بركة الله) ! فودعه أسامة وخرج الى معسكره فأمر الناس بالرحيل، فبينما هو يريد الركوب جاءه من يخبره بالتحاق رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، فعاد المسلمون من الجرف الى المدينة المنورة.

فلما بويع لأبي بكر الصديق رضي الله عنه أمر جيش أسامة بالحركة الى

__________

(1) - أبنى: موضع بالشام في جهة البلقاء، وهي قرية بمؤتة. أنظر معجم البلدان 1/ 92. وهذه القرية غير موجودة في الوقت الحاضر، وكانت من قرى مآب أي الكرك.

(2) - الجرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام. أنظر التفاصيل في معجم البلدان 3/ 87.

هدفه، فكلم المسلمون أبا بكر بإبقاء جيش أسامة للدفاع عن المدينة بعد أن ارتدّت العرب، فأبى أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

ولما كان هلال ربيع الآخر سنة إحدى عشرة الهجرية، خرج أسامة فسار حتى وصل تبوك فلم يجد أحدا فقرر العودة بعد أن حقق الغاية من بعثه ثم أغذ السير فوردوا (وادي القرى) في تسع ليال، ثم بعث بشيرا الى المدينة المنورة يخبرهم بسلامتهم، فوصل المدينة بعد ستة أيام، فخرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه في المهاجرين والأنصار يتلقونهم سرورا بسلامتهم.

وبلغ هرقل وهو بحمص ما صنع أسامة، فبعث رابطة (حامية) يكونون بالبلقاء، فلم تزل هناك حتى قدمت البعوث الى الشام في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.




كلمات دليلية: