withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


بعث الرجيع _16418

بعث الرجيع


بعث الرجيع

وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى نصف صفر، فى آخر تمام السنة الثالثة من الهجرة- نفر من عضل والقارة، وهم بنو الهون بن خزيمة بن مدركة، أخى بنى أسد بن خزيمة. فذكروا له صلى الله عليه وسلم أن فيهم إسلاما، ورغبوا أن يبعث نفرا من المسلمين يفقهونهم فى الدين، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم

__________

(1) طواه: فاته وابتعد عنه وتركه فى طريقه.

ستة رجال من أصحابه: مرثد بن أبى مرثد الغنوى، وخالد بن البكير الليثى، وعاصم بن ثابت بن أبى الأقلح أحد بنى عمرو بن عوف بن الأوس، وخبيب ابن عدى أحد بنى جحجبى بن كلفة بن عمرو بن عوف، وزيد بن الدثنة أحد بنى بياضة بن عامر، وعبد الله بن طارق حليف بنى ظفر.

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مرثد بن أبى مرثد، ونهضوا مع القوم، حتى إذا صاروا بالرجيع، ماء لهذيل بناحية الحجاز بالهدأة، غدروا بهم، واستصرخوا عليهم هذيلا، فلم يرع القوم وهم فى رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف وقد غشوهم، فأخذ المسلمون سيوفهم ليقاتلوهم، فأمنوهم، وخبروهم أنهم لا أرب لهم فى قتلهم، وإنما يريدون أن يصيبوا بهم فداء من أهل مكة.

فأما مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فأبوا، وقالوا: والله لا قبلنا لمشترك عهدا أبدا. فقاتلوهم حتى قتلوا؛ وكان عاصم يكنى أبا سليمان وكان قد قتل يوم أحد فتيين من بنى عبد الدار، ابنين لسلافة ابنة سعد، وكانت قد نذرت حين أصاب ابنها أن تشرب الخمر فى قحفه «1» ، فرأت بنو هذيل أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد، فأرسل الله تعالى الدبر «2» فحمته، فقالت هذيل: إذا جاء الليل ذهب الدبر، فأرسل الله تعالى سيلا لم يدر سببه، فحمله قبل أن يقطعوا رأسه، فلم يصلوا إليه، وكان قد نذر أن لا يمس مشركا أبدا، فأبر الله تعالى قسمه بعد موته، رضوان الله عليه.

وأما زيد الدثنة، وخبيب بن عدى، وعبد الله بن طارق فأعطوا بأيديهم «3» فأسروا، وخرجوا بهم إلى مكة، فلما صاروا بمر الظهران انتزع

__________

(1) القحف- بكسر القاف- العظم الذى فوق الدماغ، وهو النصف الأعلى من الجمجمة.

(2) الدبر- بفتح الدال المشددة- اسم لجماعة النحل والزنابير.

(3) أعطوا بأيديهم: صدقوا المشركين وانقادوا معهم.

عبد الله بن طارق يده من القرآن، ثم أخذ سيفه، واستأخر عنه القوم، ورموه بالحجارة حتى مات، رضوان الله عليه، فقبره بمر الظهران.

وحملوا خبيب بن عدى وزيد بن الدثنة، فباعوهما بمكة، فصلب خبيب بالتنعيم، رضوان الله عليهم؛ وهو القائل إذ قرب ليصلب:

ولست أبالى حين أقتل مسلما ... على أى شق كان فى الله مضجعى

وذلك فى ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع

وهو أول من سن الركعتين عند القتل.

وابتاع زيد بن الدثنة صفوان بن أمية، فقتله بأبيه، رضوان الله على زيد. وقال أبو سفيان لحبيب أو لزيد: يسرك أن محمدا مكانك يضرب عنقه وأنك فى أهلك؟ فقال: والله ما يسرنى أنى فى أهلى وأن محمدا فى مكانه الذى هو فيه يصيبه شوكة تؤذيه.



كلمات دليلية: