withprophet faceBook withprophet twitter withprophet instagram withprophet youtube withprophet new withprophet pinterest


الحبيب صلى الله عليه وسلم في الصوم_6461

الحبيب صلى الله عليه وسلم في الصوم


3 - وكان يصوم غير رمضان ثلاثة أيام من كل شهر

(2)، ويتحرَّى صيام الإثنين والخميس (3)، وكان يصوم شعبان إلا قليلاً، بل كان يصومه كله (4)، ورغَّب في صيام ست من شوال (5)، وكان - صلى الله عليه وسلم - يصوم حتى يقال: لا يفطر، ويفطر حتى يقال: لا يصوم (6)، وما استكمل شهراً غير رمضان إلا ما كان منه في شعبان، وكان يصوم يوم عاشوراء (7)، وروي عنه صوم تسع ذي الحجة (8)، وكان يواصل الصيام اليومين والثلاثة، وينهى عن الوصال، وبيَّن أنه - صلى الله عليه وسلم - ليس كأمته؛ فإنه يبيت عند ربه يُطعمه ويسقيه (9)، وهذا على الصحيح: ما يجد من لذّة العبادة والأنس والراحة وقرة العين

بمناجاة اللَّه تعالى؛

_________

(1) كتاب الصلاة لابن القيم، ص 140.

(2) مسلم، برقم 1160.

(3) الترمذي، برقم 745، والنسائي، 4/ 202، برقم 2186، وغيرهما.

(4) البخاري، رقم 1969، و1970، ومسلم، برقم 1156، و1157.

(5) مسلم، برقم 1164.

(6) البخاري برقم 1971، ومسلم، برقم 1156.

(7) البخاري، برقم 2000 - 2007، ومسلم، برقم 1125.

(8) النسائي، 4/ 205، برقم 2372، وأبو داود،، برقم 2437، وأحمد، 6/ 288، برقم 22334، وانظر: صحيح النسائي، برقم 2236.

(9) البخاري، برقم 1961 - 1964، ومسلم، برقم 1102 - 1103.

ولهذا قال: ((يا بلال أرحنا بالصلاة)) (1)، وقال: ((وجُعِلَتْ قُرّة عيني في الصلاة)) (2).

4 - وكان يُكثر الصدقة، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة حينما يلقاه جبريل عليه الصلاة والسلام (3)؛ فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة؛ ولهذا أعطى رجلاً غنماً بين جبلين، فرجع الرجل إلى قومه وقال: يا قومي، أسلموا؛ فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة (4)، فكان - صلى الله عليه وسلم - أكرم الناس، وأشجع الناس (5)، وأرحم الناس، وأعظمهم تواضعاً، وعدلاً، وصبراً، ورفقاً، وأناةً، وعفواً، وحلماً، وحياءً، وثباتاً على الحق.

5 - وجاهد - صلى الله عليه وسلم - في جميع ميادين الجهاد: جهاد النفس، وله أربع مراتب: جهادها على تعلّم أمور الدين، والعمل به، والدعوة إليه على بصيرة، والصبر على مشاقّ الدعوة، وجهاد الشيطان، وله مرتبتان: جهاده على دفع ما يلقي من الشبهات، ودفع ما يُلقي من الشهوات، وجهاد الكفار، وله أربع مراتب: بالقلب، واللسان،

_________

(1) أبو داود،، برقم 8549، وأحمد، 5/ 393، برقم 23088.

(2) النسائي، 7/ 61، برقم 3940، وأحمد، 3/ 128، برقم 14037، وانظر: صحيح النسائي، 3/ 827.

(3) البخاري، برقم 6، ومسلم، برقم 2308.

(4) مسلم،4/ 1806، برقم 2312.

(5) البخاري مع الفتح، 10/ 455، برقم 6033، ومسلم،4/ 1804، برقم 2307.

والمال، واليد، وجهاد أصحاب الظلم، وله ثلاث مراتب: باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب. فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد، وأكمل الناس فيها محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه كمّل مراتب الجهاد كلها، فكانت ساعاته موقوفة على الجهاد: بقلبه، ولسانه، ويده، وماله؛ ولهذا كان أرفع العالمين ذكراً، وأعظمهم عند اللَّه قدراً (1)، وقد دارت المعارك الحربية بينه وبين أعداء التوحيد، فكان عددَ غزواته التي قادها بنفسه سبع وعشرون غزوة، وقاتل في تسع منها، أما المعارك التي أرسل جيشها، ولم يقدها، فيقال لها سرايا، فقد بلغت ستاً وخمسين سرية (2).

6 - وكان - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس معاملة، فإذا استسلف سلفًا قضى خيراً منه؛ ولهذا جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقاضاه بعيراً، فأغلظ له في القول، فهم به أصحابه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((دعوه، فإنّ لصاحب الحقّ مقالاً))، فقالوا: يا رسول اللَّه: لا نجد إلا سنًّا هو خير من سنّه فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أعطوه))، فقال الرجل: أوفيتني أوفاك اللَّه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنّ خير عباد اللَّه أحسنهم قضاءً)) (3)، واشترى من جابر بن عبد اللَّه - رضي الله عنه - بعيراً، فلما جاء جابر بالبعير قال له - صلى الله عليه وسلم -: ((أتراني ماكستك))؟ قال: لا يا

_________

(1) زاد المعاد، 3/ 5، 10، 12.

(2) انظر: شرح النووي، 12/ 95، وفتح الباري، 7/ 279 - 281، و8/ 153.

(3) البخاري، برقم 2305، ومسلم، برقم 1600.

رسول اللَّه، فقال: ((خذ الجمل، والثمن)) (1).

7 - وكان - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خلقاً؛ لأن خلقه القرآن؛ لقول عائشة - رضي الله عنها -: ((كان خلقه القرآن)) (2)؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) (3).

8 - وكان - صلى الله عليه وسلم - أزهد الناس في الدنيا، فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه اضطجع على الحصير فأثَّر في جنبه، فدخل عليه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، ولما استيقظ جعل يمسح جنبه، فقال: يا رسول اللَّه لو اتخذت فراشاً أوثر من هذا؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما لي وللدنيا، ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظلّ تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها)) (4)، وقال: ((لو كان لي مثلُ أُحُدٍ ذهباً ما يَسُرُّني أن لا يمرّ عليَّ ثلاثٌ، وعندي منه شيء، إلا شيءٌ أرصُدُهُ لدين)) (5).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ((ما شبع آل محمد من طعام ثلاثة أيام

_________

(1) البخاري مع الفتح، 3/ 67، برقم 2097، ومسلم، 3/ 1221، برقم 715.

(2) مسلم، 1/ 513، برقم 746.

(3) البيهقي بلفظه، 10/ 192، وأحمد، 2/ 381، برقم 8952، وانظر: الصحيحة للألباني، برقم 45.

(4) الترمذي، برقم 2377، وغيره، وانظر: الأحاديث الصحيحة، برقم 439، وصحيح الترمذي، 2/ 280.

(5) البخاري، برقم 2389، ومسلم، برقم 991.

حتى قُبض)) (1)، والمقصود أنهم لم يشبعوا ثلاثة أيام بلياليها متوالية، والظاهر أن سبب عدم شبعهم غالباً كان بسبب قلّة الشيء عندهم، على أنهم قد يجدون ولكن يؤثرون على أنفسهم (2)؛ ولهذا قالت عائشة - رضي الله عنها -: ((خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير)) (3)، وقالت: ((ما أكل آل محمد - صلى الله عليه وسلم - أُكلتين في يوم إلا إحداهما تمر)) (4)، وقالت: ((إنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقدت في أبيات رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - نار، فقال عروة: ما كان يقيتكم؟ قالت: الأسودان: التمر، والماء)) (5)، والمقصود بالهلال الثالث: وهو يُرى عند انقضاء الشهرين.

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((كان فراشُ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - من أدَم، وحشوُهُ ليفٌ)) (6)، ومع هذا كان يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهم اجعل رِزْقَ آل محمدٍ قوتاً)) (7).

_________

(1) البخاري مع الفتح، 9/ 517 و549، برقم 5374، و5416.

(2) انظر: فتح الباري، 9/ 517، و549، برقم 5374، ومن حديث عائشة - رضي الله عنها -، برقم 5416.

(3) البخاري مع الفتح، 9/ 549، برقم 5414.

(4) البخاري مع الفتح، 11/ 283، برقم 6455.

(5) البخاري مع الفتح، 11/ 283، برقم 6459.

(6) البخاري، برقم 6456.

(7) البخاري، برقم 6460، ومسلم، برقم 1055، والقوت: هو ما يقوت البدن من غير إسراف، وهو معنى الرواية الأخرى عند مسلم (كفافاً)، ويكف عن الحاجة، وقال أهل اللغة: القوت: هو ما يمسك الرمق، وفي الكفاف سلامة من آفات الغنى والفقر جميعاً، واللَّه أعلم، الفتح، 11/ 293، وشرح النووي، 7/ 152, والأبي، 3/ 537.

9 - وكان - صلى الله عليه وسلم - أورع الناس؛ ولهذا قال: ((إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي، أو في بيتي، فأرفعها لآكلها، ثم أخشى أن تكون من الصدقة، فألقيها)) (1)، وأخذ الحسن بن علي تمرةً من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((كَخْ، ِكَخْ، ارمِ بها، أما علمت أنَّا لا نأكل الصدقة))؟ (2).




كلمات دليلية: