نسبة إلى فاطمة بنت ربيعة بن بدر الفزارية، إحدى أعداء الإسلام، والمشهورين بالمنعة بين العرب.
في شهر رمضان لسنة ٦ هـ، بوادي القرى حيث تقطن قبيلة بني فزارة بين المدينة والشام.
أبوبكر الصديق رضي الله عنه، وقيل بأنه زيد بن حارثة لأنه صاحب السرية الأولى لبني فزارة المعادين لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمتربصين به لقتله، وقد خرج للمرة الثانية إليهم.
كانت أم قرفة تتربص بالمسلمين منذ أن نشأت الدعوة بالمدينة وازداد غيظها بعد فشل الأحزاب المشركة في إفشال دعوة الإسلام، وكانت مشهورة بالقوة والعزة حتى أن خمسين سيفًا كان معلقًا ببيتها لخمسين فارسًا من أبنائها وأحفادها، وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجهيزها لقتله، كما كانت السرية ردًا على مقتل تسعة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم في سرية وادي القرى برجب [ابن سعد 2/87]
خرج زيد بن حارثة في عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه، ويقودهم أبو بكر الصّدّيق - رضي الله عنه -، فكمنوا النهار وساروا الليل، ومعهم دليل لهم .
فلما دنا المسلمون من الماء، أمرهم أبوبكر بالإقامة ليلا، ثم صلوا الصبح وشنوا الغارة، وكان شعارهم (أمت أمت).
مقتل سبعة مشركين
وقتل سلمة بيده سبعة من المشركين، وعن ذلك يقول: وقد خشيت أن يسبقني القوم إلى الجبل، فرميت بسهم بينهم وبين الجبل، فلمَّا رأوا السهم وقفوا فجئت بهم أسوقهم، وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من أدم معها ابنة لها من أحسن العرب، فسقتهم حتَّى أتيت بهم أبا بكر [صحيح ابن حبان].
مقتل أم قرفة
وهكذا انتهت السرية بأسر ابنة أم قرفة، وقتل أمها العجوز قتلة شديدة وبعض ولدها.[ابن سعد]
وقد أضعف الرواة رواية الواقدي صاحب (المغازي) والذي نقل عنه الطبراني مقولة أنه أمر بها فشقت نصفين بين بعير، لأن الواقدي لا يعول عليه بالرواية، والسائد بأن من قتلها هو قيس بن المحسر.
النبي يفدي بابنة أم قرفة
وقد وهب أبوبكر ابنة أم قرفة وتسمى (جارية بنت مالك بن حذيفة بن بدر) لسلمة بن الأكوع، فقدموا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يهبها له ولم يكن سلمة قد كشف لها ثوبًا ففعل، فأرسلها النبي صلى الله عليه وسلم مكة وفدى بها ناسًا من المسلمين كانوا أسرى هناك، على أرجح الأقوال.[السيرة الحلبية]
ويذكر عروة أنَّ زيد بن حارثة رضي الله عنه لمَّا قدم المدينة مع أهل السرية أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عند عائشة رضي الله عنها، وبحسب روايتها فإنه لما قرع الباب خرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه حتى اعتنقه (عانقه) وقبَّله النبي صلى الله عليه وسلم..
قتل أم قرفة عدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والثلاثين فارسًا الذين جهزتهم وأسر ابنتها بأيدي المسلمين.
المكر السيء يحيق بأهله.
والمسلمون في طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجهاد مستمر لنصرة الإسلام.
حكمة النبي ورحمته بإرسال ابنة أم قرفة لفداء المسلمين.